كان إعلان وزير مالية اليونان يانيس فاروفاكيس استقالته اليوم الاثنين أبرز التطورات بعد يوم من رفض اليونانيين لشروط خطة الإنقاذ الاقتصادي لبلادهم.
وقال فاروفاكيس في بيان إنه "أخطر" بأن بعض الأعضاء في منطقة اليورو يعتبرونه غير موضع ترحيب في اجتماعات وزراء المالية "ورأى رئيس الوزراء أن هذه الفكرة قد تساعده على التوصل الى اتفاق. "لهذا السبب سأترك وزارة المالية اليوم".
إلى ذلك يشير الخبراء الاقتصاديون اليوم الى أن أياما صعبة تنتظر البنوك اليونانية في ظل شح السيولة، وترقب القرارات التي سوف تطلقها القمة الأوروبية، وبحسب مراسلة قناة العربية الزميلة كارينا كامل فإن استقالة وزير المالية اليوناني من شأنها أن تفتح الباب أمام مفاوضات سهلة مع الجانب الأوروبي، وذكرت كارينا أن الخيارات أمام ضخ مزيد من السيولة في البنوك الأوروبية باتت موضع جدل، خصوصا وأن المركزي الأوروبي قد يضع قيودا وشروطا على بنوك اليونان عند الاقتراض وخصوصا في تقييم قيمة الأصول، وأما العمل على ضخ مزيد من السيولة حتى تنقذ المصارف من الإفلاس. وبكل الأحوال فإن الأوربيين ينتظرون اقتراحات اليونان بخصوص إجراءات المديونية.
وكان رئيس وزراء مالية منطقة اليورو قد أكد أمس أن الأمر يعود للسلطات اليونانية في أن تتقدم بخطط جديدة بعد رفض الناخبين شروط برنامج الإنقاذ في نتيجة استفتاء وصفها بأنها "مؤسفة للغاية" بالنسبة لمستقبل اليونان.
ومن المنتظر أن يبدأ قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين، مشاورات مكثفة لتقييم انعكاسات الرفض الواضح لليونانيين عبر استفتاء لخطة الدائنين ولإعداد استراتيجية للمستقبل. وبعد فوز "لا" بنسبة 61,31 % في استفتاء الأحد وفق النتائج النهائية، يسود الغموض مسألة بقاء اليونان في منطقة اليورو.
ويبدو أن الرد الأوروبي على اليونان لم يتبلور بعد، حيث بدت ألمانيا من جهة وفرنسا وإيطاليا من جهة أخرى غير متفقتين على كيفية الرد على هذه النتيجة، وتظاهرت أثينا بعدم وجود أي مشكلة تعيق عودتها للتفاوض بداية من الاثنين.
وقال وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل إنه "يصعب تصور" إجراء مفاوضات جديدة بين الأوروبيين وأثينا بعد رفض غالبية اليونانيين خطة الدائنين، بل إن غابرييل اعتبر في مقابلة مع صحيفة "تاغسبيغل" الألمانية أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس "قطع آخر الجسور" بين بلاده وأوروبا.
كما اعتبر يروين ديسلبلوم رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو ووزير مالية هولندا أن فوز لا في الاستفتاء "أمر مؤسف جدا لمستقبل اليونان".
أما وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير فقد اعتبر أن خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح "سيناريو واقعيا".
واعتبر نائب وزير الاقتصاد الروسي الكسي ليكاتشاف أنه "لا يمكن عدم إدراك" أن ما حصل يشكل "خطوة باتجاه الخروج من منطقة اليورو".
لكن في الأثناء أكد تسيبراس لمواطنيه أن نتيجة الاستفتاء لا تعني أبدا "قطيعة مع أوروبا" بل بالعكس "تعزيزا لقدرة (حكومته) على التفاوض"، مضيفا "ستطرح هذه المرة مسألة الديون على طاولة" المفاوضات.
يشار إلى أنه من المقرر أن يعقد اليوم اجتماع لمحافظي البنك المركزي الأوروبي، وفق ما أعلن الجمعة رئيس البنك المركزي النمساوي، وقد يبحث الاجتماع بالخصوص طلب البنك المركزي اليوناني الاحد الترفيع في سقف المساعدات الطارئة الممنوحة لأثينا.
وأثرت هذه التطورات للوهلة الأولى على العملة الأوروبية الموحدة التي تراجعت دون عتبة 1,10 مقابل الدولار لكنها عادت وحدت من خسائرها وإلى ما فوق 1,10 دولاراً الاثنين مع بدء التعاملات في آسيا.
لكن أسواق آسيا بدت متأثرة بنتيجة الاستفتاء وخسرت بورصة طوكيو 1,34 % يوم الاثنين وبورصة سيدني 1,33 % وسيول 0,74 %. وبعد ساعة تراجعت بورصة هونغ كونغ بعد افتتاحها بنسبة 3%.