يرتدي الدوري الاميركي لكرة القدم "إم إل إس" حلة جديدة مع ضم عدد من ابرز نجوم القارة العجوز على غرار الايطالي اندريا بيرلو والانكليزيين فرانك لامبارد وستيفن جيرارد، على امل استعادة امجاده السابقة في سبعينيات القرن الماضي.انضم بيرلو من يوفنتوس الايطالي مقابل نحو 8 ملايين دولار سنويا، مقابل نحو 6 ملايين للامبارد وجيرارد والاسباني دافيد فيا، لكن رواتب بعضهم قد تتخطى ميزانيات كاملة لاندية صغرى، وسيكون المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس، لاعب برشلونة الاسباني السابق، ابرز المرشحين للانضمام الى لوس انجليس غالاكسي مقابل 9 ملايين دولار.وصحيح ان دوس سانتوس سجل هدفا يتيما مع فياريال الاسباني الموسم الماضي، الا ان عوامل اخرى كالعدد الكبير للجالية المكسيكية لعبت دورا بارزا في عملية البحث عن خدماته.رحب لامبارد نجم وسط تشلسي ومانشستر سيتي السابق بصانع الالعاب بيرلو الذي ودع زملاءه في يوفنتوس وصيف بطل اوروبا للانضمام الى نيويورك سيتي اف سي.عرف بيرلو (36 عاما) نجاحات باهرة مع ميلان ويوفنتوس والمنتخب الازرق، حيث احرز بطولة العالم ودوري ابطال اوروبا ولقب الدوري اكثر من مرة.فيا المهاجم الدولي الاسباني السابق رحب ببيرلو: "أهلا بالمايسترو"، فيما كتب لامبارد: "يا له من توقيع! أهلا باندريا بيرلو في النادي".سيشكل بيرلو ثلاثيا مميزا مع لامبارد (37 عاما) وفيا (33 عاما) في النادي المملوك من مانشستر سيتي الانكليزي ونيويورك يانكيز للبيسبول.لم يعهد جمهور مدينة التفاحة الكبيرة اسماء مرموقة منذ فترة سبعينيات القرن الماضي في فريق نيويورك كوزموس مع الثلاثي البرازيلي بيليه والالماني فرانتس بكنباور والايطالي جورجيو شيناغليا.قال بيرلو الذي كان مرتبطا مع يوفنتوس حتى 2016 وسينضم الى الفريق في 21 الجاري: "اردت هذه التجربة منذ وقت بعيد، والان تجسدت الفرصة. يمر هذا النادي في مرحلة تصاعدية وامل تحقيق نتائج ايجابية معه في الدوري. حصلت على عدة عروض للعب خارج ايطاليا، لكن لم اتردد بخيار نيويورك نظرا لحماسة الناس الذين يأتون لمشاهدة الفريق".لم يحقق نيويورك سيتي اف سي سوى 5 انتصارات في 18 مباراة ضمن دوري المنطقة الشرقية الراهن الذي يتصدره دي سي يونايتد امام كولومبوس كرو واورلاندو سيتي.قال جيسون كريس مدرب الفريق عن قدوم بيرلو: "لا يمكن لاحد التشكيك باننا نجلب احد ابرز اللاعبين في العالم. على غرار دافيد فيا، كانت مباراته الاخيرة في اوروبا في نهائي دوري الابطال، وهذا يثبت انه لعب على اعلى المستويات. استقدمنا لاعبا يتميز بالروح القتالية وعقلية الفوز".من جهته، رأى الدولي السابق كلاوديو رينا المدير الرياضي في النادي: "مع بيرلو جلب احد ابرز اللاعبين المؤثرين في العالم: نبني شيئا مميزا في نيويورك".من جهته، تعهد جيرارد باثبات صوابية انتقاله من ليفربول الى لوس انجليس غالاكسي.اصر قائد منتخب انكلترا سابقا انه متحمس لاضافة لقب جديد الى مسيرته الزاخرة، بدلا من الاستمتاع بشمس ولاية كاليفورنيا.وقال جيرارد (35 عامأ) الاثنين في مؤتمر صحافي: "الامر يتعلق بالنجاح بالنسبة الي. اذا اعتقد احدهم اني هنا لقضاء عطلة او الحصول على مبلغ مالي اخير في مسيرتي فهو مخطىء".قرر اسطورة الفريق الاحمر السير على خطى مواطنه ديفيد بيكهام في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعدما اصبح جليا انه ليس ضمن مخطط المدرب الايرلندي الشمالي براندن رودجرز، ففضل عدم الجلوس على مقاعد البدلاء في فريق اصبح احد ابرز رموزه التاريخيين.وبرغم حصوله على عروض لحمل الوان اندية انكليزية اخرى لموسم واحد، الا انه فضل ترك البلاد على عدم مواجهة ليفربول.وعن سعي لوس انجليس غالاكسي لاستقدامه، قال جيرارد الذي دافع عن الوان ليفربول بين 1998 و2015: "صدمني اصرارهم الرهيب لجلبي الى هنا، وهذا امر هام عندما تكون لاعب كرة قدم".واقر جيرارد انه تلقى نصح بيكهام الذي حمل الوان غالاكسي بين 2007 و2012: "ديفيد هو بطل بالنسبة الي، وكنت محظوظا جدا للعب الى جانبه. هو انسان ولاعب رائع. استفدت من تجربته هنا وطرحت عليه بعض الاسئلة".يتوقع ان يستهل جيرارد، الذي استأجر منزلا في منطقة بل اير المترفة تبلغ قيمته 12 مليون دولار ليقطنه مع زوجته وبناته الثلاث، مشواره السبت المقبل في مباراة ودية ضد اميريكا المكسيكي والدوري الاميركي للمحترفين في الاسبوع التالي.ورأى المهاجم الايرلندي روبي كين قائد غالاكسي ان جيرارد: "يبدو نشيطا. لقد توقف عن اللعب لعدة اسابيع لكن الامر لا يبدو كذلك".ولعب جيرارد 708 مباريات مع ليفربول وسجل 185 هدفا في مختلف المسابقات، وتوج معه بلقب كأس انكلترا مرتين عامي 2001 و2006 وكأس الاتحاد الاوروبي عام 2001 ودوري ابطال اوروبا عام 2005 دون ان يتذوق معه طعم لقب الدوري الممتاز.بُني نيويورك سيتي الذي تأسس عام 2013، من نقطة الصفر وخاض موسمه الاول في دوري النجوم بعيدا عن مقره وذلك على ارض ملعب يانكي استاديوم.وسيكون النجم الانكليزي السابق بيكهام، الذي يطلق راهنا فريقه الشخصي في ميامي، مهتما بمصير فريق نيويورك المدعوم اماراتيا.لكن المال وحده لا يصنع الابطال ويجذب المتفرجين ويخلق الولاء، والدليل على ذلك دي سي يونايتد متصدر الدوري راهنا بفارق 11 نقطة عن اقرب مطارديه في المنطقة الشرقية.رأى توم هانت مسؤول العمليات في دي سي يونايتد لوكالة "فرانس برس" ان "وصفة النجاح" هي حصول فريقه على ملعب خاص به مطلع العام 2017. منذ تأسيسه قبل 20 عاما لعب دي سي يونايتد مبارياته على ملعب "ار اف كي استايدوم": "من اهم المكونات ان تملك وتدير الملعب الخاص بك. هنا في ار اف كي نحن مستأجرون، وليس لدينا امكانية الوصول الى مصادر الدخل التي نحتاج اليها كي نكون ناجحين، القدرة على بيع حقوق التسمية وبناء رعايات تجارية مع شركائنا".وتابع: "اذا كنت في اي منشأة حديثة، فهم يملكون التكنولوجيا وخدمات الطعام. تجربة الضيوف مختلفة تماما عما نقدمه هنا في ملعبنا".لكن في ظل الوضع الراهن والافتقار الى وسائل الراحة في الملعب، يتراجع معدل الحضور الجماهيري، برغم صدور دراسة اشارت الى حضور 17 الف متفرج باستمرار لمتابعة مباريات يونايتد على ارضه بين 1996 و2010، لكن العدد تقلص الى 15 الف منذ 2011، وهو من بين الاضعف في الدوري.واللافت ان اندية كرة القدم في الولايات المتحدة تواجه منافسة من جماهير المدينة نفسها، فعلى سبيل المثال فريق بيكهام الجديد في ميامي يتعين عليه الانطلاق بقوة لمقارعة فريق دولفنز لكرة القدم الاميركية وميامي هيت بطل دوري كرة السلة للمحترفين في 2012 و2013.