أكدت فعاليات اقتصادية وسياسية ودينية وأهلية وشوريون على أن استمرار إيران في التدخل بالشؤون البحرينية أمر "مرفوض جملة وتفصيلا" مشددين على ضرورة أن تعي إيران أن مملكة البحرين هي مملكة ذات سيادة مستقلة منذ زمن بعيد، وأن استمرار التدخل في شؤون دول الجوار لا يحقق السلام والأمان المنشود.
وأشار عضو مجلس الشورى جمال محمد فخرو على رفض التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين لافتا إلى أن إيران لاتملك أي وصاية على مملكة البحرين.
وقال:" نحن في بلد ذو سيادة مستقلة، تحكمنا القوانين والتشريعات والدستور، ومن يود التقاضي فليلجأ لساحة القضاء. إن تصريح وزير الداخلية يأتي في وقت مناسب، ولكن من واجبنا كمواطنين أن نطالب إيران بالكف عن التدخل في شؤوننا. وللأسف فإن إيران لم تبدأ اليوم ولن تهدأ اليوم عن التدخل، متناسية أن شعب البحرين قال كلمته في استفتاء عام 1970 الذي أكد فيه شعب البحرين على عروبته، وأعاد الشعب البحريني توحيد كلمته عندما صوت على ميثاق العمل الوطني، وكذلك في التصويت على الدستور. واليوم واجبنا جميعا كبحرينيين أن نقف أمام أي تهديدات ونرفضها بوضوح لمنع أي تبعات سلبية مستقبلية".
من جانبه، نوه نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين عثمان شريف بأن اليوم لامجال للسكوت عما يحصل.
وقال:" لقد شهدنا على مدى سنوات طويلة تناقض الموقف الإيراني في تعاملة مع دول الجوار، ومملكة البحرين هي إحدى دول الجوار التي لم تلتزم إيران بحق الجوار في تعاملها معها. فقد استمر التدخل في الشؤون المحلية والداخلية بشكل يتنافى والأعراف الدولية المتبعة في جميع أنحاء العالم. لابد من احترام حق الجوار فنحن نعيش ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ونمتاز بعلاقاتنا الجيدة مع الجميع وتربطنا علاقات جيدة مع الكثير من الدول ومن بينها إيران، فلابد من أن نقابل بالمثل بدلا من استمرار التدخل في الشؤون الداخلية، الأمر الذي لايخدم السلم الأهلي وله انعكاسات سلبية على العلاقات الثنائية بين الجانبين. ولايخفى على أحد أننا أمام تحديات إقليمية ودولية كبيرة، وهذه التصرفات من الممكن لها أن تسبب المزيد من التوتر".
وأوضح خطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر بأن تصريح وزير الداخلية كان واضحا من الرجل الأول للأمن في البحرين خاصة وأنه متابع لقضايا الإرهاب والتطرف.
وقال:" تصريح وزير الداخلية جاء بهدف حماية المجتمع من مغبة "ازدواجية الولاء" التي تلقي بظلالها على تاريخ طويل إلى ماقبل عام 2003، حينها بدأت المنطقة بالدخول في دوامة مايعرف بالشرق الأوسط الكبير، وتعرضت لمحاولات تغيير الهوية. إن خطورة "ازدواجية الولاء" تكمن عندما يتم استغلالها من خلال الطرح الديني، وللأسف فإن الكثيرين يرفعون شعار الولاء للوطن وما إن تتحرك شعارات الولي الفقية وتنظيم داعش وغيرها تتغير المعادلة. هناك دور كبير يقع على عاتق المؤسسات الدينية والقائمين على المساجد والجوامع والمآتم وكل من يقوم بإلقاء الخطاب الديني في تعزيز الهوية الوطنية ونبذ كل مامن شأنه تشتيت اللحمة الوطنية. وشعب البحرين اليوم أكبر من أن ينجرف وراء التدخلات الإيرانية، لاسيما وأننا في المجتمع قد اختبرنا أحداث 2011 والتي تجاوزناها بعد أن استوعب المجتمع البحريني بكل أطيافه المؤامرة التي تحاك ضده من قبل إيران".
ومن جهته، أكد عضو مجلس الشورى د. محمد علي الخزاعي على أن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، لافتا إلى أن واجبنا كمسؤولين ومواطنين أن نرفض هذه الممارسات بشكل واضح.
وقال:" إن استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية سلوك يتعارض مع أبسط القوانين والمواثيق الدولية. مملكة البحرين أثبتت بأنها دولة مسالمة لاتتدخل في الشؤون الداخلية للدول خاصة دول الجوار، وبالتالي فإننا نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية. لقد أتى بيان وزير الداخلية بشكل صريح رافضا تدخل إيران في الشؤون المحلية ومشددا بأن عليها احترام حق الجوار".
وأشار رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس الشورى فؤاد أحمد الحاجي إلى أن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين هو تدخل سافر ويتناقض مع أهم بنود جمعية البرلمانات الآسيوية التي تضم حوالي 30 دولة ومقرها في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال:" على كل مواطن بحريني النأي ببلاده ووطنه عن التدخلات الأجنبية في شؤوننا الداخلية، وماتفعله إيران من تدخل مستمر في الشؤون الداخلية للبحرين هو سلوك غير صحيح، فمملكة البحرين هي بلد عربي مسلم مستقل، وندير أمورنا من خلال مؤسسات وقانون يأتي على رأسها صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى".
وأضاف:" نرفض استمرار التدخل في شؤوننا الداخلية وإن كان من دولة جارة. ونحن كأعضاء مجلس الشورى أعضاء في جمعية البرلمانات الآسيوية التي تتضمن من أهم بنودها رفض التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة في حين أننا نشجع ونحث على التبادل الثقافي والتعاون في المجالات الثقافية والاقتصادية وغيرها من المجالات، ومقر الجمعية بطهران، الأمر الذي يعكس التناقض الذي تعيشه إيران".
وأردف بقوله:" ستظل مملكة البحرين محفوظة من كل شر بتكاتف شعبها ورقيه وتمسكهم بوطنهم والتفافهم حول القيادة الرشيدة. وبإذن الله تعالى سنظل شعبا واحدا ولاءه وإخلاصه لهذا الوطن الغالي".
وثمن رئيس الجمعية البحرينية للتسامح والتعايش بين الأديان يوسف بوزبون تصريح وزير الداخلية الذي يعبر عن مكنون كل مواطن بحريني مخلص لهذا الوطن.
وقال:" لقد كان تصريح وزير الداخلية واضحا وصريحا إلى أبعد الحدود، بيَن ما تمارسه إيران منذ زمن ضمن تدخلاتها المستمرة في الشأن البحريني الداخلي هادفة بذلك زعزعة الأمن والاستقرار الذي يمتاز به المجتمع البحريني على مدى الأزمان. ونحن من واجبنا أن نؤكد على رفضنا للتدخلات الإيرانية جملة وتفصيلا لاسيما وأننا في دولة مؤسسات وقانون وتحت ظل قيادتنا الرشيدة نعيش في بلد ذو سيادة ولن نرتضي من أي جهة التدخل في الشأن المحلي ومحاولة زعزعة الأمن والسلم الداخلي".