ولازلت أستلم استجابات من القراء عن موضوع «فلنكتب السنع» مما يدل على حاجة الناس واهتمامهم بالحفاظ على هذا الموروث القيم، فلقد عالجنا في عمود إشراقة يوم السبت الموافق 27 نوفمبر 2021، أهمية توثيق وكتابة «السنع» وهي البروتوكولات البحرينية، وتدريب الشباب عليها، ونشرنا في العمود ذاته يوم السبت الموافق 4 ديسمبر 2021، تعقيب بعض القراء الذين طالبوا الكتاب بإصدار مؤلفات حول الموضوع، واليوم استعرض إهداء استلمته من الكاتب البحريني القدير د. أسامة بحر، وهو كتاب بعنوان «عوايدنا ـ قواعد من السمت البحريني الجميل» وهو كتاب يهدف إلى الحفاظ على إرث الأجداد في تعاملنا اليومي مع بعضنا البعض وقواعد السلوك في المجتمع وقد بين الكاتب أن الدافع الرئيس لتجميع تلك القواعد السلوكية بين دفتي هذا الكتاب ملاحظته لتذمر فئة ليست بالقليلة من أفراد المجتمع من سلوكيات الشباب البعيدة عن الالتزام بقواعد السلوك في المجتمع «السنع»، وقد بين الكاتب أن محتوى كتابه موجه لكل الآباء ليساهموا في نقل هذه الثقافة إلى الأبناء بالمعاملة الوالدية المحببة.

وقد وفق الكاتب في حصر العادات البحرينية، وأحسن تصنيفها بحسب العادات الاجتماعية، فقد تضمن الكتاب العادات والبرتوكولات الاجتماعية «السنع» في المواقف والمناسبات الاجتماعية المختلفة، كالتهنئة بأنواعها، وعند إرسال الدعوات، وعند عيادة المريض، وعند الاتصالات الهاتفية، ولم يغفل الكتاب السنع في المسجد، وفي مجال تبادل الهدايا «الصوغة» سواء هدايا العودة من السفر، أو بمناسبة الوظيفة أو غيرها من المناسبات، وتضمن «السنع البحريني» في الحوار والجدل، وفي التعامل مع الأسماء، ومن الجوانب الجميلة في الكتاب أن ذكر الأسئلة الممنوعة أو غير المقبولة كالسؤال عن الراتب، ولا عن العمر، أو سبب عدم مشاركة زوجة الابن في المناسبات الاجتماعية، كما تضمن في كيفية قول «لا» فيجب أن تقول لا مرفقة بكلمة أخرى، وإلا استخدم كلمة «سلامتك» واختتم الكتاب «بحزاوي» حيث يروي مواقف حدثت لأشخاص تبين آثار عدم الالتزام بالسنع.

ويمكننا القول إن هذا الكتاب من أوائل الكتب التي حفظت لنا عاداتنا الاجتماعية «السنع» فلم يترك شاردة ولا واردة في هذا المجال إلا وثقها، وهنا نتمنى من الآباء لا سيما حديثي الزواج الاطلاع على هذا الكتاب والالتزام بما ورد فيه ليلتزموا «بالسنع» البحريني منذ بداية حياتهم الزوجية» ونقلهم للأبناء.

كما أرى أنه من المهم أن يستفيد من هذا الكتاب أبناء الجاليات المقيمين في البحرين سواء كانوا عرب أو غير عرب للتعرف على «السنع» البحريني وليسهل لهم الاندماج في المجتمع البحريني، لذا أتمنى ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الإنجليزية ليستفيد منه أبناء الجاليات وذلك في خطة نحو المحافظة على «السنع» البحريني.