كشف وزير الخارجية الإيراني الأسبق أكبر صالحي أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني كان يتدخل في تعيين سفراء طهران في الدول العربية، موضحاً أن اختيار السفراء في بعض الدول كان يتم بالتنسيق معه.

تأتي هذه التصريحات بعد أشهر من تسريب تسجيل لوزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، يشكو فيه من نفوذ سليماني على الدبلوماسية الإيرانية.

وأفاد موقع "إيران إنترناشيونال" بأن صالحي، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة محمود أحمدي نجاد، قال في مقابلتين منفصلتين مع موقع "آخرين خبر"، وصحيفة "خراسان" الإيرانيتين، إن تعيين سفراء إيران لدى بعض الدول كان يتم بالتنسيق مع قاسم سليماني.



ليبيا وتونس

وأوضح صالحي أن التنسيق مع سليماني كان وراء اختيار بيمان جبلي، الرئيس الحالي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، سفيراً لإيران في تونس، وتعيين حسين أكبري سفيراً لدى ليبيا.

وقال الوزير الأسبق إنه بعد اندلاع الاحتجاجات في الدول العربية، "لم تستطع وزارة الخارجية وحدها "قيادة" القضايا المتعلقة بهذه الدول، ولهذا السبب كان يعقد اجتماعين أو ثلاثة اجتماعات أسبوعياً مع قاسم سليماني في مختلف المؤسسات".

وأضاف صالحي في مقابلتيه، أن فيلق القدس أنشأ في ليبيا مرافق لمعالجة المقاتلين الجرحى، بمساعدة مؤسسة الهلال الأحمر الإيراني.

نفوذ القاسمي

وفي أبريل الماضي، تم تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية آنذاك محمد جواد ظريف، يكشف فيه تدخلات الجنرال قاسم سليماني، والذي قتلته الولايات المتحدة في عملية نفذتها بطائرة مسيّرة، قرب مطار بغداد في 3 يناير 2020.

وقال ظريف، حسبما جاء في التسجيل: "لم أتمكن أبداً في مسيرتي المهنية من القول لقائد ساحة المعركة سليماني وغيره، أن يفعل شيئاً معيناً لكي أستغله في الدبلوماسية".

وأضاف: "في كل مرة، تقريباً أذهب فيها للتفاوض كان سليماني هو الذي يقول إنني أريدك أن تأخذ هذه الصفة أو النقطة بعين الاعتبار. كنت أتفاوض من أجل نجاح ساحة المعركة".

واستشهد ظريف بمثال مشاركة الحرس الثوري في محادثات وزارة الخارجية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قائلاً إن سليماني أعطاه قائمة بالنقاط التي كان يجب أخذها في الاعتبار.

وأردف ظريف: "لم أتفق مع قاسم سليماني في كل شيء. كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، وأنا لم أتمكن من إقناعه بطلباتي. مثلاً طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سوريا ورفض".

وقدّم ظريف في مايو الماضي اعتذاراً عما ورد على لسانه في التسريب الصوتي، قائلاً إن تصريحاته كانت تعبر عن آرائه الشخصية خلال مقابلة، وأنه أدلى بتلك التصريحات "بدون نيّة النشر".