في 28 نوفمبر 2021 أوردنا أسباباً لفشل المفاوضات النووية. وبعد انعقادها بخمسة أيام توقفت المفاوضات، على أن تُستأنف منتصف الأسبوع المقبل. لقد رصدنا أجواءً تشاؤمية تخيم على المفاوضات قبل أن تبدأ لأسباب منها:

- نهج إيران الذي يشمل الإصرار على إزالة العقوبات القاسية ضدها.

- هناك قناعة إيرانية أن الوقت يمر لصالح المنظومة المصطلحية الإيرانية، فهم في مرحلة العتبة النووية.

- قناعة أن مقاومة إيران الدبلوماسية تجبر الغرب على قبول الواقع الموجود.

- المسافة بين المتشددين في طهران وإدارة بايدن واسعة للغاية، كتصريحات سابقة خامنئي وسياسيين وكتاب ينتقدون بشدة روحاني وجواد ظريف والإدارة الأمريكية، وآخرهم المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده تمتلك قدرات صنع السلاح النووي منذ مدة طويلة، لكن عقائدهم وتعليمات قائد الثورة تمنعهم.

- بدون تعنت كيف يمكن للمتشددين بقيادة خامنئي العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي وتبرير مثل هذه الخطوة إلى قاعدتهم الاجتماعية بعد عقود تشدد.

- حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق فإن العداء المتبادل بين واشنطن وطهران صعب فالانفراج مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح الاتفاق النووي غير مستقر وينهار مرة أخرى.

- أن الإضرار الإيراني على رفع العقوبات يقابله أن فريق بايدن لا يستطيع أن يضمن أن الولايات المتحدة لن تترك الصفقة مرة أخرى (وفقاً لقانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2012).

- من أسباب إمكانية الفشل رفض دول الخليج لاستبعادها من المفاوضات وملفي الصواريخ الباليستية والأنشطة المزعزعة للاستقرار مما دفع نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني زيارة الكويت والإمارات، لتأكيد رغبة طهران لتحسين العلاقات معها،وأن المفاوضات النووية لن تشمل ملفات المنطقة.

أما تبعات الموقف الإيراني المتعنت، فتشمل إمكانية التصعيد بين أمريكا وإيران وربما الحرب. وأيضاً التصعيد الأوروبي فباريس تحذر طهران من موقف صوري والإغراق في الجزئيات المرهقة الملهية المستنزفة لجهد، كما إن موافقة إدارة بايدن على الشروط الإيرانية حرق سياسي لبايدن والديمقراطيين.

بالعجمي الفصيح

راهنا على فشل المفاوضات لأن إيران تنتمي لثقافة عقائدية تستند إلى «الإيمان المطلق» بثوابتها، والجانب الأمريكي ينتمي لثقافة براغماتية تعتمد «المنهج التجريبي»، وشتان أن يتفقا.