خدع الحوثيون أنفسهم باعتقادهم أن أعمالهم الإرهابية ستغير بوصلة أبناء زايد، وتجعلهم يحيدون عن الحق بالمحافظة على آمال الشعب اليمني المشروعة ولفظهم المخطط الإيراني الذي يستغل أبناء اليمن لتحقيق أهدافه التوسعية ومحاصرة دول الخليج، فاختطاف الحوثيين لسفينة شحن إماراتية كانت تحمل أدوات طبية لم يثنِ الإمارات، ولن يكون ضرب مطار أبوظبي سبباً لتغيير قناعاتها ومواصلتها في دعم الشرعية وحق أهل اليمن الأصيل في العيش في سلام خصوصاً بعدما اتضح للعالم أجمع أن الحوثيين لا يريدون الامتثال للسلم أو البحث عن مصلحة أهل اليمن ورفضهم المبادرات العديدة لإنهاء الحرب في اليمن.

إن الحوثيين يلعبون دور عود الكبريت في يد إيران فلن ينالوا سوى احتراق عودهم وتحوله إلى رماد، فبعد خسارتهم «شبوة» على يد قوات العمالقة المدعومة من الإمارات جعلهم يشعروا بالحسرة فهي تشكل عصب الاقتصاد اليمني، فشبوة ترفد الموازنة اليمنية بـ 25٪ من قيمة إيراداتها نتيجة تصدير 50 ألف برميل بترول يومياً و2 مليار دولار سنوياً نتيجة تصدير الغاز المسال من ميناء بلحاف، وقد أراد الحوثيون توجيه رسالة بهذا الهجوم الإرهابي، ولكن انقلبت النتيجة عليهم من خلال ضربات عنيفة من التحالف تجاه أهداف وشخصيات حوثية.

ولمن يرجحون الرأي بأن لا يد لإيران في هذه الضربات نتيجة دخولها في مفاوضات مع الإمارات والسعودية بالإضافة إلى محادثات فيينا والتي يأمل فيها المجتمع الدولي لتقييد الطموح النووي لإيران، فهم لا يعرفون نظام الملالي ولا يعطونه حق شغفه بالقوة وحب التدخل في شؤون الغير، فعليهم أن يقرأوا ما وصلهم من اعترافات ظريف، فدائماً ما تلعب الدبلوماسية الإيرانية دوراً لتحقيق أهداف الحرس الثوري على الأرض.

وجميع الدول وخصوصاً العربية أدانت هذا الاعتداء الإرهابي باستهداف المدنيين في مطار أبوظبي مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص بالإضافة إلى العديد من الإصابات.

إن الأعمال الإرهابية الحوثية الأخيرة ليست دلالة على قوتهم، فلا يوجد قوات دفاع جوي في العالم أجمع تستطيع أن تحمي أجواءها بنسبة 100٪ ولكنها دليل دامغ على يأسهم نتيجة الضربات التي تلقوها مؤخراً، ومحاولة إيصال رسائل زائفة للمغيبين المنتسبين لقوامها.

على المجتمع الدولي أن يستجيب لطلب الإمارات ودول الخليج المتكرر باعتبار جماعة الحوثيين منظمة إرهابية، فبعد استهدافهم للمدنيين في اليمن وتجنيد الأطفال واستهداف شركات البترول والمطارات والمدن في السعودية والإمارات، ماذا ينتظر المجتمع الدولي لكي يقوم بدوره والانحياز للحق؟!