وجهت وسائل إعلام أمريكية أن امتلاك إيران لسلاح النووي هو أمر في غاية الخطورة وانتقدت في العديد من التقارير المنشورة في صحف «وول ستريت جورنال» و«واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«فورين بوليسي» تعاطي الإدارة الأمريكية مع الملف النووي الإيراني.

ويأتي ذلك في وقت عقدت القمة الخليجية لتوجه رسالة شديدة اللهجة «أن أي اعتداء على دولة من دول الأعضاء بمجلس التعاون يمثل اعتداءً على دول الخليج العربي»، وبالتالي وضعت دول الخليج العربي نظرتها بصورة شاملة بأنها لن تنتظر أو تتفرج لحماية مصالحها القومية من أي اعتداء والمقصد هنا إيران.

في المقابل، وحسب ما تبثه الصحف الأوروبية ووكالات الأنباء بأن المبعوث الإيراني في مباحثات فيينا يماطل في مسألة الوصول لاتفاق أو وضع خطة عمل لعقد اتفاق نووي جديد، واعتبر ذلك بأن إيران تلاعب المفاوضين في فيينا لكسب الوقت للتقدم أكثر في ترسانتها النووية.

غير أن أكثر تقرير شد انتباهي في ندوة عقدت في واشنطن تحدثت عن التهديدات الإيرانية وحضرها كبار المسؤولين في مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن حذروا فيها بأن امتلاك إيران للسلاح النووي يعني انتشار ذلك ليس على مستوى الدول بل حتى على مستوى الكيانات الإرهابية، وهذا يعني أن الميليشيات الإرهابية كالحوثيون و«حزب اللات» هم موعودون في حال نجاح إيران في الحصول على السلاح النووي سيكون لهم نصيب وستكون دولنا هي أول المتضررين.

خلاصة الموضوع، وصلنا لنقطة حرجة ومفصلية في الملف الإيراني، أما تقف طهران برنامجها النووي والذي تصفه المخابرات الإسرائيلية بأنه على بعد أسابيع لحدوث ذلك ومن الصعوبة حينها التفاوض مع طهران أو الوصول لاتفاق ملزم وستكون دولنا مهددة بشكل أكثر تعقيداً من الجماعات الإرهابية، أو يمكن تدارك ذلك بخطة ضغط تعطل إيران عن مساعيها، فالحلول بدأت تتلاشى، فكان أبرزها زيادة حجم العقوبات الاقتصادية غير أن ذلك تم الالتفاف عليه اكثر من مرة، ولم يتبق إلا منع الصين من استيراد النفط الإيراني وقد يكون صعباً في ظل توتر العلاقات الأمريكية مع بكين، أما الحل الذي لا أحد يرغب فيه وهو الحل العسكري وهذا قد يفرض بشكل أو بأخر كحل نهائي ولكن نتمنى أن لا نصل إليه.