رغم التعافي المحدود لأسعار النفط اليوم فإن السوق ما زال يعيش تحت ضربات المخاوف بشأن الاقتصاد الأوروبي والصيني، إضافة إلى تداعيات أزمة اليونان، وتزيد هذه الضغوط على النفط مع وجود الفائض، والذي بات أحد العقبات الأساسية في تقلب الأسعار.
وبالنظر إلى فارق الأسعار فإن النفط قد خسر ما لا يقل عن 6 دولارات في 11 يوما، فسعر برنت كان في 26 يونيو الماضي كان عند 60.74 دولار، أما اليوم فهو عند 54.73 دولار للبرميل، وهذا الفارق في الأسعار سيبقى متأرجحا مع انطلاق نشاط المضاربين والذين قاموا بعمليات بيع كبيرة بهدف جني الأرباح.
وبحسب الخبير النفطي محمد الشطي لـ"العربية.نت"، فإن السبب الرئيسي لتقلب النفط يبقى هو استبيان اليونان والاختيار برفض شروط الدائنين، وهو ما أثر سلبا على الأسهم وأوجد حالة من القلق حول الاقتصاد الأوروبي، وقد أثر على البورصات بصورة عامة.
وقال الشطي "مما زاد الوضع تعقيدا هو تراجعات البورصة الصينية وخسائرها بالرغم من سياسة الإصلاحات الاقتصادية هناك والتي يعتقد المراقبون أنها جاءت نتيجة عمليات بيع كبيرة من المضاربين للتأقلم مع التشريعات الجديدة، من حكومة الصين لتنظيم البورصة، ولأهمية كون الصين استراتيجية كون الطلب يرتفع فيها سنويا بمقدار 300 ألف برميل يوميا وتستهلك تقريبا من 11 مليون برميل يوميا من النفط الخام، فإن أي مؤشر اقتصادي في أسواقها سيؤثر على السعر".
أما التقييم الحالي للسوق فسيظل في حالة ترقب ومراقبة إلى أن تتأكد الصورة من اليونان والصين، والتي تأمل أن تكون مؤقتة وتعود الأسعار مدعومة من خلال استمرار تعافي الطلب العالمي على النفط واتجاه السوق العالمية إلى التوازن، وبالتالي تتعافي أسعار نفط خام برنت باتجاه 60 دولارا للبرميل، أما سوق الأسهم في الصين والذي فقد ثلث قيمته في شهر واحد، في شهر يونيو بعد أن تضاعفت قيمته مرتين ونصف خلال العام الماضي بفعل قوى المضاربة، فإنه بات يتعافى اليوم تدريجيا، وصعدت الأسهم الصينية اليوم الخميس بعدما حظرت الهيئة المعنية بتنظيم سوق الأوراق المالية على المساهمين أصحاب الحصص الكبيرة في الشركات المدرجة بيع الأسهم في أكبر خطوة تتخذها بكين حتى الآن لوقف موجهة هبوط أثرت سلبا على الأسواق المالية العالمية.
من جانب آخر قال الشطي "إن المفاوضات الإيرانية الدولية حول الملف النووي تأخرت عن 30 يونيو، وإذا ما تأخرت عن 15 يوليو فإن ذلك يعني تأخرها إلى نهاية سبتمبر، وبالتالي فإن تأثير إيران على السوق مرتبط بعودة نفطها للسوق، وحجم الكميات التي سوف تضخها، والتوقعات ترى أن الزيادة لن تكون قبل نهاية عام 2015، وبصورة تدريجية، لكن إيران لديها مخزون عائم ممكن وصوله للأسواق فور التوصل لاتفاق في فيينا.
إلى ذلك تعافت أسعار النفط الخام اليوم الخميس بدعم من بيانات اقتصادية وقوية في اليابان وألمانيا ومع تسارع الأسهم الصينية بعد اتخاذ الحكومة خطوات جديدة لوقف موجة هبوط في أسواق أسهمها. وبحسب "رويترز" فقد ارتفع سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم شهر أقرب استحقاق 80 سنتا إلى 52.45 دولار للبرميل، لكنه لا يزال منخفضا نحو ثمانية بالمئة عن مستواه في نهاية الأسبوع الماضي. وزاد سعر مزيج برنت 70 سنتا إلى 57.75 دولار للبرميل لكن لا يزال منخفضا أربعة بالمئة عن مستواه يوم الجمعة الماضي.
ووجد الطلب على النفط دعما في الانتهاء من أعمال صيانة بوحدة تقطير للخام بطاقة120 ألف برميل يوميا في اليابان التي بلغت فيها طلبيات شراء الآلات أعلى مستوياتها في سبع سنوات في مايو.
وزادت الصادرات الألمانية في مايو بأسرع وتيرة لها هذا العام، وهو ما عزز التوقعات بأن أكبر اقتصاد أوروبي سيسجل نموا أقوى في الربع الثاني بعد نمو محدود في الربع الأول.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90