بسبب أن العالم كله صار يعرف أن سعي ذلك البعض الذي يعتبر نفسه «معارضة» لا يخرج في أغلبه عن الظفر بمجد شخصي لذا انقسم الذين تأثروا بهم في فترة سابقة إلى فريقين، الأول اتخذ منهم موقفاً واضحاً وصار يعمل على فضحهم، والثاني دخل مرحلة مراجعة النفس والأكيد أنه لن يتأخر عن الانضمام إلى الفريق الأول.

أما الشواهد على السعي للمجد الشخصي فيراه حتى المصاب بمشكلة صعبة في عينه ؛ فهناك من يبذل كل الجهود ويوظف مريديه للتمكن من صفة بعينها كي يتميز، وهناك من يصر على ممارسة سلوك معين في مكان بعينه كي يظل «حديث المدينة»، وهناك من يتحدث عبر منصات أجنبية ويقول كلاماً يعرف أنه لا علاقة له بالواقع وبالحقيقة ليصنع من نفسه بطلاً. ولأن مثل هذه السلوكيات تفرضهم على وسائل التواصل الاجتماعي فيتواجدون فيها باستمرار ويحصلون على «لايكات» يوفر نصفها الذين يعملون لصالحهم لذا فإنهم صاروا يصدقون أنفسهم ويزيدون «الكيلة» لعلهم يصلون إلى المجد المنشود.

وبسبب تبين كلا الفريقين أن راية المظلومية التي لا يزال أولئك مستمرين في رفعها لا تعبر عن الحقيقة لذا قررا ما قرراه وساهما بمواقفهما في الوصول إلى قرب إعلانهم عن الفشل. ولأنهم صاروا يعرفون أن المشروع الذي أتوا به فشل وأن نهايتهم تقترب لذا صاروا يرفعون أصواتهم بالمطالبة بأمور لا تليق بـ «المعارضة» في كل مكان وهي أمور تؤكد من جديد أنهم دخيلون على العمل السياسي، فـ«المعارضة» التي تصل إلى اعتبار إطلاق سراح محكوم لسبب أو لآخر نصراً تؤكد أنها إنما تبحث عن «فرحة» تقدمها إلى الذين انخدعوا بها لعلهم يقتنعون بأنها تعمل من أجلهم.

ما يقوله أولئك ويفعلونه لا يختلف عن الذي يقوم به النظام الإيراني فيما يخص قاسم سليماني، فمنذ أن لقي مصيره لا يزال ذلك النظام يعمل على إلباسه ثوباً اختاره له بغية جعله «أيقونة» تعينه على الترويج لبضاعته.