التعليم والتعلم قد تبدوان بأنهم كلمتان مختلفتان في الكتابة وتحملان نفس المعنى، إلا أنهم وأن اجتمعا في «ع ل م» الأصل، فهما عنوانا لمعاني ومفاهيم مختلفة عن بعضها البعض.

التعليم هي تلك الخطة التي وضعت من قبل جهة أو أشخاص معينين لإيصال مجموعة من العلوم والأفكار إلى الفئة المستهدفة وغالباً ما تكون «الطلبة»، وهذه الخطة تشمل مجموعة من أساليب إيصال المعلومة والأشخاص المعنيين في إيصالها والتحقيق من وصول المعلومة عن طريق القياس.

أما التعلم، فهي مبادرة يقوم بها شخصاً ما بداعي الفضل الداخلي، لمعرفة أمر ما، يمكن لأي شخص أن يتعلم أي شي أن قرر ذلك، مثل أن يقرر «عامر» أن يتعلم اللغة الروسية، فهو اجتهاد شخصي من عامر يمكن أن يشبعه بعدة أساليب للتعلم، منها أن يبحث في الكتب المختصة في تعليم اللغة الروسية أو ينضم إلى معاهد لتعليم اللغة.

التعليم والتعلم يحملان غاية واحدة وهي رفع مستوى المعرفة والثقافة لدى الفرد، إلا التعلم يمتاز بأنه يقود صاحبه ويقوده في طريق المعرفة لأبعد حدود فلا نهاية لعملية التعلم والشغف.

ما عرفته البشرية في العصور السابقة كان جزءاً من التعلم وسعي الإنسان لاكتساب المعرفة، وفي سبيل ذلك أمضى سنوات بين الحل والترحال، وعلي سبيل المثال، الرحالة محمّد بن عبدالله بن إبراهيم اَللَّوَاتِي الطنجيّ والمعروف بأن بطوطة، قضى ما يقارب ثمانية وعشرون عاماً في ترحال قطع فيها ما يعادل 120000 كيلومتر من أجل أن يشبع شغفه وفضلوه، وفي هذه الرحلة من أجل التعلم قدم للعالم كتاباً مهماً سجلت فيه أهم معالم وثقافات الدول التي زارها وهو كتاب «تحفة اَلنُّظَّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار».

الدفع بعجلة التعليم يجب أن يرافقه دعم عملية التعلم والاستثمار في الطاقات الراغبة في خوض تجارب خاصة وإن بدت ذات فائدة متدنية للبعض، فمجرد دخول الفرد في نفق الشغف والفضول سيكون كفيلاً لوصوله لأبعاد ومناطق قد لم تكن على بال أحد. لذا نقول للمعنيين لدينا شكراً على فرصة التعليم والآن دعني أتعلم.