قال مواطنون إن التكنولوجيا اختصرت العيد في رسالة إلكترونية "عيدكم مبارك"، الأمر الذي أثر على صلة الرحم خلال الأعياد.
وأشاروا، في أحاديث لوكالة أنباء البحرين (بنا)، إلى ما كان يميز أيام العيد في أوقات ماضية، والبساطة التي كان يتحلى بها الاحتفال مما هو عليه اليوم، لجهة الملبس والمأكل والمشرب، والتعايد الذي كان أكثر ألفة ومودة وأقل كلفة، بينما باتت مظاهر الفرحة والبهجة والسرور عزيزة اليوم.
وأضافوا "رحم الله تلك الأيام.. ولت أيام عيد لول دون رجعة.. واختفت معها عادات ظن الكثيرون أنها باقية ما بقي الدهر.. أصبحنا نفتقد تلك الأيام وما يميزها".
وذكروا أنه حينما تذهب إلى جيرانك القريبين من دارك، تجد البيوت شبه مهجورة وأهل البيت ربما استغلوا الإجازة الطويلة، فمنهم من سافر إلى إحدى الدول المجاورة، وآخر استأجر له ولعائلته "شاليه" هرباً من الناس وعيال الفريج.
وقالت الحاجة دولة جمعة (75 عاماً) عن العادات السائدة قديماً: قبل حلول عيد الفطر تقوم النساء بتنظيف البيت، ويجتمعن لتفصيل ملابس العيد لكافة أفراد الأسرة، وبعض النساء يحضرن ملابس الرجال ليتم صبغها بأصباغ مشتقة من أعشاب أو فواكه، مثل قشور الرمان، فالرجل المتوسط الحال في ذلك الوقت كان يفصل لباسه مرة واحدة في العام ويلبسها في صبيحة يوم العيد، والمقتدر يخيط له أكثر من ثوب، كسوة للشتاء وأخرى للصيف.
وأضافت أن من العادات أيضاً قطف أوراق الحناء قبل شهر أو شهرين من قدوم العيد، ويتم تجفيف تلك الأوراق ثم سحقها ونخلها، وتبقى حتى ما قبل العيد بأسبوع، بعدها تعجن الحناء بمغلي الليمون المجفف، بعد ذلك تبدأ عملية النقش على كفي اليدين، ويعاد عليها على مدى يومين، حتى تصبح ذات لون أحمر قاتم.
وتقول السيدة حصة راشد (70 عاماً) إن الأطفال قديماً كانوا يتلقون من ذويهم وأقربائهم في صبيحة يوم العيد، النقود ويمنحونهم الحلوى، وكان الأطفال من الذكور يطوفون في الحي (الفريج)، من بدايته إلى آخره، لجمع العيدية من الأقارب والجيران، بينما البنات كن يخرجن لتحصيل العيدية من أعمامهن وأخوالهن فقط، وعندما يجمعون المال يهرولون إلى أماكن اللعب التي تنصب في يوم العيد، مثل المراجيح والمريحان أو الدرفانة، وتنظم ساحات لممارسة الرقصات الشعبية والألعاب التي يمارسها الأطفال وهم يرددون أغاني الفرح.
وذكرت أن الأهم في العادات القديمة، أداء صلاة العيد التي كانت تقام في الأماكن المفتوحة (المصلى)، مثل ما هو حاصل اليوم لكن في أماكن متواضعة وتوضع أسقف لحماية المصلين من حر الشمس، وبعد الصلاة يعود الجميع إلى المنازل لتبادل التهنئة بين الأهل، واستقبال المهنئين، وزيارة الوالدين، والأرحام، والجيران، وكانت هذه الزيارات من أهم الطقوس القديمة التي تلاشت اليوم، وأصبح البعض يستعمل وسائل الاتصالات الحديثة للتهنئة والمعايدة والنوم بعد صلاة العيد حتى العصر.
وقال الحاج محمد علي (56 عاماً) إن العيد يمضي الآن دون أن يطرق أحد الأبواب، ولو فكرت في الذهاب إلى جيرانك القريبين من دارك، تجد البيوت شبه مهجورة وأهل البيت ربما استغلوا الإجازة الطويلة، فمنهم من سافر إلى إحدى الدول المجاورة، وآخر استأجر له ولعائلته "شاليه" هرباً من الناس وعيال الفريج.
وأكد أن الرسائل النصية سببت الكثير وزادت من تباعد الأهل والأصدقاء وأراحتهم حسب ظنهم من زحمة الخروج بالشوارع، واكتفوا بإرسال رسائل في جملة واحدة تتكرر للجميع (عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير).
وتابع قائلاً لقد تحولت المعايدات بدلاً من الزيارات وتبادل القبل والتطيب برائحة العود والبخور وماء الورد، إلى التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ما أثر بطبيعة الحال على صلة الرحم، فيما كانت الزيارات شيئاً أساسياً ليس في العيد فقط بل طوال السنة، مضيفاً "فقدنا الكثير من الأشياء المتعلقة بالعادات والتقاليد، حتى المجالس وعاداتها تغيرت أيضاً، رغم أن الناس مازالت تحافظ عليها، والبعض لا يعيد في منزله بل يسافر، وكثير من الناس لا يعرفون جيرانهم المقربين".
وكان للشاب عبدالله السالم رأي مغاير، حيث يروى أن عيد اليوم أفضل من أعياد زمان، فمظاهر الاحتفال كثيرة ومتنوعة وترضي الصغار والكبار وتسعدهم، وهناك الحدائق والمتنزهات العامة والمجمعات التجارية ودور السينما والتلفزيون والحفلات والشاليهات، وهي أمور تناسب الشباب للتخييم والاستمتاع بأوقاتهم، وهناك الأماكن الترفيهية للصغار والكبار والكثير من المطاعم والسهرات لم تكن في أجندة أهالينا في تلك الأيام.
وأضاف أن الإحساس بطعم العيد يساوي نفس الفرحة والبهجة، الاحتفالات بكل مكان في البيت والشارع والأسواق الشعبية وتقام الحفلات المسرحية والغنائية ويقوم البعض بزيارة الدول المجاورة والتمتع بما يقدم فيها من برامج.