أعلنت وكيل زارة المواصلات والاتصالات للنقل البري والبريد ، المهندسة مريم أحمد جمعان، ان الوزارة ستقوم باطلاق مشروع التشغيل الكلي لشبكة النقل الجماعي ابتداء من الأول من أغسطس القادم ، موضحة أنه ستعمل ضمن هذا المشروع 141 حافلة ، تخدم 32 خطًا وتغطي 77% من مناطق المملكة المأهولة بالسكان.
وبينت انه عند الانتهاء من مشروع تحديث شبكة النقل الجماعي ستكون الشبكة قادرة على خدمة 50 ألف راكب يوميا مقارنة بقدرة الشبكة القديمة التي تبلغ 16 ألف راكب فقط ، وقالت ان الشبكة الجديدة ستصل الى جميع محافظات المملكة وستضم وجهات لم تكن تغطيها الشبكة السابقة ، مؤكدة أن وزارة المواصلات والاتصالات تعمل حاليا على تحديث وتجديد نظام النقل الجماعي من أجل توفير خدمة متطورة وآمنة ومريحة وفي متناول الجميع محليًا وتتوافق مع المعايير العالمية.
واعلنت المهندسة مريم جمعان الى الوزارة تعمل حاليا على اضافة 400 محطة للحافلات، وستكون جاهزة قبل نهاية 2016 ، بالاضافة الى 300 محطة أخرى، تنتظر توفر الميزانيات للبدء بالعمل بها.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة المواصلات ، بحضور مدير شركة النقل الجماعي ، مارك كيبلينغ، وعدد من مسئولي الوزارة ، وذلك بمقر الشركة بمرفأ البحرين المالي ، للاعلان عن انطلاق التشغيل الجديد للحافلات واليات التطوير مع هذه الخطوة.
وأوضحت مريم جمعان الى أن الشراكة الجماعية المجتمعية هي الاستراتيجية التي تعمل بها الشركة ، ومن خلال هذه الشراكة ، استطعنا انجاز العديد من الخطوات ، معربة عن شكرها وتقديرها للحكومة لدعمها المشروع ، ولوزارة الاشغال ، وادارة المرور، وكافة المؤسسات التي كان لها دور بارز في انجاح المشروع.
وقالت المهندسة ان الشركة تعد خطة حاليا لزيادة ساعات العمل خلال رمضان ، حتى منتصف الليل ، وكذلك زيادة عدد الحافلات بالمناطق المزدحمة كمحطة المنامة ، واعداد خطة لتواجد الحافلات في الـ"مولات" والمناطق المزدحمة في العيد لتكون خدمتها بمتناول الجميع، وان يكون استخدام الحافلات مستقبلا هو الخيار الامثل وليس الخيار النهائي لمستخدميها.
وأكدت المهندسة مريم جمعان ان شبكة النقل الجماعي القديمة والتي دام تشغيلها على مدار الخمسة عشر عاما الماضية أصبحت بحاجة إلى تحديث ولا يمكنها مواكبة النمو السريع الذي تشهده مملكة البحرين أو توجهات السوق المستقبلية ، لذلك عملت الوزارة في عدة مراحل تطويرية من أجل الانطلاق الجديد ، حيث بدأت شبكة النقل الجماعي الجديدة عملياتها اعتبارًا من الأول من أبريل الماضي بتشغيل 77 حافلة جديدة ومتطورة تخدم شبكة تضم 22 خطًا ، ثم تاتي المرحلة الجديدة في الاول من أغسطس القادم والتي ستكون نقطة تحول وتطوير في الخدمات التي تقدمها هذ الشبكة الحافلات لمستخدميها بعد التشغيل الكلي للشبكة ، وسيتم وضع نظام جديد لاحتساب الأجرة مصممة لجعل التنقل أكثر بساطة وبأسعار تنافسية ، موضحة الى أنه سيستمر إطلاق هذا المشروع على مراحل تحقيقا للمزيد من المرونة وللتعرف على ردود وتعليقات الركاب من أجل الاستمرار في إضافة التعديلات في مراحل المشروع المختلفة ، مشيرة الى أنه سيتم إصدار تذكرة خاصة ثمنها 500 فلس فقط، تخول مشتريها للقيام بعد غير محدود من الرحلات لمدة يوم كامل.
وأوضحت المهندسة مريم جمعان أن السلامة والتدريب سيكونان في أولويات الخدمة الجديدة وهذا يعني أن الحافلات ستتوقف فقط في محطات النقل الجماعي المخصصة كما أن الشبكة سيقوم بتشغيلها سائقي حافلات مدربين وفق أعلى المعايير الدولية للقيادة الآمنة وخدمة الزبائن ، مؤكدة ان إطلاق النظام المطور للنقل الجماعي يعد المرحلة الأولى من استراتيجية وزارة المواصلات والاتصالات الطويلة المدى لتحديث وتنمية قطاع النقل الجماعي في مملكة البحرين.
وفي ردها على اسئلة الصحفيين أكدت المهندسة مريم جمعان أن وزارة المواصلات والاتصالات قامت باجراء دراسة شاملة لفهم احتياجات السوق المحلي بشكل أفضل وشكلت هذه الدراسة الأساس التي تم بناء استراتيجية التطوير عليه ، مشيرة الى ان الوزارة تابعت اقتراحات وطلبات وشكاوي المواطنين والمقيمين وأن أكثر من 90 % من هذه المقترحات والشكاوي توصلنا الى ايجاد حلول لها.
واشارت المهندسة مريم جمعان أن قطاع النقل الجماعي يعد عنصرا حيويا في بناء اقتصاد وطني حديث، ومملكة البحرين لديها القدرة على خلق صناعة جديدة ومستدامة من شأنها أن تسهم في التنمية الاقتصادية للبلاد ، مبينة أن جميع مراحل المشروع منذ وضع فكرته وحتى تطبيقه هي ثمرة جهود عدد من شركاء الوزارة الرئيسيين ابتداء باللجنة الوزارية للاعمار والبنية التحتية، ووزارة المالية، ووزارة الأشغال، والبلديات والتخطيط العمراني والادارة العامة للمرور بوزارة الداخلية.
وقالت ان مشروع إعادة تأهيل محطات الحافلات يشمل هدم وإعادة بناء حوالي 400 محطة حافلات في مختلف أرجاء المملكة من المقرر الانتهاء من مشروع إعادة تأهيل محطات الحافلات في منتصف عام 2016 ، وأوضحت انه خلال العامين القادمين سنركز جهودنا على تعزيز عمليات الشبكة وزيادة عدد الرحلات والركاب عبر تشجيع المزيد من الأفراد على استخدام الحافلات كوسيلة مواصلات بديلة إذ يتم بيع أكثر من 3,000 تذكرة في اليوم الواحد وتشكل مبيعات التذاكر اليومية نسبة أكثر من 20% من مبيعات التذاكر يوميًا ، مضيفة الى أته تم تدشين حسابات "انستغرام، وفيسبوك، وتويتر "، من أجل إعلام الجمهور بآخر المستجدات حول الشبكة ومن أجل التفاعل معهم و الإجابة عن استفساراتهم.
من جانبه قال مدير شركة البحرين للنقل العام مارك كيبلينغ، ان المشروع الجديد يضم أسطول من الحافلات بعدد 141 حافلة مصممة وفق متطلبات السوق المحلي التي حددتها وزارة المواصلات والاتصالات. وقد تم تزويد الحافلات الجديدة بكافة المرافق والمميزات والتقنيات الحديثة التي من شأنها تحسين تجربة الركاب، وضمان السلامة العامة ، مشيرا الى أن وزارة المواصلات والاتصالات قامت بإعطاء مصنعي الحافلات مواصفات مفصلة وخاصة حول بيئة التشغيل في المنطقة من أجل تصنيع حافلات ذات جودة عالية تلائم هذه البيئة مثل المكيفات القوية بالإضافة إلى نوافذ قاتمة اللون، وستتلقى الحافلات الصيانة المتواصلة ودعم المصنعين للحفاظ على بقائها في أفضل وضع على مدى فترة العقد.
وأشار مارك الى أنه قد تم تصنيع الحافلات الصغيرة من قبل الشركة البريطانية أوبتير أما الحافلات الكبيرة والمتوسطة الحجم فتم تصنيعها من قبل الشركة الألمانية "مان".
واوضح ان من ميزات الحافلات الجديدة هي توفير معايير خاصة، مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكاميرات المراقبة بالإضافة الى الخدمات التقنية الحديثة التي تناسب متطلبات العصر، وتخصيص منطقة جلوس للسيدات والعائلات وكبار السن، وشاشات عرض تظهر وجهة الحافلة بعدة لغات وغيرها الكثير ، وستتوافر الحافلات الجديدة بأحكام ومواصفات مختلفة تتناسب مع الطرق المختلفة وأعداد الركاب، فعلى سبيل المثال سيتم تشغيل حافلات عالية المواصفات التي تحتوي على رفوف للأمتعة لخط المطار السريع بينما ستستخدم الحافلات كبيرة السعة 12.7م للخطوط التي يزيد الطلب عليها والتي تصل المنامة والمحرق ومدينة عيسى. أما بالنسبة للحافلات الصغيرة والتي تضم 19 كرسيًا فسيتم تشغيلها على الطرق الضيقة كالتي داخل المحرق ، مشيرا الى وجود مركز تحكم بالوزارة ، بالاضافة الى مركز التحكم بمدينة عيسى لمزيد من المتابعة والاطلاع.
واشار مارك الى انه تم تصميم الحافلات لضمان أعلى مستويات الراحة للركاب والسائقين حيث توجد مساحة مفتوحة في مقدمة الحافلة للسائق وذلك لسهولة التواصل بين الركاب و السائقين ورؤية ممتازة للسائق ، مضيفا الى ان جميع الحافلات ستوفر الاتصال المجاني بالإنترنت عبر شبكة لاسلكية وهي ميزة لقت إقبال كبيرة من الركاب حيث يتصل أكثر من 7000 راكب بالشبكة في الأسبوع.
وأكد أن وزارة المواصلات والاتصالات وظفت أحدث التقنيات في جميع جوانب هذا المشروع من أجل توفير خدمة توفر الراحة والسلامة، مشيرا الى أن الوزارة عملت عن كثب مع شركة البحرين للنقل العام من أجل ابتكار مجموعة من منتجات التذاكر الذكية التي تساهم بالإجمال في تسهيل عملية التنقل.
وبين مارك الى أنه سيتم إطلاق نظام جديد لإصدار التذاكر الذكية في أغسطس ليتزامن ذلك مع الإطلاق الكلي لنظام النقل الجماعي الجديد. ويعد نظام التذاكر الذكية مكون أساسي وأحد الخطوات الأهم نحو تطوير النقل الجماعي والرفع من مستوى تجربة الركاب.
وأوضح مارك أنه تم توظيف أحدث التقنيات في مستودع مدينة عيسى للنقل الجماعي حيث تم إنشاء "مركز تحكم مركزي" يتم عبره رصد تحركات جميع حافلات الشبكة في جميع المناطق، وتم تجهيز مركز للتحكم في مكاتب وزارة المواصلات والاتصالات لغرض الملاحظة والمراقبة، واشار الى أنه تم تزويد الحافلات الجديدة بتقنيات متطورة تهدف لتحسين تجربة النقل. من بين هذه التقنيات كاميرات المراقبة وشاشات عرض تظهر وجهة الحافلة بعدة لغات، علاوة على الاتصال بالإنترنت المجاني.