حتى وقت قريب كان الناس في البلاد العربية عندما يقرأون خبراً أو تقريراً منشوراً في مجلة أو صحيفة أجنبية أو صادراً عن منظمة حقوقية عالمية يعتبرونه صحيحاً بنسبة مائة في المائة، فطالما أن تلك المطبوعة – أو الإذاعة أو الفضائية أو المنظمة – الأجنبية نشرت معلومة عن هذه البلاد أو تلك أو عن هذه المؤسسة أو ذاك الفرد فالأكيد أنها صحيحة وينبغي الأخذ بها في التو والحال بل واعتبارمن قالها مستحقاً للشكر والتقدير!

لكن وبسبب أن الكثيرين اكتشفوا أن جل الذي تنشره أو تبثه تلك الأجنبية غير دقيق وأن فئة أو جهة بعينها تستفيد منه وأنه يتسبب في الفتنة لذا قلت ثقتهم فيها حتى وصلوا اليوم إلى مرحلة صاروا فيها يقلبون المعلومة ويتفكرون فيها وفي مصدرها وغايتها قبل قبولها، بل صار الكثيرون يرفضون أغلب ما يصدر عن تلك الجهات ويعتبرونه كاذباً.

والحال نفسه فيما يخص الشخصيات السياسية والاقتصادية الأجنبية، فحتى وقت قريب كان يكفي أن يقول أحدهم شيئاً حتى يعتبره الجميع الصح الذي ما بعده صح، لكن بعد انكشاف بعضهم صار الكثيرون يتريثون ولا يأخذون بما يقوله أولئك الذين يشغلون حالياً أو كانوا يشغلون مناصب سياسية في الحكومات أو البرلمانات الأوروبية وأمريكا.

الحقيقة التي ينبغي الانتباه لها جيداً هي أن وسائل الإعلام الأجنبية تلك وأولئك الأشخاص إنما يبحثون عن مصالحهم أولاً وأنه لولا أنهم مستفيدون مما ينشرونه أو يبثونه ويصرحون به لما كلفوا أنفسهم ولصمتوا.

اللافت في أمر كل أولئك هو أن البعض ممن يطربه ما يقولونه ويرضيه ويقدّر أنه يصب في مصلحته ويخدم غاياته يسارع إلى إعادة نشر وبث ما وصله عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل، ما يؤكد أن ما يجري أمر مخطط له ومتفق عليه ودبر بليل.

إن ما يشاع بين الحين والحين من كلام فاقد القيمة عن شخصيات لها احترامها وتقديرها وبصماتها يصب في هذه الخانة.