سألت «أماندا» مذيعة الـ «سي إن إن» القطري ناصر الخاطر «هل يستطيع رجلان مثليان أن يأتيا لقطر ويعلنان أنهما متزوجان وتضمن سلامتهما؟ فقال نعم بإمكانهما أن يحضرا ويعلنان ذلك».

يأتي هذا اللقاء التلفزيوني مع مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم بطولة كأس العالم في قطر بعد أن قبلت الحكومة القطرية رفع علم المثليين في ملاعب كرة القدم.

كما نرى أن الإعلام الأمريكي يساهم بشكل كبير في الضغط على الحكومات العربية أن تقبل- مرغمة- ما يخالف دينها وعرفها وتقاليدها بأساليب ترهيبية غير مقبولة من مدعي حماة الحقوق الإنسانية، وخوفاً من المقاطعة وخوفاً من أي ما يمكن تأثيره سلباً على فعالية دولية ككأس العالم قبلت قطر أن ترضخ لضغوط لوبي الشواذ الجنسي الكبيرة، فتعلن أنها لا تمانع ولا تعترض ولا تعطل ولا تقف حائلاً أمام الشذوذ الجنسي إن حصل علناً في قطر!!

لذلك أصدر «الأزهر» استنكاره الشديد لهذه الحملات الممنهجة التي تحاول أن تفرض على مجتمعاتنا ما ترفضه شرعاً وعرفاً ومعاكساً للفطرة، وهذا الموقف من مؤسسة كالأزهر يعين الحكومات العربية على التصدي لتلك الضغوط، ويوضح أن رفض هذا السلوك لا يأتي من الحكومات فقط بل هو رفض مجتمعي قبل أن يكون حكومياً.

وتجاوباً مع فتوى الأزهر أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مملكة البحرين بياناً مؤيداً أوضحت فيه أن جميع الأديان تحرم هذا السلوك لا الدين الإسلامي فحسب، بل إنها أكدت أن جميع الكائنات الحية المتكاثرة والمتوالدة بما فيها الحيوانات لا تتزاوج إلا ذكراً وأنثى.

تصاعدت درجات التهديد الإرهابية والقمعية التي تفرضها تلك الجماعات على المجتمعات المخالفة لنهجهم، وتهددهم بأنهم لم يرضخوا فإنهم سيكونون تحت قصف الإعلام وستعطل مصالحهم الدولية واتفاقياتهم، ولهذا رضخت قطر من أجل أن يمر كأس العالم بسلام دون تهديدات إرهابية قمعية من جماعة الشواذ!!

فالموضوع الذي نتوقف عنده ليس مناقشة هذا السلوك الشاذ فقط، بل نتوقف عند الضغوط الكبيرة التي تمارس ضد الأنظمة العربية والإسلامية لإجبارها على القبول به كما حدث مع قطر، والفكرة الخاطئة التي تروجها تلك الجماعات وإعلاميهم بأن الرافضين لسلوكهم هم حكومات عربية متخلفة قمعية لا تحترم حقوق الإنسان، وأن تلك الحكومات يسيرون ضد الرغبات الشعبية!! وأن المتعصبين دينياً والمتشددين دينياً هم فقط من يعترضون على الشذوذ، أما بقية المجتمع «فمنفتح» وقابل ويتعاطف مع هذا السلوك، فيتكلمون بلسان الجميع رغماً عنهم ودون استشارتهم!

لذلك لابد أن يتحرك المجتمع المدني للإعلان والتعبير عن موقفه من هذه الضغوط وليس فقط وزارة الأوقاف أو ليس فقط الجمعيات الدينية فحسب ولا خطباء المساجد فقط، بل لابد أن يتحرك المجتمع المدني، فلدينا مؤسسات تعني بالتربية والتعليم ولدينا مؤسسات مدنية إعلامية ولدينا مؤسسات مدنية متنوعة عليها أن تعلن عن موقفها دعماً لحكوماتنا، وإيصالاً لرسالتنا بأن المجتمع البحريني بجميع فئاته وحتى من وصف بليبراليته وعلمانيته ومدنيته لا يقبل أن يفرض عليه قيم ومبادئ غير مقتنع بها، وتتعارض مع قيمه ومبادئه، وإنه يرفض رفضاً باتاً أي ضغط عليه أو تهديد له أو لدولته، بل إنه سيحاسب حكومته إن هي قبلت بهذا الضغط.

ونحن على ثقة بأن المجتمع القطري غير قابل بتاتاً بهذا الخنوع المخزي الذي من أجل كأس العالم بلع النظام القطري لسانه، وقبل بما لا يقبله على أبنائه!!