جميل أن تبدأ من ما انتهى الآخرون، والأجمل أن تعلن على الملأ أن مسيرتك في التطوير والنماء تأتي استكمالاً لمسيرة الأولين، فتعترف بعطائهم وتعتز بمسيرتهم وتلم بجميع إنجازاتهم، فلعمري إن الصروح لا تعمر إلا باجتماع اللبنات وبتماسكها، هكذا كانت مسيرة المجلس الأعلى للمرأة التي استكملت مسيرة المرأة البحرينية بعراقة حضورها ومشاركتها في عملية التنمية، وبأصالتها وحرصها على الحفاظ على الموروث البحريني؛ فصناعة التاريخ لا تكون إلا بتراكم جهود وإنجازات عصور متتالية، فجاء دور المجلس الأعلى للمرأة بقيادة حكيمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس للمرأة حفظها الله، لتواصل دربها في دعم المرأة البحرينية ومساندتها نحو مزيد من الإسهام في عملية التنمية والمشاركة الفاعلة في البناء الحضاري، ونحو تمكين المرأة بعلمها وباجتهادها وكفاءتها وخبراتها، إن هذا النهج الذي يؤكد أهمية الحفاظ على مكتسبات المرأة البحرينية واستكمال الطريق لتحقيق مزيد من المكتسبات لعمري هو نهج سديد يوصل إلى الغايات المرجوة، وهذا ديدن المجددين الاجتماعيين وتلك المنهجية الحكيمة في التغير الاجتماعي، فالمجلس الأعلى للمرأة يرتكز على ثوابت التزم بها منذ بداية عهده بمساندة الرؤية الملكية الرحبة لشراكة نساء الوطن، واللاتي تأتي جهودهن وإنجازاتهن على قدر الثقة الرفيعة للإرادة السياسية في هذا الوطن المعطاء.

واليوم بعد مرور عشرين عاماً على مسيرة المجلس الأعلى للمرأة منذ تأسيسه كصرح وطني معني بمتابعة تقدم المرأة البحرينية، حيث افتتح برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، منذ عام 2001 ليستمر التطور التدريجي المنظم والنمو المستمر في تمكين المرأة ومشاركتها وقد توجت هذه المسيرة بوضع لبنات صرح الحضارة حين تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس حفظها الله، باعتماد موضوع يوم المرأة البحرينية لعام 2021م تحت عنوان «المرأة البحرينية في التنمية الوطنية.. مسيرة ارتقاء في وطن معطاء» وهذا الموضوع يجب أن تنشغل به المرأة البحرينية لترفع من قدراتها وإمكاناتها وتزيد من خبراتها بما يؤهلها لمزيد من الإسهام في عملية التنمية، فكلما ارتفعت قدرات وخبرات المرأة ازدادت فرصتها للمشاركة في عملية التنمية.. وكل عام والمرأة البحرينية بخير.