رحل العام 2021 كغيره من الأعوام، وأسدل الستار على فصل آخر من أعمارنا، وبدأت قصة جديدة ترويها أعمارنا الجديدة في أيام أخرى مغايرة وهبنا إياها المولى عز وجل، لنرصد مواطن الخلل في حياتنا، ونبدأ من جديد بأعمار جديدة نعالج فيها كل خلل وتقصير، ونعنون مفكرتنا بشعار «حياة مليئة بالإنجازات المؤجلة».

أكثر ما يزعجنا في «مسير الحياة» هو ذلك التسويف والتردد الذي يلازمنا في أيام أعمارنا، فهو عيب مزعج للغاية، وكلما نقصت أيام من أعمارنا المتبقية، كلما أعدنا كتابة نفس العبارة في فصل جديد من الحياة. ولكن اليوم ليس كالأمس.. نحس أننا تقدمنا خطوات كثيرة للأمام بسبب مرحلة مظلمة أزعجت العالم أجمع. بدأت قصتها في العام 2020 واستمرت حتى نهاية العام 2021 وما زالت تلقي بظلالها العابثة على العالم. خطوات جعلتنا أكثر قوة في مجابهة أحداث الحياة، وأكثر تفهماً لتقلبات البشر وبالأخص الأقرباء إلى قلبك. هي القوة التي جعلتنا لا نهتز في كل موقف يمر أمامنا، ولا نتسرع في الردود الجوفاء التي تهلهل العلاقات وتوتر الأجواء.

رصدنا في العام المنصرم 2021 العديد من المواقف التي أثرت في حياتنا، فهي تجربة متجددة ورحلة انتهت على خير حتى هذه اللحظة. لحظة نتنفس فيها الحياة، ونستنشق فيها فرص الخير. هناك من رحل من حياتك بهدوء، وهناك من ودع الحياة بهدوء، وهناك من أرغمك أن تبتعد رويداً رويداً عن أجواء حميمية تحبها كثيراً، ولكن أصبحت حينها مجبراً أن تتقبل الوضع، وتهتم بنعم كثيرة أنعمها الله عليك بين يديك، فهي التي تبقى معك طوال أيام المسير.

أما تلك الميادين التي تقضي فيها الساعات الطوال، فقد علمتك أن تمحص عملك وتصدق في مساعيك وتجدد نيتك وتسعى في قضاء الحاجات وتنفيس الكربات، في سعيك الحثيث لحصد التوفيق الرباني في مناحي الحياة، لأنك لا تقبل بأن تضر بنفسك بالانغماس في مستنقع المشكلات. أما إيمانك فهو ذلك المنحنى التصاعدي الذي تأمل بأن لا يتراجع إلى الوراء مهما حدث، فإنك إن أحسنت صلاتك وقراءتك للقرآن ومحافظتك على الأذكار والدعاء وكافة العبادات وتجملت بالأخلاق القويمة، فإنك حينها ستكون موفقاً في حياتك مباركاً أينما كنت. جاء في الحديث عن ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى: أن يجدد الإيمان في قلوبكم»، «روه الحاكم والطبراني وصححه الألباني».

أيام جديدة من عمرك جملها بالخير واجعلها أجمل أيام حياتك، وأوقد شعلة جديدة لتنير بها مسيرك بابتغاء رضا الله عز وجل، وبإيمان متقد ثابت لا يزعزعه شيء، وبمشروع عطاء جديد تنشر فيه الخير وتؤدي رسالتك الحياتية التي تبتغيها، بأن تنشر الأمل والسعادة والإيجابية، وتبقي «الأثر الجميل» وتبتسم للحياة وتتشبث بمن يحبك. إنها الوريقات الأولى في فصل جديد من حياتك.. فاكتب فيه جمال ما تريد تحقيقه في ميدان 2022. فأنت على خير بإذن الله تعالى.

ومضة أمل

اللهم اجعلها سنة خير وبركة وتوفيق وسعادة وسعة رزق علينا جميعاً، وألبسنا لباس الصحة والعافية واجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم.