استقبل لبنان العام الجديد 2022 على أزمة موروثة، حيث أفادت تقارير اليوم الثلاثاء بارتفاع أسعار جميع المحروقات في البلاد.

وارتفع اليوم سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 15 ألفا و600 ليرة لبنانية والمازوت 24 ألفا و200 ليرة لبنانية ، وقارورة الغاز 20 ألفا و700 ليرة لبنانية.



ووفق "الوكالة الوطنية للإعلام"، أصبح سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 351 ألفا و400 ليرة، وصفيحة البنزين 98 أوكتان 363 ألفا و400 ليرة.

وطبقا للوكالة ، بلغ سعر صفيحة المازوت 360 ألفا و400 ليرة ، و قارورة الغاز 319 ألفا و300 ليرة لبنانية.

يذكر أن لبنان يشهد منذ نوفمبر/تشرين ثان عام 2019 أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب أي أفق لحدوث إنفراجة، بحسب تحذير البنك الدولي في حزيران/ يونيو الماضي.

وارتفعت مع هذه الأزمة أسعار السلع بشكل جنوني خاصةً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار ليلامس عتبة الـ 25000 ليرة لبنانية، وارتفعت أسعار المحروقات بعد رفع الدعم عنها.

يذكر أنه لم يتم رفع هذا الدعم غير المدروس عن مجمل السلع الحيوية من خلال خطة واضحة تضمن استقرار السوق، وتوفير المواد الأساسية، وضبط المؤشرات الاقتصادية، والحد من ارتفاع الأسعار وانعكاساتها السلبية على الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطن اللبناني.

كما لم يترافق رفع الدعم العشوائي هذا مع اعتماد واستخدام البطاقة التمويلية من قبل مستحقيها، خاصة الفقراء منهم والطبقة الوسطى، وإن كان من غير المتوقع أن تعوض البطاقة التمويلية عن ارتفاع الأسعار.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتفاقم فيه مشكلة الفقر الذي بات يطال ما يقارب ثلاث أرباع المجتمع، مع ارتفاع نسبة البطالة، خاصة بين الشباب، وتزايد الهجرة بشكل كبير، وتآكل الطبقة الوسطى، وانهيار القدرة الشرائية للأجور، وارتفاع نسب التضخم.

يشهد قطاع الكهرباء في لبنان نقصاً مزمناً في التغذية الكهربائية ويعتمد على الدعم الحكومي، ويتكبّد خسائر فنية وغير فنية تتراوح نسبتها التقديرية بين 36% و40%، بحسب الدراسات التي صدرت عن وزارة الطاقة اللبنانية ومؤسسة كهرباء لبنان.

ويعتمد لبنان لتوليد الطاقة الكهربائية على محطات حرارية بكفاءة متدنية تستخدم النفط الثقيل والديزل المستوردَين والمكلفَين والملوِّثَين، كما أنّ التغذية الكهربائية ليست كافية، فذروة الطلب تصل تقديرياً إلى 3500 ميجاوات، ما يؤدي إلى نقص في التغذية بمقدار 1600 ميجاوات.

ومؤخراً اقترب لبنان من استعادة لقب "باريس الشرق الأوسط" بعد إعلان وصول الغاز المصري له خلال الفترة المقبلة.