يونهاب


في تقرير عن الأفغان الذين تم إجلاؤهم من بلادهم إلى كوريا الجنوبية بعد استيلاء طالبان على كابول، نقلت وكالة "يونهاب" عن اثنين منهم قلقهما العميق على أقاربهما الذين بقوا في أفغانستان.

ورصدت الوكالة الكورية الجنوبية أن البعض من هؤلاء الأفغان بدأوا "يخطون خطواتهم الأولى في المجتمع الكوري الجنوبي".

وأفادت بأن أفغانيا يدعى جوماني طيب، ويبلغ من العمر 32 عاما، وآخر باسم حسيمي نانغيالي، يبلغ من العمر 34 عاما، استهلا "حياتهما المستقلة في كوريا الجنوبية مع الحصول على وظيفة في شركة تصنيع بمدينة إنتشون على بعد 40 كيلومترا غرب سيئول، بعد مغادرة مقر إقامتهما المؤقت في مدينة يوسو الجنوبية الغربية".


وأبلغ الرجلان وكالة يونهاب أنهما "يحاولان التعود على الروتين اليومي مثل معرفة مواقع المطاعم الحلال بالقرب من المنزل، وكيفية الوصول إلى محال السوبر ماركت، وغيرها".

وكشف جوماني في مقابلة مع الوكالة "أنه كان مهددا بالانتقام من قبل حركة طالبان بسبب خبرته السابقة في العمل لصالح كوريا الجنوبية، حيث عمل معلما للغة الإنجليزية في مركز التدريب المهني الكوري الجنوبي في أفغانستان لمدة 3 سنوات ابتداء من عام 2012"، مشيرا إلى أن "مصيره سيكون الإعدام لو لم يتمكن من مغادرة بلاده إلى كوريا الجنوبية".

وصرّح هذا اللاجئ الأفغاني قائلا: "ما أفعله الآن صعب، لأنه يختلف عما كنت أفعله في أفغانستان، غير أنه من الجيد أن يكون لدي عمل"، وأضاف "أنني أريد أن أصبح زميلا جيدا في العمل وجارا جيدا في القرية، من خلال التكيف الجيد مع المجتمع الكوري".

وذكر جوماني أنه ينتظر خبرا سارا، حيث يتوقع أن تغادر زوجته وبناته الثلاث مقر الإقامة المؤقت في مدينة يوسو في نهاية الشهر الجاري، وينتقلن إلى مدينة إنتشون بالقرب منه، معربا عن سعادته "لكونه يستطيع أن يلم شمل أسرته مرة أخرى، وأنه يخطط للبحث عن روضة أطفال لابنته الكبرى البالغة من العمر 7 سنوات".

أما المتعاون الأفغاني الثاني حسيمي، وكان زميلا في العمل لجوماني في أفغانستان، ويعمل معه بنفس الشركة في كوريا الجنوبية، فقد صرّح بأنه "شعر بأنه يولد من جديد، لأن كوريا الجنوبية تختلف في كثير من المناحي عن وطنه من حيث الطقس والثقافة وأسلوب الحياة".

وفي معرض إجابتهما على السؤال عما إذا كانا يشعران بالقلق؟، قال جوماني وحسيمي إن شيئين يثيران قلقهما، "الأول هو العائلة في كوريا، والآخر هو العائلة المتبقية في أفغانستان".

وقال حسيمي بهذا الصدد: "فقدنا المنزل والوظيفة والأمل في أفغانستان، وأريد أن أجد المستقبل هنا مرة أخرى"، فيما ذكر جوماني أن "والديه وأصدقاءه لا يزالون في أفغانستان، وأنه يشعر بالقلق حيالهم في ظل وضع هناك يصعب فيه حتى الحصول على الطعام".

وفيما عبّر حسيمي عن امتنانه للمساعدة التي قدمتها له الحكومة الكورية الجنوبية حتى الآن، طالبها بالاعتناء بعائلته في أفغانستان.

وسبق للحكومة الكورية الجنوبية أن قامت في أغسطس العام الماضي بإجلاء 390 من المتعاونين الأفغان وأفراد أسرهم من أفغانستان، بصفتهم مساهمين خاصين، حيث تعرضوا لتهديدات من طالبان لتعاونهم مع "الحكومات الأجنبية".