في ظل ما تعج به وسائل الإعلام من مواضيع وقضايا حولت حياتنا إلى دورة لا تنتهي من المشاكل، ليس أقلها تداعيات «كورونا» وقضايا الإسكان والتوظيف ومياه الأمطار... جاء المؤتمر الصحافي الذي عقدته النيابة العامة، ليكسر هذا الروتين ويعطينا بصيص أمل في أن هناك إنجازات حقيقة تبشر بمستقبل آمن لهذا الوطن ولأجياله القادمة.

وحسب ما كشف النائب العام، الدكتور علي البوعينين، في الإحصائية السنوية لعام 2021، فقد انخفضت قضايا العنف الأسري بنسبة 44% مقارنة بالعام الذي سبقه، وانخفاض جرائم المخدرات بنسبة 40.5%، وتراجع قضايا السرقات بنسبة 33.5%، وانخفاض عدد قضايا مخالفة الإجراءات الصحية الخاصة بفيروس «كورونا» بنسبة 32.6%.

الأرقام التي أعلن عنها ليست مشجعة فحسب، بل تشكل نقطة تحول في سلوكيات المجتمع، وهو ما يجب أن يكون موضع دراسة اجتماعية تربوية نفسية يقوم اختصاصيون من مؤسساتنا الأكاديمية، لتحديد أسباب هذا الانخفاض في نسب الجرائم وتعزيزها عبر برامج وفعاليات تقودها الدولة ويساهم بها المجتمع المدني. النيابة العامة قامت بدورها على أكمل وجه، وحسب ما تم الإعلان عنه فقد تم تحقيق نسبة إنجاز عامة بلغت 99%، إلى جانب ما تم تنفيذه من برامج تطويرية في العمل ورفع كفاءة وقدرة العاملين فيها لمواكبة ما يستجد من تشريعات وتعزيز قدراتها التخصصية في مواجهة أشكال وصور الجريمة، والتي أصبحت اليوم تتخذ أشكالاً وصوراً جديدة.

الأرقام التي أعلنتها النيابة العامة لا يجب أن تبقى أرقاماً جامدة تنشرها وسائل الإعلام، بل من الواجب أن تتحول إلى أنشطة وفعاليات ولقاءات وندوات، لتصل إلى كل فرد من أفراد المجتمع، عبر كل ما يتاح من وسائل ومؤسسات رسمية وأهلية وحتى خاصة، إلى جانب الجامعات والمدارس والمساجد والمآتم والأندية والمجالس.

وليكن الهدف الأول من كل الفعاليات هو الحث على تعزيز القيم السلوكية الصالحة، وتبيان المجهودات التي تبذلها مؤسسات الدولة المختلفة وصولاً إلى مجتمع آمن ومستقر ينعم به الجميع بكل حقوقه ويلتزم بكل واجباته.

بالطبع، من المهم أيضاً أن تترجم هذه الأرقام إلى مقالات ومشاريع إعلامية وبمختلف اللغات، حتى يعرف العالم أيضاً ما حققته البحرين، وحتى نقطع الطريق على كل المشككين والمروجين للأكاذيب الذين يعملون على تشويه صورة الوطن والانتقاص من إنجازاته.

إضاءة..

الأجواء الباردة وغير المسبوقة التي تمر بها البحرين والمنطقة، ساهمت في خلق موجة من التعاطف مع من يعانون أوضاعاً وظروفاً صعبة، خصوصاً اللاجئين، والذين تقطعت بهم السبل ولا يملكون سوى خيمة من القماش وسط جبال من الثلوج.. على أمل أن يتحول هذا التعاطف إلى حراك وبرامج فاعلة لتقديم الدعم والمساندة للمحتاجين.