^ بظرفه المعتاد وقدرته على توصيل المعلومة بالأسلوب الكوميدي وضحكته التي هي دائماً «ترست الحلج»، قال الفنان إبراهيم بحر في لقاء جمعني معه وخبير البيئة الدكتور زكريا خنجي دار فيه الحديث عن خطورة دخان حرق إطارات السيارات وما شابه، قال إنه يسكن في المنطقة الفاصلة بين عالي وسلماباد وهما من القرى «الناشطة»، حيث يقوم الشباب في معظم الليالي بإشعال النار في إطارات السيارات وما يتوفر من حطام، الأمر الذي يدفع رجال الأمن إلى التعامل معهم حسب القانون والنظام، والنتيجة هي أن دخان الإطارات ومن ثم دخان مسيلات الدموع يصله. يضيف ضاحكاً «إذا كان الهواء شمالاً جاءني الدخان من سلماباد، وإذا كان الهواء غربياً جاءني من عالي.. والنتيجة أنني صرت لا أعرف أن أنام إلا بعد أن أتشبع من الدخان بأنواعه فصرت كما المدمن حتى أنني صرت أفكر أن أتصل فيهم عندما تكون الأحوال هادئة ليتسنى لي النوم بارتياح»! حالة الفنان بحر ليست شاذة؛ فهناك كثيرون ممن يعانون من هذا الذي يحدث ولا يعرفون النوم بسبب الدخان أياً كان مصدره، ولعلهم صاروا مثله لا يتمكنون من النوم من دون استنشاق ذلك الدخان! الدكتور زكريا وفر في اللقاء معلومات علمية لافتة تبين مقدار الضرر الذي يمكن أن يسببه الدخان الناتج عن حرق إطارات السيارات وغير ذلك من حطام، فقال إن الإطارات مصنوعة من المطاط الذي يدخل في تركيبه البنزين وربما مواد أخرى لا نعرفها عندما تحرق ينبعث منها العديد من المواد والغازات الضارة بالجسم والجهاز التنفسي بوجه خاص، لافتاً إلى أن هذه الغازات تصل إلى مسافة خمسة عشر متراً من مكان إشعال الإطارات. عن تلك المواد المنبعثة من هكذا فعل، قال خنجي إن منها ثاني أكسيد النتروجين وهو يتسبب في العديد من أمراض الجهاز التنفسي وخصوصاً ضيق التنفس، ومنها ثاني أكسيد الكبريت الذي يؤدي إلى النتيجة نفسها مبيناً أن له تأثير سالب على الأشجار والمحاصيل. أيضاً ينتج عن حرق الإطارات مادة تسمى البوتاديين، وقد تكون هذه أحد أسباب مرض السرطان، حيث المعروف أن العمال الذين يتعرضون له أثناء العمل يصابون باللوكيميا وسرطان النخاع العظمي. يضيف خنجي الذي بدا مستفزاً لمعرفته الدقيقة بخطورة الأمر، فقال إن حرق الإطارات يتسبب في أمراض الرئة لاحتواء ذلك على جسيمات عالقة وتقود إلى حدوث أمراض القلب، كذلك مركب البنزيرين الذي ينتج عادة عن احتراق الوقود والزيوت البترولية ومن القار الذي يستخدم في رصف الطرق وأسطح المنازل وصناعة المطاط وقد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة. إضافة إلى كلوريد الهيدروجين الذي تتسبب ملامسته للجلد الإصابة بالحروق والندوب والتشوهات الجلدية ويتسبب في حالة ملامسة العينين في موت خلايا طبقة الظهارة بالملتحمة والقرنية. زكريا عرض علينا تقريراً علمياً عن الآثار الناتجة عن هكذا عمل، وقال للأسف إنهم لا يعلمون أنهم يتسببون في قتل الأطفال وهم في المنازل وفي ابتلائهم بعاهات مزمنة. مؤلم هذا الذي يحدث باسم المطالبة بالحريات ومؤلم هذا الجهل وعدم الاهتمام بمثل هذه المعلومات العلمية ومؤلم عدم تدخل من يعتقد أنه يتحكم في الشارع رغم علمه بخطورة ذلك على النفس المحرم قتلها فما ينتج عن حرق إطارات السيارات ومختلف أنواع الحطام وخصوصاً المواد البلاستيكية يؤدي إلى أن يلقى البعض حتفه، فهو قتل مع سبق الإصرار والترصد. كنت سأدعو الله أن يتمكن الفنان إبراهيم بحر من النوم بارتياح في تلك الليلة فيأتيه الدخان من كل اتجاه لكنني بعد المعلومات التي ساقها الدكتور زكريا تمنيت عكس ذلك، فغياب النوم خير من السرطان. ويش أخوك؟!