هل يمكن أن نعتبر هدم مركز الجزيرة الثقافي بالمحرق حدثاً عادياً يجب أن لا نكتب عنه وأن لا نضعه في الاعتبار؟!!

ونقول للإجابة على هذا التساؤل إن هذا المركز يعد رمزاً للثقافة والأدب والمسرح في مملكة البحرين.. فهذا المركز الذي تأسس قبل أكثر من خمسين عاماً على يد الأخوين محمد الجزاف وسعد الجزاف وكوكبة من الشباب الواعد آنذاك جاء ليضيف لبنة جديدة إلى صرح الثقافة في بلادنا الغالية، ويأتي ضمن المكتسبات التاريخية والثقافية العريضة بفضل التوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وبمتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أطال الله في عمره وسدد خطاه.

وكما أوضح المستشار عبدالمنعم محمد العيد رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي فإن اللفتة الكريمة من قبل معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في تعيين مقر جديد للمركز في أحد البيوت التراثية في مدينة المحرق العريقة بعد تعرضه لحادث الهدم مؤخراً تعد خطوة على الطريق الصحيح حتى يستمر المركز في القيام بدوره البارز في الحراك الثقافي بمملكة البحرين، ويستمر في تقديم البرامج الثقافية التي تثري الساحة الثقافية والأدبية والاجتماعية بما يواكب المسيرة الثقافية الحافلة التي تشهدها بلادنا الغالية.

كما لا ننسى الجهود التي قامت بها الشيخة هلا آل خليفة مدير عام إدارة الثقافة والفنون والتي استقبلت وفداً من مركز الجزيرة الثقافي برئاسة الأستاذ محمد الجزاف الرئيس الفخري للمركز بمتحف البحرين الوطني لمناقشة أزمة هدم وتدمير مقر المركز وإيجاد الحلول السريعة والمناسبة.

وقد قامت هيئة البحرين للثقافة والآثار بتوجيه من معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بتعيين أحد البيوت التراثية التي تم إعادة تجديدها بحالة بوماهر ليكون مقراً دائماً لمركز الجزيرة الثقافي ليواصل نشاطه الثقافي وتحقيق الإنجازات الثقافية التي تضاف إلى تاريخ المحرق الأصيل بأفضل صورة ممكنة.

فتقدم إلى الأمام يا مركز الجزيرة الثقافي وانشر الثقافة والفن في كل مكان.