تقام هذه الأيام العديد من البطولات الرياضية، والتي تخطف انتباه أطفالنا وربما يخشى الوالدان من أن يؤثر هذا الاهتمام على دراستهم وأن تنخفض معدلاتهم في الامتحانات، أو أن يتأثر الطفل ليكون حلمه أن يصبح لاعباً مشهوراً ويتسبب ذلك في إهماله لدراسته، قد يلجأ بعض الأهالي إلى منع الأطفال عن مشاهدة هذه البطولات والمسابقات؟!! ولكن هذا ليس بالحل الصحيح.

الحل في تنظيم الوقت وجعل مشاهده المباريات وهذه المسابقات حافزاً ومكافأة على المذاكرة والتمدرس، أما التفكير في حجبها أو منعها سيؤدي لتشتيت انتباه أطفالنا، خصوصاً من لديهم الشغف بالألعاب الرياضية مثل كرة القدم، ووجود العديد من الرموز العربية التي وصلت إلى مكانة مرموقة ليس في مجال الرياضة التي تمارسها فقط، ولكن على مستوى الأعمال الإنسانية، وجعلهما رموزاً للعديد من الأعمال الخيرية هو وسيلة لتوجيه الشغف بشكل سليم.



فعلى سبيل المثال سطوع نجم مثل محمد صلاح أو رياض محرز أو غيره من نجوم العرب واستثمار نجاحهم في حملات لمكافحة المخدرات، ومكافحة التنمر جعل منهم أبطال يعيشون في وجدان شبابنا، ولك أن تتخيل أن البعض أصبح يهتم بفريق ما أو برياضة ما حباً في نجاح هؤلاء ورؤية أحد أبناء العرب يصل لمكانة مرموقة بين اللاعبين العالميين.

لك أن تتخيل أن ابنك أو ابنتك رأى في أحد الرياضيين النموذج الذي جعل الغرب الذي تم تغذية العديد منهم بالكره لديننا يشجعون وينادون بأسماء أبطالنا العرب مثل محمد صلاح ويرون فيهم القدوة، ويشاهدوهم وهم يسجدون شكراً لله أمام الملايين من أصحاب الديانات الأخرى، بل إن الاتحادات الأوروبية أصبح لها إجراءات أكثر جدية في مكافحة التنمر تجاه اللاعبين المسلمين واتخاذ إجراءات لحمايتهم.

لقد سلطت العديد من الرياضات الضوء على اللاعبين العرب وأصلحت من الصورة التي كان يروجها أعداؤنا في العالم الغربي لمحاولة تشويهنا، فلماذا نحجب عن أبنائنا هذه القدوة والمثال الحسن، والأهم استثمار نجاح حبهم للرياضة وإعجابهم بهؤلاء اللاعبين في جعلهم حافز لهم، وحتي وإن كان أولادنا ليست لديهم الموهبة الرياضية، ولكن قصص النجاح يمكن استخلاص منها العبر، فالمجتهدون والذين يعملون على تنمية مواهبهم هم الذي يصلون إلى التفوق والتميز.

فقصة لاعب مثل محمد صلاح، كان يستخدم مصروفه في التنقل من بلده البعيدة عن القاهرة للوصول إلى النادي الذي كان يتدرب به، ولا يتبقى له بعد ما ينفقه في المواصلات سوى ثمن وجبة بسيطة، وبذله المجهود الرهيب في التمرين حتى يصل إلى ما وصل إليه، ومع ذلك لم يهمل تعليمه، وبعدما حقق النجاح أصبح يستثمر جزءاً كبيراً مما يكسبه في أعمال الخير والإنسانية مثل بناء المستشفيات والمدارس في قريته، وسطوع نجم المدرب الوطني عبدالعزيز عبدو بعد أن حقق النجاح في تدريب بعض أندية الخليج وعلى مستوى المنتخب الوطني للشباب.

العبرة أن كل هواية أو شغف إن لم يتم استثماره في زيادة رغبة أطفالنا تجاه النجاح سيكون له صورة سلبية، وأخيراً نموا هوايات أولادكم ولكن بالشكل الصحيح الذي يساهم في نجاحهم في الحياة.

هدى عبدالحميد