هدى عبدالحميد




اتباع النظام العالمي بـ«الوجبة المستبعدة» لاكتشاف المرض

قال استشاري الأمراض الصدرية بمركز الدكتور عبدالله كمال في المنامة، ومستشفى السلام التخصصي البروفيسور محمد عبدالغفار لـ«الوطن» إن مرض حساسية الصدر أصبح شائعاً، لافتاً إلى أن هناك أسباباً عدة للحساسية، ويعد الاستعداد الوراثي هو العامل الأكثر تأثيراً لظهورها لدى المريض، وليس شرطاً أن يكون الأب والأم لديهما حساسية على الصدر، ولكن قد يكون لديهما حساسية في الأنف ويورثان الابن حساسية الصدر.

وأضاف: «الحساسية لها عامل وراثي وارتباط جيني يسبب ظهورها لدى المريض، وتوجد عوامل عدة بيئية تؤدي إلى ظهور حساسية الصدر ولا يمكن تعدادها جميعاً، ولكن يمكن تقسيمها إلى مواد مؤثرة أو محسسة لظهور المرض بناءً على البيئة المحيطة، فيكون أهمها حبوب اللقاح؛ لذا تظهر الحالات بشكل أكبر في الربيع، ومواسم الخريف، وعامل البيئة الآخر هو عث التراب المنزلي والعث هو كائن حي دقيق لا يرى بالعين المجردة يعيش في الأجواء الدافئة التي بها رطوبة، لذا تجدونه منتشراً في أجوائنا.

وأردف عبدالغفار: «أيضاً شعر الحيوانات الأليفة مثل القطط أو الكلاب أو لهواة ركوب الخيل، حيث يسبب شعر الحيوانات عاملاً محسساً لظهور حساسية الصدر، وقد يكون هناك أكثر من سبب لظهور الحساسية وليس سبباً واحداً».

وتطرق إلى حساسية بعض المرضى لبعض الأطعمة، وهذا يحدث أكثر في سن مبكر، ويشكل ضغطاً نفسياً على الأسرة وخصوصاً لو لم يكن هذا العامل في الحسبان، وإذا تم اكتشافه لدى الطفل فمن الصعب حرمان طفل من نوع معين من الأطعمة، وتتشكل صعوبة أكبر إذا كانت الحساسية من بعض الأنواع التي يحبها الأطفال مثل الشوكولاتة أو الموز أو الفراولة أو الطماطم أو الحليب، وتكون الصعوبة في منع طفل مازال جسمه في مرحلة النمو من طعام مهم ومفيد أو محبب له.

وأوضح: «لكي يتم اكتشاف نوع الحساسية من الأطعمة تم عمل نظام عالمي يطلق عليه «الوجبة المستبعدة» وهي إضافة نوع معين من الأطعمة إلى وجبة الطفل، بالإضافة إلى نوعيات غير مسببة للحساسية، مثل الخبز أو البروتينات، والورقيات الخضراء وملاحظة حالة المريض، ويتم تكرار التجربة مع نوع آخر من الأطعمة مسببة الحساسية حتى اكتشاف الطعام المسبب للحساسية، وبعدها التعامل مع الحساسية بناءً على الآثار التي تظهر لدى المريض، ولكن لا يجوز منع كل الأطعمة المسببة والتأثير على تغذية المريض أو ما يحبه، فيتم عمل التجربة بناءً على الكميات لمعرفة الكمية المسموح بها للمريض؛ فبعض المرضى يكون تناول كميات قليلة من الطعام ليس له تأثير كبير، وبعض الحالات نضطر إلى منع نوع من الطعام»، مؤكداً أنه توجد حساسية غير معروفة الأسباب؛ فلا تعتمد على العوامل البيئية أو نوع معين من الأطعمة، ورغم أنه في جميع الحالات يتم الاعتماد على الأدوية، فإنه مع النوع غير المعروف يكون الاعتماد بشكل أكبر على الأدوية، بعكس الحساسية المترتبة على عوامل البيئة بالابتعاد عن مسببات الحساسية أو تجنب الأطعمة المثيرة للحساسية.

وحول علاج الحساسية قال د. عبدالغفار: «في الماضي كنا نعتمد على الحقن لكي يعتاد الجسم على الحساسية ويستطيع التخلص منها، أما الآن فقد ظهرت علاجات حديثة تعتمد على الحبوب أو «اسبراي» يتم وضعه تحت اللسان حتى يستطيع الجسم التغلب على هذه الحساسية، ولكن بعض الناس ليس لديهم قناعة بهذه الطرائق من العلاج، مؤكداً أنه لا توجد أطعمة نستطيع الاعتماد عليها لعلاج الحساسية، ويجب تصحيح بعض المفاهيم لدى المرضى تجاه الأدوية؛ لأن المريض أحياناً يكون غير ملم بأهمية الأدوية في العلاج، ما يشكل عاملاً لتدهور حالته.