كتب - علي الشرقاوي:
القرقاعون من أهم الاحتفالات الرمضانية الشعبية بالبحرين ويمثل جانباً من ثقافة المجتمع البحريني على مر الزمن وعبر مسيرة التطور الحضاري من جيل إلى جيل وتحكي قصة الإنسان البحريني عبر مراحل حياته المختلفة، كما أنها من أهم المناسبات الاحتفالية عند الأطفال في الشهر الفضيل.
وتعتبر ليلة القرقاعون من الليالي التي يحييها البحرينيون وبقية دول مجلس التعاون وهى خروج الأطفال ليلة الخامس عشر من شهر رمضان في مجموعات يحملون أكياساً وطبولاً يتجولون طلباً للقرقاعون، وهو عبارة عن مكسرات وحلويات وتين مجفف، وحينما يدخلون البيت يبدؤون بالغناء وعندما يعطيهم أهل البيت القرقاعون يعبر الأطفال عن شكرهم بقولهم:»عساكم من عوادة لا تقطعون العادة»، أما الشباب فيقومون بحمل مجموعات صغيرة ويجولون البيوت يضربون على البيوت ويغنون ويعطونهم بعض المال والقرقاعون.
ما هو القرقاعون؟
و»القرقاعون» عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل يوضع بداخلها خليط من المكسرات من النخيل والفول السوداني «الجوز والتين المجفف إلى ‏جانب بعض الحلويات».
وكلمة القرقاعون مستمدة لغوياً من كلمة «قرة العين» في هذا الشهر، فالقرة هي ابتداء الشيء، وبمرور الزمن تحورت الكلمة، وأصبحت تنطق «قرقاعون»، وحسب العادات والتقاليد البحرينية والخليجية فإن القرقاعون تعني الشيء المخلوط المتعدد الأصناف، والمقصود هنا «المكسرات».
وفى هذه المناسبة، ما تكاد الشمس تغرب ‏في منتصف شهر رمضان حتى يتناول الأطفال إفطارهم على عجل، ثم يأخذون في التجمع والسير في احتفالية كبيرة في الشوارع حاملين حول أعناقهم أكياس القرقاعون، مرددين أهازيج القرقاعون وأناشيده الشعبية.، ومن المميز للعب الأطفال في هذه الليلة مرورهم على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى من أهل الدار.
وتختلف أناشيد البنات عن أهازيج الأولاد فى ليلة القرقاعون؛ فللبنات أنشودة خاصة هي «قرقاعون عادت عليكم يالصيام ..عطونا الله يعطيكم بيت مكه يوديكم يا مكة يا المعمورة».. أما الأولاد فيرددون أهزوجة قصيرة جداً هي: «سلم ولدهم يا الله.. خليه لأمه يا الله» ، ‏‏يجيب المكده ويحطها بحضن إمه .. يا شفيع الأمة».
كذلك يتجمع البنات القرقاعون من البيوت المجاورة والقريبة من منازلهن فقط، أما الأولاد فيمتد نشاطهم إلى خارج الحي الذي يسكنونه، ويستمتعون بالتجول في الأحياء الأخرى، واللعب مع بعضهم وهم يحتفلون بالقرقاعون.
أهازيج القرقاعون
وللأطفال في مهرجان القرقاعون أهازيج وأشعار باللهجة العامية يرددونها ببراءة طفولية كلما وقفوا على باب من أبواب محلتهم وحارتهم، لكن هذه الأهازيج والأشعار تختلف من بلد إلى بلد..وأبرز أهازيج القرقاعون في البحرين:
قرقاعون... عادت عليكم.. اويا الصيام
سلم ولدهم يا الله
وخله لأمه يا الله
اييب المكده يا الله
ويحطها في جم أمه
يا شفيع لأمه.
أهازيج القرقيعان في الكويت:
قرقيعان وقرقيعان بين اقصير ورمضان
عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام
يالله تخلي ولدهم يالله خلي لأمه يالله
عسى البقعة ما تخمه ولا توازي على أمه
وبعد الانتهاء من الأناشيد يتم توزيع المكسرات والحلويات على الأطفال، وتوضع الهدايا في أكياس معلقة برقبتهم تسمى بالخريطة، أما أهازيج القرقاعون في الإمارات:
انطونه حق الله
يرضى عليكم الله
جدام بيتكم دله
عسى الفقر ما يدله
فيحصلون على الحلوى، و يقابلون بالتكريم والاحترام.
أهازيج القرقاعون في السعودية:
قرقع قريقيعان
عطونا الله يعطيكم
بيت مكة يوديكم
يا مكة يا معمورة
يا أم السلاسل والذهب
عطونا من مال الله
يسلم لكم عبد الله
عطونا دحبة ميزان
يسلم لكم عزيزان
باب الكرم ما صكه
ولا حط له بوابة
أهازيج القرقاعون في بعض دول الخليج الأخرى
عادت عليكم صيام
كل سنة وكل عام
ثم يشرعون بالدعاء إلى أهل البيت فرداً فرداً، ويقولون:
الله يخلي راعي البيت آمين
الله يخلي... آمين
ويذكرون أسماءهم، فتخرج ربة البيت وتطلب منهم الإكثار من الدعاء قبل أن توزع عليهم الحلوى والمكسرات، وتختلف تسمية من دولة خليجية لأخرى، ففي حين تسمى في البحرين ليلة القرقاعون، تسمى في الإمارات «حق الليلة» وفي عمان يطلق عليها «الطلبة»، وفي السعودية والكويت « القرقيعان «، وفي قطر «الكرنكعوه».
عساكم من عوادة
ويقول الباحث في المجال التراثي محمد جمال إن ليلة «القرقاعون» تعتبر من المظاهر المميزة في شهر رمضان المبارك، ويحرص البحرينيون وأبناء دول مجلس التعاون على إحياءها نظراً لأهميتها التراثية والشعبية الممتدة من قديم الزمان، حيث يخرج الصبية والبنات في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان في مجموعات يحملون أكياساً وطبولاً ويجولون الطرقات والممرات طلباً «للقرقاعون» وهو عبارة عن مكسرات وحلويات وحينما يدخلون البيت يبدؤون بالغناء وعندما يعطيهم أهل البيت القرقاعون يعبر الأطفال عن شكرهم بقولهم عساكم من عوادة لا تقطعون العادة.
الطبل يسير مع الفريسة
وقال الباحث محمد جمال «عندما كنا أطفال كنا نفتح علبة الحليب الكبيرة «النيدو» لنعمل منها طبلاً مستخدمين في ذلك ورق الإسمنت والنشاء، كما نقوم بتصميم «الفريسه» من الخشب قبل أيام من ليلة القرقاعون للحصول على القرقاعون الذي هو عبارة عن مجموعة من المكسرات والحلويات، إضافة للنقود من منازل البيوت الميسورة، ونردد «سلم ولدكم يالله ، يخليه لأمه ، يالله ، يا شفيع عند الله سلم ولدكم لأمه ، ونضيف اسم الولد أو البنت عندما يطلب منا أهل المنزل ترديد الأسماء.
وأضاف قائلاً «بعد تناول وجبة الفطور ينطلق الصبية والبنات ليشاركوا في هذه الاحتفالية الكبيرة في الشوارع غير مهتمين بحرارة الجو، حاملين حول أعناقهم أكياس القرقاعون، مرددين أهازيج القرقاعون وأناشيده الشعبية، وتختلف أناشيد البنات عن أهازيج الأولاد فى ليلة القرقاعون؛ فللبنات أنشودة خاصة هي «قرقاعون عادت عليكم يالصيام ..عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة «.. أما الأولاد فيرددون أهزوجة قصيرة جداً هي: «سلم ولدهم يا الله.. خليه لأمه يا الله» ، ‏‏يجيب المكده ويحطها بحضن أمه .. يا شفيع الأمة، فتجمع البنات القرقاعون من البيوت المجاورة والقريبة من منازلهن فقط، أما الأولاد فيمتد نشاطهم إلى خارج الحي الذي يسكنونه، ويستمتعون بالتجول في الأحياء الأخرى، واللعب مع بعضهم وهم يحتفلون بالقرقاعون وفي نهاية هذه الليلة المتعبة بالنسبة للصيبان، فإنهم يقومون بجمع المحصول من القرقاعون والمال وتوزيعه بالتساوي فيما بينهم حيث إنهم يحملون ما لديهم في كيس كبير، فتقوم الأمهات بفرز القرقاعون فتعزل الحلويات عن المكسرات ثم تخزنه لديها في المطبخ.
وبعد أن نقوم بعملية التقسيم بشكل متساو بين أفراد المجموعة التي قامت بالقرقعة، نأخذ الساك سيبال «الفول السوداني» ونجلب «تاوه» كبيرة، نضعه فيه شيئاً من الرمل، ونشعل تحتها كمية من الجمر، ونقوم بتحميصه، ونأكله ساخناً، ونشعر أننا نأكل لحم الغزال.