شاركت جامعة الخليج العربي في ندوة (التعليم في دول الخليج : الواقع وفرص المستقبل) التي عقدها مكتب التربية العربي لدول الخليج بمشاركة عدد من الخبراء من الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج، وبحضور 450 مهتم.

وافتتح الندوة المدير العام الدكتور عبدالرحمن العاصمي بكلمة رحب فيها بالحضور، مؤكدًا حرص المكتب و اهتمامه بالمستجدات التعليمية والعالمية، وضرورة مواكبة التوجهات الدولية في التعليم، وأشار إلى حيوية موضوع الندوة وأهميته وتطلعه للاستفادة من مخرجاتها بما يعزز مسيرة التطوير التعليمي، حيث استهدفت الندوة إتاحة الفرصة للخبراء المتخصصين لإبداء وجهة نظرهم ومرئياتهم حول مستقبل التعليم وشكله، وأثر المتغيرات العالمية على نظمنا التعليمية الخليجية، ومدى تأثير بعض القضايا العالمية على التنمية في دول الخليج العربية.



واستعرضت أستاذ تربية الموهوبين وتعليم التفكير بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور فاطمة الجاسم ورقة علمية اعدها رئيس قسم تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتور أحمد محمد العباسي عن التعليم بعنوان "مستقبل التعليم في عيون خليجية" بيّنت خلالها تأثير المتغيرات العالمية على النظم التعليمية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشكل التعليم في المستقبل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، موضحةً تأثير المتغيرات العالمية على النظم التعليمية، مؤكدةً أن المعرفة تتطور بشكل غير مسبوق، وأن التكنولوجيا أصبحت جزءاً من حياتنا لها تأثيراتها الإيجابية وتلك السلبية، وان المستقبل أصبح غير قابل للتنبؤ.

وقالت في سياق استعراضها لتحديات التعليم المعاصرة: "التحدي الأول يمكن في التسارع غير المسبوق في المعرفة؛ إذ تضاعف عدد الدراسات والبحوث في مجال متخصص كرعاية الموهوبين أو في مجال أعم كمناهج الرياضيات والعلوم ثلاث مرات منذ العام 2000، وقس ذلك على بقية التخصصات التربوية، وفي غضون الـ 30 سنة الماضية نشأت عدد من النظريات النفسية والتربوية تفوق جميع ما تم نشره من نظريات منذ أن كتب جون ديوي أولى كتاباته عن التربية وعلم النفس قبل أكثر من قرن من الزمن".

مبيّنةً أن التحدي الثاني يكمن في التكنولوجيا التي أصبحت جزءاً من حياتنا لها تأثيراتها الإيجابية والسلبية، فيما يتمثل التحدي الثالث في أن مستقبل أمسي غير قابل للتنبؤ، وهذا يحتم على القائمين على التعليم إكساب الطلبة لمهارات التفكير العليا كالخيال وإيجاد المشكلات وحلها المشكلات والتفكير الإبداعي الناقد، إلى جانب غرس القيم المُثلى كالتعاون والمشاركة وحب المعرفة والصدق والشغف والمسؤولية، مشدداً على ضرورة تدريس المحتوى المتقدم.

وأضافت قائلة: "لقد علمتنا تجربة كوفيد-١٩ أن التكنولوجيا هي جزء مهم من المنظومة التعليمية في القرن الحادي والعشرين لكن ينبغي عدم إغفال بقية الاحتمالات في المستقبل كاحتمالية أن تنهار التكنولوجيا في يوم من الأيام أو أن يتم قطع الاتصال عبر الانترنت فكلها احتمالات واردة"، معتبرةً أن التصور الأمثل بحسب خبراء التعليم هو اعتبار التكنولوجيا جزء من العملية التعليمية مع ضرورة إعادة النظر في أدوار كل من المدرسة والمعلمين والمتعلمين.

تأتي الندوة في إطار اهتمام مكتب التربية العربي لدول الخليج بتعريف العاملين في المجال التربوي من باحثين ومختصين، بالاتجاهات التربوية الحديثة، والتعرف على المستحدثات التربوية، وناقش المشاركين في الندوة عددًا من القضايا من أهمها: التعليم والعولمة، والتعليم التقليدي والتعليم العصري، والتغير في مركزية التعليم، إعادة هندسة التعليم، ضرورة تنويع مصادر الدخل، إصلاح التعليم كمطلب لتطوير الاقتصاد، سيناريوهات مستقبل التعليم.