وليد صبري




* جهاز المناعة أصبح أكثر قدرة على مواجهة الفيروس


* متفائلون بالوصول إلى بر الأمان نهاية العام الجاري

* اللقاح يقلل المضاعفات الكبيرة لـ"كورونا"

* الأعراض الشديدة تظهر نتيجة الهجوم الشديد على جهاز المناعة

* الفيروس يتحور كي يتلاءم على العيش داخل بيئة غريبة عليه

حدد رئيس قسم الطب الجزيئي في كلية الطب والعلوم الطبية، ومدير مركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية، في جامعة الخليج العربي، د. معز عمر بخيت، 3 خطوات من شأنها أن تؤدي إلى التعايش مع فيروس كورونا (كوفيد19)، أو ربما القضاء نهائياً على الجائحة، خلال عام 2022، موضحاً أنها تتضمن الحصول على الجرعة المنشطة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تشمل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ومواجهة الشائعات التي تحارب اللقاحات بقصد التضليل ونشر الأكاذيب عن فاعلية اللقاحات، مشدداً على ضرورة مواجهة تلك الآفة؛ لأنها لا تساعدنا على القضاء على الجائحة، معرباً عن تفاؤله بأن يصل العالم إلى بر الأمان من خلال القضاء على الفيروس قبل نهاية العام.

وقال في تصريحات لـ"الوطن" إن الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس أصبحت بسيطة عما سبق، بسبب أن التحورات الجديدة لم تكن في صالح الجائحة؛ لأن جهاز المناعة بدأ يتدرب على المتغيرات التي تحدث في الفيروس، ومن ثم جهاز المناعة له القدرة على التغير عندما يتعرض لفترات طويلة من الإصابات فهو يستطيع التغير واضافة إلى ذلك، أخذ اللقاحات التي تعتمد على تقنية الحامض الريبوزي النووي فهي تغطي كثيراً من الحلقات والبروتينات المتعلقة بالأشواك، وبالتالي متحورات الفيروس هذه الأجسام المضادة تغطيها وبالتالي التي نتجت بالمناعة الجماعية للملقحين الذين يتعرضون للإصابة.

وذكر أن "الأعراض الشديدة التي تظهر على المصاب بالفيروس نتيجة الهجوم الشديد على جهاز المناعة، وشدة الالتهابات التي تؤثر على الخلايا، أكثر من الفيروس نفسه، فهذه المناعة الزائدة عن الحد التي تدمر الأنسجة غير موجودة الآن، لأن جهاز المناعة الآن أصبح أكثر تخصصاً وأكثر قدرة على أن ينظم نفسه بطريقة تعيد توازنه، واستطاع أن يخفف الأعراض كثيراً وبالتالي لا يتعرض المصاب لمضاعفات صحية خطيرة وكبيرة، كما أن اللقاح يقلل من الأعراض والمضاعفات الشديدة للفيروس".

وأشار د. بخيت إلى أن انتقال العدوى يمثل المشكلة الأساسية وهناك كثير من العدوى التي تنتقل مثل الإنفلونزا وغيرها، ولا تسبب أي أذى، ولكن الهلع وردة الفعل الكبيرة هي مشكلة لأنها تؤثر على جهاز المناعة، أما الأمر الإيجابي فإن هذه المتحورات مع تواصلها وإذا ما استمرت حملات التوعية بضرورة أخذ اللقاح والجرعة المنشطة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وغسل الأيدي باستمرار، فإننا بالتدريج سوف نقضي على الجائحة، أو على الأقل سوف نتعايش معها، على اعتبار أن الفيروس في هذه الحالة قد لا يسبب أي أذى جراء انتقاله عن طريق العدوى، ومن الممكن ألا يدرك أشخاص كثيرون مدى إصابتهم بالفيروس إلا من خلال إجراء فحوصات عشوائية أو إجراء فحوصات بسبب السفر أو بسبب مخالطة لكن دون أعراض.

وأعرب د. بخيت عن تفاؤله موضحاً أنه تدريجياً ربما يكون هناك تعايش سلمي مع الفيروس خلال العام الجديد، بين الفيروس والإنسان، وبعدها سوف ينتهي الفيروس تدريجياً، مشيراً إلى أن هذا الفيروس يعد غريباً على جسم الإنسان وقد أخذ جهاز المناعة فترة طويلة كي يتعرف على "كورونا"، ويتدرب على خصائصه، وذلك لأن هذا الفيروس ليس مكانه جسم الإنسان.

وذكر أن "الفيروس يحاول أن يتحور كي يتلاءم ويعيش داخل جسم الإنسان، والتي تعد بيئة غريبة على تكوينه"، معتقداً أن "الفيروس خلال المرحلة المقبلة سوف يكون آخذاً في الانحسار، وربما تزيد أعداد المصابين بالفيروس، لكن قليل من يذهب إلى المستشفى أو يخضع للعناية المركزة، وبالتالي لا يشكل ضغطاً على النظم الصحية، ولكن ربما الهلع والخوف الشديد هما ما يجبران المصابين حتى بأعراض خفيفة على التوجه إلى المستشفيات والمراكز الصحية.

وقال إن هناك أدوية وعلاجات جديدة مثل الدواء الذي أعلنت عنه شركة "فايزر" في شكل حبوب، ويمكن أن يتناول المريض تلك الأدوية وهو منزله ومن ثم لن يتطور المرض، لأن هذه الأدوية تمنع تكاثر الفيروس، وتحول دون تكوين بروتيناته، وبذلك يكون لدينا علاج وفي ذات الوقت لدينا حصانة من الفيروس، وبالتالي نستطيع أن نقول أن لدينا كافة السبل والوسائل للتصدي لتلك الجائحة.