الإمارات الحبيبة عندما تحتفل بيومها الوطني وأعيادها المجيدة فإن العالم تجده يحتفل معها وبها، فهي القريبة من القلب، وهي الحاضنة لكافة الجهود الإنسانية، وهي الحريصة على نشر ثقافة السلم والأمن والأمان للجميع، وإن تحدثنا عنها فإننا نعجز عن التفكير بنقطة البداية، أنبدأ بسياسة الداخل، أم بالسياسة الخارجية، أم بتواضع حكامها ومشايخها، أم بمشاريعها الخيرية التي طالت العالم بأسره.

إنها الإمارات منبع الإنجازات والفكر المتقدم وملتقى الحضارات، تاريخنا الوطني البحريني مرتبط ارتباطاً مباشراً وبجذور راسخة مع الشقيقة العزيزة دولة الإمارات العربية المتحدة، علاقات وضع أساسها المغفور لهما بإذن الله تعالى سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، وجزاهما عنا جميعاً خير الجزاء، فهم من أسسا ما وصلنا إليه الآن، وهو ما يسير عليه قيادتا البلدين الشقيقين من بناء وتطوير وتعمير.

فالعاصمة أبو ظبي باتت مضرباً في كرم الأخلاق ونبل العلاقات وإنسانية التعامل، وإمارة دبي توصف بمدينة المستقبل لما هي عليه من تطور متسارع جعلها في مقدمة الركب العالمي، وباقي الإمارات تتصف كل منها بصفات النجاح والتطور والرقي والتمسك بالوحدة التي وضع لبناتها المغفور له زايد الخير والعطاء والكرم. لا غرو أن نخصص أوقاتنا وأقلامنا وكل ما نملك في الاحتفال والاحتفاء بالشقيقة الإمارات، فنحن في البحرين لا نشعر بأننا نتحدث عن بلد آخر أو حتى بلد قريب، بل نشعر بأننا نحتفل ببلدنا وبشعب نرى أنه جزء لا يتجزأ منا ومحفور بداخلنا من الصغر، ونتوارث مكانته بداخلنا أباً عن جد.

الإمارات باتت اليوم ذات مكانة على الخريطة الدولية، بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الحكيمة، والتي جعلت منها محط أنظار الجميع، في الاقتصاد والسياسة والتعليم والطب والثقافة والأصالة، وبدورها في نشر ثقافة السلام بين الدول، وبمكانتها في استقطاب الكفاءات التي جعلت منها ذات ريادة في العلوم الحديثة، وفي المجالات الجديدة التي تسارعت وتيرتها لتحرز التفوق على غيرها من الدول. نحتفل مع الإمارات لنهنئ أنفسنا بيومها الوطني، فأعيادها أعياد لنا، وأفراحها هي ذاتها أفراحنا، فكل عام ودولتنا الحبيبة الإمارات بخير ونماء وتطور، وكل عام وقيادتها الحكيمة وشعبها الأصيل في نجاحات مستمرة.