قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن روسيا تواصل تعزيز تحشيداتها العسكرية على الحدود الأوكرانية، مبديا استعداد الناتو للرد على ذلك إذا اختارت روسيا المسار العسكري.

وقال ستولتنبرغ: "وجود الحلف في أوروبا الشرقية لا يترك مجالا للشك بشأن قدرته على الرد".



لكن ستولتنبرغ، أكد كذلك خلال مؤتمر صحفي، استعداد الحلف للحوار مع روسيا إذا اختارت ذلك.

ستولتنبرغ دعا موسكو لتقييم المقترحات الأمنية التي تم طرحها عليها وقال: "نحن مستعدون للجلوس مجددا للحوار" ثم تابع "مستعدون أيضا للرد إذا اختارت روسيا المسار العسكري".

وكشف أن روسيا تواصل تعزيز تحشيداتها العسكرية على الحدود الأوكرانية وفي بيلاروس، مشيرا إلى أن "الناتو جاهز تماما لنشر قوات الردع السريع عند الحاجة".

وقال إن قوة الناتو تتمثل في الوقوف سويا بناء على مبدأ أن الهجوم على أحد الحلفاء هو هجوم على الجميع، ثم استدرك قائلا: "أوكرانيا ليست عضوا في الناتو ولكنها شريك فاعل للحلف".

وشدد بالقول إن على الحلف أن يكون جاهزا لأشكال مختلفة من العدوان الروسي على أوكرانيا قد لا تشمل الهجوم العسكري.

وتحشد موسكو أكثر من مئة ألف عسكري على الحدود الأوكرانية منذ نهاية 2021، بحسب تقديرات الغربيين الذين يخشون هجوما روسيا وشيكا على أوكرانيا.

واشترطت موسكو من أجل خفض التوتر وقف توسيع الحلف الأطلسي ولا سيما بضمه أوكرانيا، وعودة الانتشار العسكري الغربي إلى حدود 1997.

ورفضت واشنطن في ردها الأربعاء فرض أي حظر على انضمام أوكرانيا إلى الحلف، لكنها عرضت على موسكو "مسارا دبلوماسيا" جاداَ" للخروج من الأزمة.

وتنفي موسكو التخطيط لغزو أوكرانيا وتعتبر نفسها مهددة بسبب توسع حلف شمال الأطلسي منذ 20 عاما والدعم الغربي المقدم لأوكرانيا.

وطالبت بإنهاء سياسة توسيع الحلف الأطلسي، وبعدم ضم أوكرانيا لعضويته، والعودة إلى ما كان عليه الانتشار العسكري الغربي عام 1997.

والجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية، إن الغرب تجاهل مطالب موسكو الأمنية من أجل خفض التوتر بين الجانبين حول مسألتي أوكرانيا والحلف الأطلسي، على ما أفاد الكرملين.

وشدد بوتين على أن روسيا تريد مواصلة العمل على تسوية النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا الجاري في شرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات.

وجاء في تقرير للكرملين حول مضمون المكالمة بين الرئيسين أن "أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية".

أصبحت أوكرانيا محور الاهتمام الجيوسياسي في الأسابيع الأخيرة، حيث أدى حشد روسيا نحو 100 ألف جندي على طول حدودها الشرقية وقائمة مطالب الكرملين الأمنية إلى تهديدات الغرب بفرض عقوبات ونشر حلف شمال الأطلسي (الناتو) قوات عسكرية.

وإلى جانب الحشد العسكري برا، تستعدّ البحرية الروسية لإجراء تدريبات قبالة السواحل الايرلندية، حسبما أعلن قطاع صيد السمك الايرلندي الخميس.

وكان الصيادون الايرلنديون يخشون من أن تمنعهم التدريبات المرتقب حصولها من الأول حتى الخامس من فبراير في المحيط الأطلسي على بعد نحو 200 كيلومترًا جنوب غرب الجزيرة، من مزاولة نشاطهم في المنطقة الواقعة في المياه الدولية ولكن ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لايرلندا.

وقال وزير الخارجية والدفاع الايرلندي سايمون كوفيني إن دبلن لا تتمتع بسلطة منع قيام التدريبات وإنه أعلم السفير بأن التدريبات الروسية "غير مرحّب بها".