قال دايفيد بلوف، نائب الرئيس الأعلى للشؤون الاستراتيجية في شركة "أوبر" التي تقدم خدمات تأجير السيارات (التاكسي)، إن جميع السائقين التابعين للشركة، في دبي مرخصين من قبل هيئة الطرق والمواصلات، وأن الشركة تسعى لأن تكون مساهماً في تحقيق فكرة نموذج المدينة الذكية الذي تتبناه دبي على مستوى عالمي.
وأضاف بلوف في حديث مع قناة "العربية" أن فكرة تأسيس أوبر، جاءت بزيارة لمؤسسيها الى باريس عندما لم يستطيعا إيجاد سيارة أجرة حينها تمنى كلاهما لو كان بالإمكان حجز سيارة أجرة عبر الهاتف الجوال. وهكذا عاد الاثنان الى كاليفورنيا وبدآ بتنفيذ الفكرة. وقد بدأت الشركة أعمالها أولا بتوفير الخدمة للأصدقاء ومن ثم راحت تتوسع.
وعلى صعيد دولي أثارت الشركة وبعض خدماتها المستحدثة في بعض الدول ضجة واعتراضات من خدمات تأجير السيارات التقليدية، الذين وجدوا أنفسهم أمام منافسة من نوع، مختلف.
واستحدثت الشركة خدمة تسجيل سيارات خاصة عبر الانترنت لتقوم بخدمة الناس بالتاكسي، فيمكن لمواطن أن يسجل سيارته الخاصة في موقع الشركة، ويقوم بتلقي الطلب وتوصيل الزبائن، وهو ما رأت فيه سلطات بعض الدول بأنه، غير مقبول تنظيمياً.

قصة التأسيس

ولم يتوقع المؤسسان أن تكبر "أوبر" بهذا الشكل. لكن ما كان واضحا منذ البداية هو وجود حاجة ملحة لمثل هذه الخدمة - فهناك كثيرون لا يعيشون قرب خطوط النقل العام أو يقيمون في مناطق لا تصلها سيارات الأجرة بشكل دائم بحسب ما يقول بلوف. وإذا توفر خيار لوسيلة نقل اقتصادية وآمنة ويمكن الاعتماد عليها فحتما سيختارها العميل. واليوم تعمل أوبر في أكثر من 300 مدينة وأكثر من 55 دولة.
وما تقدمه "أوبر" ومنافسيها هي طريقة تنقل جديدة من خلال الهاتف الجوال الذي بدوره أصبح أساسيا للجميع - فنقوم بالحصول على المعلومات وبإجراء المعاملات المصرفية وحتى الدراسة من خلال الهاتف الجوال فلما لا يحجز سيارة الأجرة؟
وفي بعض الدول خدمات "أوبر" أكثر تكلفة من شركات الأجرة التقليدية وفي دول أخرى أرخص. الأمر يختلف من دولة لأخرى. كما لدى الشركة مجموعة كبرى من المنتجات التي تستهدف ميزانيات مختلفة. فلدينا السيارات الفاخرة مثل BMW وMERCEDES، ولديها خدمات بأسعار أقل.
وبحسب بلوف، فإن ما يقوله الجميع هو أن المنافسة جيدة - وهذا فعلا صحيح لأن المنافسة تدفع الشركة للتفكير بذكاء وللعمل بجهد أكبر للابتكار. لكن على الرغم من أنه لدينا منافسون في عدد كبير من الدول حول العالم - لكننا الشركة الوحيدة التي لديها تواجد عالمي في أسواق كثيرة. ونحن نتعلم مما يحصل في كل دولة إن كان في الرياض أو دبي أو لندن أو سان فرانسيسكو أوكيب تاون.
وتوفر الشركة أكثر من مليون رحلة يو ميا وفي بعض الأحياء أكثر من مليوني رحلة يوميا فنتعلم الكثير، كما يقول بلوف.
ويجب أن نواصل الابتكار والارتقاء بالمعايير لتقديم الخدمة الأفضل. على سبيل المثال 40 % ممن يستخدمون خدماتنا هنا في دبي هم سائحون بحسب ما يقول. وفي مدينة تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث عدد السياح كنسبة من كعكة أعمالنا - فهذا ملفت إذ يعلم الزوار أنه مع "أوبر" سيحصلون على نفس مستوى الخدمة أينما كانوا.
ويرى بلوف أن من أبرز التحديات تعريف العالم بشركة "أوبر" وما تقوم به. فلا ننسى أن الشركة عمرها أقل من خمسة أعوام وبالتالي هناك ناس كثر لم يسمعوا عنها بعد حتى في مسقط رأسها في سان فرانسيسكو. كما علينا تعريف السائقين بالشركة لأنها فرصة لكثيرين لجني دخل إضافي. في دول كثيرة هناك بنية تحتية متوفرة للتنقل بالإضافة الى تشريعات قائمة، فنحن نسعى لعقد شراكات مع الحكومات لمعالجة تحديات كثيرة قد تواجهها مثل ازدحام الطرقات وخلق الوظائف والتخفيف من الانبعاثات الكاربونية وتأمين وسائل التنقل الآمنة.

المدن الذكية

وعن نشاط الشركة بدبي، يقول بلوفي: أعتقد أننا قد نكون شريكا مميزا لدبي فهي مدينة تعتمد الابتكار ومهتمة بتطوير التكنولوجيا وتنمو ولديها القدرة على تصور حاجاتها المستقبلية فيما يتعلق بطرق التنقل وكيف نعالج النقص. والحاجات في دبي ضخمة خاصة مع استضافتها للأكسبو.
كما أن "أوبر" شركة تكنولوجيا فنتعلم كثيرا من كيفية التنقل على الطرقات في المدن، هذه بيانات مهمة عن أنماط الازدحام على الطرقات والسرعة على الطرق التي يمكن أن تساعد في وضع مخطط أفضل. مشاركة عدد من الناس لسيارات واحدة من طرق تخفيف الازدحام ونعتقد أنه يمكننا أن نكون شريكا مهما لدبي التي في طريقها لأن تصبح مدينة ذكية يمكن التمثل بها.