ما حصل في لبنان أخيراً لخصه أمين عام المجلس الإسلامي العربي السيد محمد علي الحسيني في تغريدة نشرها في حسابه في «تويتر» جاء فيها «نحن نريد للبنان أن يكون حراً مستقلاً بمؤسساته الشرعية.. وأن يكون القرار الفعلي للحكومة اللبنانية وليس لحزب مرتبط كلياً بالولي الفقيه بإيران ويأتي بأشخاص مرتبطين عضوياً بإيران ليتعرضوا بالإساءة لدولة عظمى مثل المملكة العربية السعودية».

السيد الحسيني شخص مشكلة لبنان وتعرض لحلها وما قاله صحيح بل صحيح جداً، فمشكلة لبنان أن ما يسمى بـ«حزب الله» هو المتحكم في قراره وليس الحكومة اللبنانية، ولأن هذا الحزب تابع للنظام الإيراني ويمول منه -باعتراف أمينه العام- لذا لا يختلف اثنان على أن إيران هي التي تتحكم في القرار اللبناني وأنه لهذا لم تستطع الحكومة اللبنانية منع الحزب المذكور من تنظيم ذلك المؤتمر الذي أساء من خلاله إلى السعودية، وأساء قبل ذلك بزمن قصير إلى البحرين بالطريقة نفسها.

هذا يعني أن لبنان لن يتمكن في المنظور القريب على الأقل من منع «حزب إيران في لبنان» من توريطه في أمور لا علاقة له بها وتخريب علاقاته بدول كثيرة، ولن يتمكن من حل مشكلاته التي تتفاقم بسبب كل ذلك، ولن يتمكن إلا من الانتقال من مشكلة إلى أخرى وانتظار الآخرين ليبادروا بحلها، وهذا أمر غير ممكن وغير منطقي. مفتاح حل مشكلات لبنان كلها هو السيطرة على ذلك الحزب ومنعه من التحرك بالطريقة التي يريدها ويقررها، ووضع حد لتدخل النظام الإيراني في الشأن الداخلي اللبناني. من دون هذا ستستمر مشكلات لبنان بل ستتفاقم وتتعقد، ولن تتوقف عند إطلاق النار على الطائرات المدنية لحظة هبوطها في مطار بيروت.

ولأن لبنان وهو في هذه الظروف والأحوال لا يستطيع أن يقوم بكل هذا وحده لذا فإن عليه أن يفكر بجدية في الخيارات الأخرى التي يعرفها ويعرفها الجميع جيداً.