اكدت روسيا الاربعاء انها قطعت امدادات الغاز الى اوكرانيا غداة اعلان كييف الثلاثاء عن فشل مفاوضاتهما، ما يشكل مرحلة جديدة من حرب الطاقة الدائرة بين البلدين.
وهذا القرار ياتي بعد فشل الاجتماع الثلاثي بين روسيا واوكرانيا والاوروبيين الذي انتهى مساء الثلاثاء في فيينا بدون اتفاق بين موسكو وكييف حول اسعار الغاز الروسي.
وفي بروكسل اعلنت المفوضية الاوروبية ان امدادات الغاز الى اوروبا "لن تكون مهددة" الشتاء المقبل رغم فشل المفاوضات.
واعلنت شركة النفط الاوكرانية العامة نفتوغاز اعتبارا من مساء الثلاثاء انها تعلق على الفور كل مشتريات الغاز من روسيا.
واكد مدير عام مجموعة غازبروم الروسية الكسي ميلر في بيان الاربعاء ان "اوكرانيا لم تدفع لقاء امدادات الغاز عن تموز/يوليو. واعتبارا من الساعة العاشرة صباحا في 1 تموز/يوليو اوقفت امدادات غازبروم الى اوكرانيا".
واضاف ان "غازبروم لن تسلم الغاز الى اوكرانيا- مهما كان السعر- بدون دفع مسبق".
لكن وقف الامدادات هذا من غير المرتقب ان يهدد امدادات الغاز الروسي الى الاتحاد الاوروبي، التي يمر نصفها تقريبا عبر الاراضي الاوكرانية.
وقد وعدت الشركة العامة الاوكرانية نفتوغاز الثلاثاء في بيان انها ستواصل تأمين عبور الغاز الروسي لاوكرانيا لايصاله الى الزبائن الاوروبيين الاخرين.
والاتفاق حول امدادات الغاز الروسي لاوكرانيا انتهت مدته الثلاثاء بدون التوصل الى اتفاق حول الاسعار مع غازبروم خلال المفاوضات التي جرت في فيينا بمشاركة الاتحاد الاوروبي ايضا.
وتخوض غازبروم ونفتوغاز اختبار قوة منذ تولي سلطة موالية للغرب الحكم في كييف بداية 2014 واندلاع التوتر مع موسكو في شرق اوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا.
وقامت موسكو برفع اسعار الغاز الذي تسلمه لاوكرانيا التي ترفض الدفع واصبحت تعتمد بشكل متزايد على الغاز المستورد من اوروبا الوسطى والنروج.
وتعتبر غازبروم من جهتها ان هذه الامدادات غير شرعية في معظم الاحيان لانها يمكن ان تنقل كميات من الغاز مستوردة اساسا من روسيا ثم تباع لاحقا الى اوكرانيا من قبل دول اوروبية اخرى.
لكن صراع القوة هذا بين موسكو وكييف يثير مخاوف من حصول خلل في امدادات الغاز الروسي نحو الاتحاد الاوروبي كما حصل في "حروب غاز" سابقة في 2006 و 2009.
الا ان المفوض الاوروبي المكلف شؤون الطاقة ماروس سيفكوفيتس قال خلال مؤتمر صحافي في بروكسل ان الاحتياطي الحالي لاوكرانيا يمكن ان يستكمل بمشتريات من جهات اخرى غير المجموعة الروسية غازبروم.
واضاف "لقد حصل تعهد واضح من الجانبين الاوكراني والروسي بالحرص على ان نقل الغاز نحو اوروبا سيستمر بدون انقطاع".
واكد "امدادات الغاز الى اوكرانيا والى الاتحاد الاوروبي ليست مهددة".
ويتوفر لاوكرانيا في الوقت الراهن 12 مليار متر مكعب من الغاز، لذلك تعتبر المفوضية انها تحتاج الى 19 مليارا "للاطمئنان الى ان فصل الشتاء يبدأ بطريقة ملائمة".
لذلك ما زال متاحا لاوكرانيا ثلاثة اشهر لاستكمال احتياطاتها، ويمكن ان يحصل ذلك بشكل جيد، بواسطة "عمليات التدفق المعكوسة" اي شراء الغاز من شركات اوروبية اخرى وبفضل "الاستخراج المحلي" للغاز في اوكرانيا، كما قال سيفكوفيتس.
واضاف "توجد آليات متينة لعمليات التدفق المعكوسة، ونحن افضل استعدادا للمشاكل حول الامدادات بالطاقة"، فيما الاتحاد الاوروبي مرتبط جدا بالوضع في اوكرانيا التي تمر عبرها ثلث مشترواته من غازبروم.
لكن المفوض الاوروبي اقر بأن المناقشات في فيينا الثلاثاء مع الوزيرين الروسي الكسندر نوفاك والاوكراني فولوديمير دمتشيشين ورئيسي غازبروم وشركة نفتوغاز الاوكرانية كانت "صعبة". واضاف ان المفاوضات ستستأنف على مستوى الخبراء اواخر آب/اغسطس وتأمل بروكسل في الدعوة الى لقاء وزاري جديد في ايلول/سبتمبر.
ويأمل الاتحاد الاوروبي في اتفاق "يغطي على الاقل فصل الشتاء، حتى نهاية اذار/مارس" 2016.
واتاحت هذه "الرزمة الشتائية" اجتياز الشتاء الماضي من دون صعوبات كبيرة. وقد ابرمت في تشرين الاول/اكتوبر 2014 عبر وساطة اوروبية بعدما قطعت موسكو مؤقتا الغاز عن كييف على خلفية النزاع الانفصالي في شرق اوكرانيا.