بقلم: د. خلدون أبا حسين

تتماهى أعذب الكلمات وأرق المعاني بأحرف من نور ...

لتشكل أجمل ما قد يُقال في حب الوطن والموطن ...



وديرة الأمن والأمان ودار العز والفخر والنشامة والشهامة ...

فتنهمر الحروف كحبات المطر المتساقطة لؤلؤاً ...

فيضاً ينبع من دفق المشاعر الجياشة ...

وشلالاً من الأحاسيس المرهفة تسري في نبضات القلوب ...

لتسطر ملحمة عشقٍ خالد في هوى حبيبة القلب وتوأم الروح.. مملكة البحرين ...

جنة الخلود وموطئ الحياة ومهد الحضارات ...

معقل الخيرات وأرض الكرام وموطن الطيبين ...

قبلة القاصي والداني حيث العيش فيها لذة والإقامة فيها نعيم...

عزيز ترابها ودافئة شواطئها يعمها الأمن والأمان والسلام والاطمئنان...

تنساب المحبة بين أهلها ...

وتتزين مساجدها بحسن نقوشها ...

والكنائس والمعابد فيها تعلو بعمارها ...

منثورة كحبات الذهب رمالها ... متلألئة تلمع في السماء نجومها ...

عذبة نقية حلوة كعذوبة الماء في عيونها...

كالليلة القمراء.. كالورد النديّ وجهها...

كابتسامة الطفل الوليد صباحها...

لحن الخلود.. تعزفه قيثارة النسمات العليلة.. حضارتها...

هي الحياة والصلاة والدعاء في السجود...

هي عبق الأصالة في سحره الشجي البعيد...

هي الخير يُصبّح على الأهل والأحبة والأصدقاء...

هي الوفاء يجري في نبض الخفوق ...

هي طيف الحبيب يرفرف في الأفق المديد...

هي الحنان يلامس الوجدان ويداعب شغاف القلوب...

هي الشواطئ الشفّافة النقيّة.. يتلألأ على ضفافها نور يتوهج في القلب ضياء...

هي ألق الحرف ورقة المشاعر ودفق الكلمات وتاج البهاء...

هي فوق الشعور والمدى والحدود...

هي الحب يجري دماً في العروق... هي سر الوجود...

صباحك يا بحرين نسيم يهب من أرضك الطيبة العطرة المباركة...

ومساؤك زقزقة عصافير حب تغرد بأروع أناشيدها...

نسماتك الرقيقة حب متبادل بين شعبك وحكامك الكرام...

واسمك نغمٌ جميلٌ على شفاه أبنائك.. وأهلك الطيبين.. وجميع زوارك ...

كل من عاش على ترابك.. انطبع حبك في زوايا قلبه، ورسمك لوحة في كلماته، وغنّاكِ شعراً في أروع أبياته...

بحرين منك البداية وإليك المنتهى والعنوان...

وفيك يتسع المعنى ليشمل الكون بأسره...

فأنتِ الشمس والبحر والسماء والهواء...

وأنتِ العيون التي شقت الصخر بعذب الماء...

وأنتِ شجر اللوز الأخضر والتين والرمان...

وأنتِ شجر النخيل المبارك الشامخ الجميل...

وأنتِ الحبيبة التي تحمل الخيرَ، كل الخير في كل وقت ومكان...

وأنتِ الهوية التي ترسم الشكل وتُحدد الملامح وتشكل الكيان...

وأنتِ قيثارة تعزف نشيد السلام والأمن والأمان على مر الزمان...

بحرين أنتِ أول شهقات الحياة قبل الميلاد...

وأنتِ خيوط شمس ذهبية زرعُها في العيون...

وأنت غرسٌ في الأعماق نعيش لنخطّ معناه...

فمن حباتٍ من ثرى تُرابك وقطراتٍ من عذب ماؤك تشكلنا فكنّا...

وعلى ثرى أرضك الطيبة عشنا...

لنُولد كل يوم ميلاداً جديد...

ونستشعر أحضان وطن نحياه...

فيغمرنا غلا ثراكِ ويلفنا الحنين...

وطناً نعزّه ونفتديه ونناجيه، ختم في القلب الهويّة وتربع في الوجدان...

بحرين العشق والوطن والحبيبة...

دمتي غاليتي ودامت أيامك أعراساً في عز مليكنا المفدى ملك القلوب ...

مؤسس قواعد الإصلاح وداعم المحبة والتسامح والسلام ...

عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، الذي بنهج جلالته القويم بإذن الله تجري سفينة التقدم والازدهار وتواصل الحبيبة البحرين مسيرتها الشامخة قُدماً في طريق الرفعة والمجد ...

اللّهُم احفظ سيدي صاحب الجلالة الملك حمد قائدنا وولي أمرنا ومليكنا المفدى ملك القلوب الغالي وفخرنا عسى الابتسامة ما تفارق محيّاه وعمره طويل ودايم سنين العز سنينه...

* باحث أكاديمي وكاتب