العربية

اختتمت مساء اليوم الاثنين، جولة جديدة من المفاوضات الروسية الأميركية في جنيف في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين تركزت على قضية الضمانات الأمنية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف في تصريحات صحفية عقب الاجتماعات "لقد أبلغنا الأميركيين أننا لا نسعى إلى غزو أوكرانيا وأننا أوضحنا للأميركيين مخاوفنا من توسع حلف الناتو، مشيراً إلى أن المحادثات مع واشنطن بشأن أوكرانيا كانت معقدة".

واستمر الاجتماع الروسي الأميركي نحو 7.5 ساعة وجرى وراء الأبواء المغلقة في مقر بعثة الولايات المتحدة، وقاطعه الطرفان عدة مرات بما في ذلك لتناول غداء قصير.



وبالتزامن حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، روسيا، الاثنين من "كلفة عالية "ستتكبدها في حال شنت هجوما جديدا على أوكرانيا، مؤكدا دعم الحلف لحق أوكرانيا "في الدفاع عن نفسها".ويترأس الوفد الروسي كل من نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، ونائب وزير الدفاع، ألكسندر فومين، فيما تقود نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، وفد الولايات المتحدة.

مخاوف غربية

انطلقت المحادثات الأميركية-الروسية في جنيف، الاثنين، وفق ما أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، على خلفية مخاوف غربية من احتمال حصول غزو روسي لأوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ خلال اجتماع مع نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولغا ستيفانيشينا: "نريد أن نوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأننا موحدون، وأنها ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية في حال استخدمت مجددا القوة العسكرية ضد أوكرانيا. نحن ندعم أوكرانيا ونساعدها على تعزيز حقها في الدفاع عن النفس"، نقلا عن فرانس برس.

ومن جانبها، أكدت ستيفانيشينا أنه "لا شيء بشأن أوكرانيا يجب أن يتم بدون أوكرانيا".

وأضافت "المعتدي ليس في وضع يخوله فرض شروط، طالما أن الدبابات الروسية لم تغادر الحدود الأوكرانية".

وبدأ الاجتماع بين واشنطن وموسكو، الساعة 08,55 بالتوقيت المحلي (الساعة 07,55 بتوقيت غرينتش) في مقر البعثة الأميركية في المدينة السويسرية، بين نائبي وزيري خارجية البلدين، الأميركية ويندي شيرمان والروسي سيرغي ريابكوف، نقلا عن فرانس برس.

ووصل الوفد الروسي بعيد الساعة 08,30 بتوقيت غرينتش في موكب سيارات وسط حراسة أمنية مشددة.

ويقع مقر بعثة الولايات المتحدة في جنيف على بعد أمتار من البعثة الروسية على مقربة من مقر الأمم المتحدة.

وهي المرة الثالثة التي تلتقي فيها شيرمان وريابكوف في جنيف منذ لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن في حزيران/يونيو على ضفة بحيرة ليمان.

والتقى ريابكوف وشيرمان مرة أولى في 28 تموز/يوليو في بعثة الولايات المتحدة الدائمة قبل أن يلتقيا في 30 أيلول/سبتمبر في بعثة روسيا.

ويطلق هذا اللقاء الثالث أسبوعاً من الحركة الدبلوماسية المكثفة في محاولة خصوصا لنزع فتيل أزمة متفجرة تتمحور على أوكرانيا.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله بعد عشاء عمل مساء الأحد مع شيرمان استمر ساعتين: "المحادثات معقدة ولا يمكن أن تكون بسيطة".

وعشية الاجتماع، أكدت نائبة وزير الخارجية الأميركي، شيرمان، التي ستقود المباحثات مع روسيا بشأن النزاع مع أوكرانيا، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمبادئ الدولية للسيادة وسلامة الأراضي وحرية الدول ذات السيادة في اختيار تحالفاتها.

كما أشارت شيرمان إلى أن واشنطن ترحب بإحراز تقدم حقيقي من خلال العملية الدبلوماسية.

وأضافت نائبة وزير الخارجية الأميركي أن مناقشة بعض الموضوعات ستخصص لاجتماعِ مجلس الناتو وروسيا في الـ 2 من يناير، واجتماعِ المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا في الـ13 من الشهر ذاته.

نائب وزير الخارجيّة الروسي ريابكوف، من جهته، أشار إلى أن المناقشات كانت "معقّدة" مساء أمس مع نظيرته الأميركيّة، واستبعدت موسكو تقديم أي تنازلات قبيل محادثاتها مع واشنطن في جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، الذي يشارك في المفاوضات، إن روسيا خاب ظنها بالإشارات الصادرة من واشنطن وبروكسل في الأيام الأخيرة.

وفي حين حذّرت واشنطن من مخاطر حصول مواجهة، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه لا يتوقع تحقيق انفراجة في المحادثات الأمنية بين الولايات المتحدة وروسيا، معرباً عن أمله في إمكانية وجود مجالات يستطيع فيها البلدان التوصل لاتفاق.

وأكد أن بوتين أمامه فرصة لمناقشة المخاوف الروسية والأوكرانية معا.وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا عسكريا في مواجهة العدوان الروسي.

وأشار بلينكن إلى رغبة بوتين في إحياء الاتحاد السوفيتي، مضيفاً أن الولايات المتحدة لن تسمح بذلك.