دقات قلب المرء قائلة له

أن الحياة دقائق وثوان

هكذا صور لنا الشاعر أحمد شوقي أعمارنا، فهذه هي الحياة نودع أيام ونستقبل أختها، ومهما تتابعت هذه العجلة فلابد لها من نهاية، فها نحن نوع عام انصرم، عشنا أيامه ولياليه، واحتسبنا ساعاته وثوانيه، مرت هذه الأيام سريعاً كلمح البصر، فعقارب الساعة ماضية لا محال، فتأمل في الأيام المنصرمة واقرأ ما فيها من أحداث صنعتها بيديك، ولتكن قراءتك لهذه الأحداث بأن تجيب على أسئلة تنعش ذاكرتك، وتقيم بها أداؤك، فتساءل: هل اتخذت قرارات جديدة في عامك هذا طورت من حياتك؟ وهل تعلمت شيئاً جديداً واكتسبت ما يضيف لخبراتك؟هل أنجزت شيئاً مميزاً يضيف لصفحات إنجازاتك؟ هل اكتسبت صداقات جديدة أسعدتك؟ كم شخص ساعدته في هذا العام؟ هل قدمت خدمات لآخرين؟ وهل اتخذت قراراً بإنهاء علاقات سلبية مزعجة في حياتك؟! ما هو أكبر تحدي واجهك في هذا العام؟ وكيف اجتزته؟ والسؤال الأهم من ساندك لاجتياز هذا التحدي؟ فإلزم هذا الشخص فهو إضافة جميلة في حياتك، واسأل نفسك ماذا ستقدم لهذا الشخص مقابل دعمه؟ ثم ما هو التحدي الذي عجزت عن اجتيازه في العام الماضي؟ ولماذا عجزت؟ وهل تستطيع تطوير قدراتك لتجتازه في العام المقبل؟

فإن استطعت الإجابة عن هذه الأسئلة بوضوح، فستبدأ العام الجديد بداية صحيحة، فتفاءل فأنت قادر على تحقيق المزيد من النجاحات، وليكن الأمل والإصرار والإيمان رفقاء دربك في هذا العام الجديد، ولا تلوم نفسك على الإخفاقات التي وقعت فيها في العام المنصرم، وتجنب جلد الذات، حدد أهدافك التي تتطلع لتحقيقها خلال هذا العام، وثق أنك قادر على تحقيقها، وتذكر أن أهم جزء في أهدافك هو أن تنجح في بناء علاقات إنسانية جديدة وتحافظ على القديمة منها، وتذكر أنك بحاجة لرفقاء يسيرون معك في درب النجاح، فاعرف رفقاءك ولازمهم وكن على يقين أن الله سيحقق آمالك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا عند حسن ظن عبدي بي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي»، فثق أن الله معك، جعل الله هذا العام عام خير وسعادة للجميع.. ودمتم أبناء قومي سالمين.