البعض، حينما يتم عرض الإنجازات الحكومية وغير الحكومية في الإمارات يصف الكاتب أو القائل بأنه يداهن أو يقدم بلاد على بلاده، بينما لا ينظر على الجانب الأساسي وهي المقارنة والقياس.

واعتقد شخصياً أن ظاهرة المقارنة بيننا وبين الأشقاء ظاهرة صحية ويجب أن تكون وسيلة نتطلع من خلالها للمنافسة والريادة.

ومن الأمور المهمة التي لاحظتها في وسائل الإعلام لدى الأشقاء خاصة «السعودية والإمارات» أنه يتم التركيز على الإنجازات التي تحققها مؤسسات الدولة بمختلف قطاعاتها وفروعها، ولا يصعد المسؤول صدر الصفحات وليتسلق العنوان عوضاً عن الإنجاز ومادة الخبر.

لدينا في البحرين عدة إنجازات وأرقام يمكن أن نتباهى بها أمام العالم، إلا أننا نفتقد لأهم عنصر يستطيع أن يظهر ويلمع هذه الإنجازات وهو «المسوق». أعلم بأننا نملك أجهزة تسويق في البلد عبارة عن إدارات للعلاقات العامة، إلا أن القصد هو فعل التسويق لا جهة التسويق.

الجهات المعنية في أغلب مؤسسات الدولة تركز على تسويق إنجازات المسؤول لا الجهة التي بها المسؤول، حيث أصبح المسؤول وأفعال المسؤول أهم من الإنجازات. مثل أن يتم افتتاح أكبر مزرعة معلقة والتركيز يكون على أصبع المسؤول وكيف كبس الزر.

وهذه ليست مبالغة لكنها حقيقة يمكنكم مشاهدتها على جميع الصفحات، فما مغزى أو فائدة أو «القمندة» من استقبل المسؤول نائب، وفحوى المقابلة «سلم وأثنى واستعرض»! أين مادة اللقاء؟ ماذا قلتم وماذا حققتم هذا ما نبحث عنه في وسائل الإعلام ويبحث عنه المواطن!

وليس المقصد تقليل من قيمة أي مسؤول بل حثه على أن يقدم إنجازات «قسمه أو إدارته أو هيئته أو وزارته» ويتنافس بها مع نظرائه، فالناس تبحث عن الإنجازات والمفيد في المقام الأول، ثم تربط ذلك بمن كان السبب، لا العكس.

بلادنا ومنذ أن أعلن جلالة الملك المفدى المسيرة الإصلاحية ووصولاً بمسيرة التنمية الشاملة التي نعيشها تزخر بإنجازات وصلت لمقامات عالمية إلا أنها لم تلقي ذلك الزخم الذي كان يجب أن تناله، فما نملك من تاريخ وثقافة وإنجازات وأرقام فقط يحتاج التركيز عليها وتسويقها أكثر من إظهار المسؤول بمناسبة أو غير مناسبة. الفخر حينما تكون صاحب إنجاز والكل يشيد بإنجازات مؤسستك وكيف انك كنت السبب، ووقتها لن تحتاجوا لتسويق أنفسكم بل الإنجازات ستسوقكم.