قال مندوبون خليجيون لدى منظمةالبلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن من المرجح أن تبقي المنظمة على إنتاجها النفطي دون تغيير وتدافع عن حصتها في السوق هذا العام بعد توصل إيران لاتفاق نووي مع القوى الكبرى نظرا لأن العودة الكاملة للخام الإيراني إلى السوق لن تأتي سريعا.غير أن 2016 سيكون عاما صعبا على المنظمة حيث من المتوقع أن يتم فيه تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران بما يسمح لها بزيادة إنتاجها وصادراتها من النفط.صحيح أن إصرار طهران على استعادة وضعها كثاني أكبر منتج في أوبك بعد توصلها للاتفاق أمس الثلاثاء سيشعل منافسات جديدة داخل المنظمة إلا أن السعودية وحلفاءها الخليجيين في أوبك يراهنون على أن ارتفاع الطلب في العام المقبل قد يساعد السوق على امتصاص الكميات الإضافية.وتشك السعودية وحلفاؤها في أن عودة إيران ستفرض تحديا خطيراعلى حصتهم في السوق أو ستجبر أوبك على الاستجابة لطلب طهران بإفساحمجال لها في السوق، على الأقل في الوقت الحالي.وقال مندوب خليجي كبير لدى أوبك لرويترز "إذا تباطأ الإنتاج منخارج أوبك كالمتوقع وفي نفس الوقت واصل الطلب نموه في العام المقبلعلى افتراض عدم ارتفاع (إنتاج) العراق كثيرا وعدم عودة ليبيا فإنالسوق ستستوعب النفط الإيراني."وتتوقع أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط 1.34 مليون برميليوميا في 2016 من نمو قدره 1.28 مليون برميل يوميا هذا العام.وفرضت عقوبات غربية على إيران في 2012 بسبب برنامجها النوويأفقدتها إيرادات نفطية بمليارات الدولارات وحصتها السوقية في أوبك- والتي ذهب معظمها إلى السعودية خصمها السياسي الرئيسي في المنطقةوالعراق المجاور لها.وحذر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه منظمة أوبك في آخراجتماعاتها في يونيو حزيران من أن إنتاج بلاده من النفط قد يزيدبما يصل إلى مليون برميل يوميا في غضون ستة إلى سبعة أشهر من تخفيفالعقوبات.واتفق المندوب الخليجي الكبير مع مسؤولين آخرين بالمنظمة وبعضالمحللين في القول إن من المستبعد رفع العقوبات المفروضة على إيرانحتى 2016 وإن هدف إيران زيادة إنتاجها بواقع مليون برميل يوميا قدلا يتحقق قريبا.وقال كارستن فريتش محلل النفط لدى كومرتس بنك لمنتدى رويترزالنفطي العالمي إن من المستبعد أن تصدر إيران كميات إضافية تزيدعلى 500 ألف برميل يوميا.وأضاف "مليون برميل نفط إضافي يوميا من إيران ستغطي تقريباالزيادة المتوقعة في الطلب في 2016 وتمحو تأثير تباطؤ إنتاج النفطالأمريكي."وارتفع سعر مزيج برنت الخام فوق 58 دولارا للبرميل اليومالأربعاء.ولم يتضح بعد الوقت الذي سيستغرقه رفع العقوبات. ومن المستبعدجني كثير من الفوائد من رفع العقوبات حتى العام القادم نظرا للحاجةإلى التحقق من تنفيذ الاتفاق النووي.وقال مندوب خليجي آخر لدى أوبك "أسعار النفط ستهبط لكن يبقىالسؤال.. هل ستعود إيران إلى نفس طاقة الإنتاج التي كانت عليها قبلالعقوبات؟ أشك في ذلك."* معركة لحماية الحصة في السوقأجرت منظمة أوبك تعديلا تاريخيا في سياستها في نوفمبر تشرينالثاني -بقيادة السعودية وبدعم من حلفائها الخليجيين- برفضها خفضالإنتاج لدعم الأسعار في مسعى لحماية حصتها في السوق. وأكدتالمنظمة على هذه الاستراتيجية في اجتماعها في يونيو حزيران.ولن تجتمع أوبك مجددا حتى الرابع من ديسمبر كانون الأول. ويقولمندوبون لدى المنظمة إن من المستبعد أن تغير أوبك سياستها وتخفضإنتاجها إذ تفضل الانتظار حتى بعد ديسمبر كانون الأول لتقييم أثرتدفق النفط الإضافي الإيراني على السوق.وقال مندوب خليجي ثالث "لا خفض. ليس في هذا العام بالتأكيد"مضيفا أن من السابق لأوانه تقييم متى يمكن لإيران زيادة تدفقاتهاالنفطية.وتتطلع طهران لاستعادة حصتها في السوق والتي فقدتها بسببالعقوبات التي هبطت بصادراتها النفطية إلى مليون برميل يوميا فقطمن 2.5 مليون برميل يوميا في 2012.لكن من المرجح أن تواجه إيران منافسة شرسة على أسواقهاالآسيوية الرئيسية من أعضاء آخرين في أوبك مثل السعودية والكويتوالعراق.وقال فريتش "أعتقد أن هناك خطرا كبيرا لنشوب حرب أسعار. منالصعب تصور أن السعودية ستتخلى عن حصتها في السوق لخصمها اللدود."وقال مندوب خليجي رابع لدى أوبك "ستكون إيران أقوى في الدفاععن حصتها في السوق" متوقعا ألا تتجاوز الأسعار نطاق 50-60 دولاراللبرميل في العام القادم.