كعادته دائماً، يبهرنا، مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، بإصداراته المتميزة، حيث قام مؤخراً بتدشين كتاب «أول الرؤى سلمان»، والذي يعد توثيقاً متميزاً ومهماً للمحطات التاريخية البارزة والمهمة في مسيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، في خدمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ومملكة البحرين، حيث الدور الرائد لسموه في تحقيق النهضة التنموية الشاملة للمملكة.

لقد استطاع الكتاب أن يستعرض سلسلة نيرة من الرؤى والمنجزات والبرامج والمبادرات والمشروعات الوطنية الرائدة التي تساهم بشكل مباشر في تكوين وصياغة مملكة البحرين، سواء في الوقت الحاضر، أو في المستقبل، وكيف أن تلك الرؤى تعزز من مكانة مملكة البحرين على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات، لاسيما على الصعيد المحلي والخليجي والإقليمي والعربي والدولي.

وبعد إصدار مركز «دراسات» لكتاب «عقدان مزهران» والذي احتفل به المركز بمرور 20 عاماً على تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، عاد المركز من جديد ليبهرنا بإصداره الجديد «أول الرؤى سلمان»، ليوثق المحطات التاريخية والمواقف القيادية والرائدة والإنسانية والنبيلة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

لقد استطاع الكتاب من خلال فصوله السبعة، «البشرى الأولى.. سلمان الأمير البكر»، و«حب التحدي.. وعشق الإنجاز»، و«سلمان.. في عين العاصفة»، و«الفتنة.. الصورة والإطار»، و«ريادة النائب الأول»، و«الدبلوماسية الاقتصادية»، و«رؤى سلمان في مواجهة تحدي كورونا»، أن يوثق لأكثر من عقدين من الإنجازات بقيادة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وبتنفيذ ومتابعة دقيقة وحثيثة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

لقد توالت رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، منذ أكثر من 21 عاماً، منذ أن عهد لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولاية العهد، فكان حفظه الله عند حسن الظن، والقادر على حمل المسؤوليات الجسام، لننتقل إلى رؤية تفعيل الميثاق الوطني وتنفيذ المشروع الإصلاحي الشامل والكامل والتام لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، والذي كان له كبير الأثر في تقدم وتفوق مملكة البحرين على مدار أكثر من عقدين من الزمان.

وتنوعت الرؤى الثاقبة والنيرة والحكيمة لتضع في الحسبان التطور الاقتصادي والتنموي لمملكة البحرين فكان تولي سموه حفظه الله رئاسة مجلس التنمية الاقتصادية، والذي يساهم في خلق اقتصاد مستدام ومؤثر وخدمة مصالح الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين المنخرطين في سوق العمل البحريني، لننتقل إلى الرؤية الاقتصادية 2030 والتي تعد أحد الركائز الرئيسة في تطور الاقتصاد البحريني خلال المرحلة المقبلة.

ولأن صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء جدير بثقة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، كانت الرؤى تتوالى بالمسؤوليات الجسام الثقال، ومن ثم تحققت الريادة والجدارة في التعليم بمنحة سموه التعليمية، ورؤية الدبلوماسية الاقتصاية، والإصلاحات الإدارية الشاملة، من خلال التكليف الملكي السامي بأن يتولى سموه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ثم تولي سموه رئاسة مجلس الوزراء، ليحقق «فريق البحرين» تحت قيادة سموه، إنجازات كبيرة ومتميزة وضعت البحرين على الخارطة العالمية خلال أقل من عام.

لكن التحدي الأكبر كان مع اكتشاف فيروس كورونا (كوفيد19)، حيث استطاع صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء أن يقوم نجاح البحرين في التصدي للجائحة ومكافحتها من خلال قيادة فريق البحرين، وتوجيه ومتابعة دقيقة للفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19).

هذا الإصدار التاريخي الكبير والمتميز، يعد علامة مميزة في تاريخ التوثيق البحريني، ويؤكد الجهد المتميز والكبير لمركز «دراسات»، بقيادة ورئاسة ومتابعة، رئيس مجلس أمناء المركز، الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، في طرح الإصدارات التاريخية التوثيقية المتميزة، والتي دشنت بـ«عقدان مزهران»، وبالتأكيد لن يكون آخرها «أول الرؤى سلمان».