أكد فنانون ونقاد ومخرجون وإعلاميون أن إيران تصدر خطابات الكراهية إلى البحرين، مطالبين بضرورة الحزم في التعامل مع تدخلات طهران في الشؤون الداخلية للبحرين، وتبني مسيرة وطنية كبرى ترفع شعار لا للتدخلات الإيرانية، واتخاذ وزارة الداخلية قراراً صارماً تجاه كل من أساء للوطن.
ودانوا، في أحاديث لوكالة أنباء البحرين (بنا)، التدخلات الإيرانية الأخيرة في الشأن البحريني، واصفين إياها بـ«المقيتة والمشينة»، واعتبروا أنها دليل إضافي على ما يمكن أن تقدم عليه إيران في الفترة المقبلة إذا ما تم السكوت عن سلوكياتها وممارساتها المستفزة التي تتجاوز الحدود وتهدد أمن الأوطان وتقوض من استقرار الشعوب.
وشددوا على أن شعب البحرين سيكون يداً واحدة في مواجهة ادعاءات طهران الكاذبة، معتبرين أن ردود الفعل الحالية تجاه تجاوزات إيران ورغم قوتها ليست كافية.
وطالبوا وزراء خارجية دول التعاون الخليجي باتخاذ القرار السليم ناحية إيران حتى تتوقف عن ممارساتها، مشيرين إلى ضرورة أن تمضي البحرين قدماً على نهج التواصل والتآخي والترابط حتى يمكن القضاء على الطائفية والتطرف.
وقال الفنان والناقد يوسف الحمدان لا بد من «تبني مسيرة وطنية كبرى ترفع شعار لا للتدخلات الإيرانية في شؤوننا، كما نتمنى على وزارة الداخلية اتخاذ قرار صارم تجاه كل من أساء للوطن، ودعوة وزراء داخلية دول التعاون لحسم أمر هذا التدخلات، وتخصيص صفحات خاصة بالشأن الأمني في صحفنا المحلية، وتكثيف البرامج التحليلية في الشأن الأمني الخليجي على الصعيد الإعلامي، المسموع والمرئي». وذكر المخرج نضال العطاوي أن إيران «لا تقبل بتدخل الآخرين في سياسة القمع التي تتبعها مع شعبها، وبالمقابل تنتقد وتفتري كذباً على مملكتنا التي هي بحال أفضل بكثير من حال الشعب الإيراني، وحري بها أن تهتم بشؤونها الداخلية بدلاً من مضيعة الوقت في البحث عن كذبات جديدة».
واتفق معهما الفنان عبدالله سويد، الذي أكد أن «سياسة إيران التوسعية جلية، وتدخلاتها في شؤون الدول الأخرى، وخصوصاً البحرين، واضحة للعيان، وتجاوزت الحد»، مشيراً إلى أن «البحرين ترفض هذه التدخلات التي تعكس سياسة حب السيطرة والتوسع»، وقال «آن الأوان لكي نضع حداً لهذا الأمر وأعتقد أن ولاة الأمر ردوا على هذه المسألة بحزم ونحن معهم قلباً وقالباً ولن نحيد عن النهج الذي رسموه لرفعة وسيادة مملكتنا الكريمة».
وأشار الفنان عبدالله ملك إلى «أن ردود الفعل الحالية تجاه تجاوزات إيران ورغم قوتها ليست كافية»، لافتاً إلى أن توجهات إيران وأطماعها «يجب أن نقف لها بالمرصاد، فنحن بلد عربي ومسلم وكل الطوائف والديانات يجب أن تعيش مع بعضها في وئام وسلام ومحبة دون تمييز».
ووصف الكاتب عيسى الحمر التدخلات الإيرانية بـ«المستمرة وليست وليدة اليوم وهي جزء من استراتيجيتها في التوسع والرغبة في السيطرة على منطقة الخليج»، وأكد «إننا وأبناؤنا وكل ما نملك سيكون في مقدمة المدافعين عن تراب هذا الوطن، وعلى الجميع إظهار حقيقة ولائه لتراب هذا الوطن».
وهو ما عبر عنه الفنان فهد مندي أيضاً حين قال إن التصريحات الإيرانية الأخيرة تدل على استمرار سياستها في التدخل في شؤون البحرين، مؤكداً أن «شعب البحرين سيكون يداً بيد في وجه هذه الادعاءات الكاذبة»، الأمر الذي اتفق معه فيه الفنان والإعلامي عماد عبدالله الذي أشار إلى أن «البحرين عائلة واحدة»، موضحاً أن من يرضى بمثل هذا التدخل الإيراني فقد وافق ضمنياً بأن ينفصل عن هذه العائلة الوطنية المتماسكة».
وناشد الفنان محمد عبدالرحيم من أسماهم بـ«العقلاء في الدولة الإيرانية بكف نوايا النفوس المسيئة لعلاقات البحرين التاريخية، وذلك لإبعاد المنطقة عن أية توترات لا تحمد عقباها». وأبدت الفنانة شفيقة يوسف «أسفها من أن تصدر مثل هذه التدخلات من دولة جارة ومسلمة من المفترض أن تكون عوناً وليست عدواً للدول المجاورة»، مطالبة إيران بأن «تهتم بشؤون مواطنيها ورفعتهم وبحل مشاكلها الداخلية والدولية».
وأكدت «ثقتها المطلقة في القيادة الرشيدة التي لن تألو جهداً في حماية أمن البحرين ومواطنيها ومقيميها»، مشيدة بكلمة معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية التي «كان لها صدى رائع في طمأنة المواطنين وأثلجت الصدور ووضعت النقاط على الحروف».
من جهتها، طالبت الإعلامية هيا القاسم إيران بأن تحترم سيادة الدول المجاورة واستقلاليتها، معتبرة أن النظام هناك بات يمثل «مصدر قلق حقيقي للدول المجاورة ومنها البحرين».
وأضافت «علينا أن نختار الموقف السليم الذي ينجينا من خبث تلك التدخلات وإن لم يتم مواجهتها بحزم ووضع حد لها لن تكون الأخيرة». وفي الوقت الذي عبرت فيه الفنانة في الشرقاوي عن «أملها في أن يعي النظام الإيراني حتمية التعاون والانسجام مع دول المنطقة بما يخدم ديننا وأوطاننا ومستقبل أبنائنا»، فإن الفنان حمد بوقيس أشار إلى أن البحرينيين لن يسمحوا لإيران بأن تمس المملكة بسوء، قائلاً «أنا من المواطنين الغيورين على بلادهم وولائي وانتمائي لملكها ورئيس وزرائها وولي عهدها، ونفدي البحرين بأرواحنا». وطالب الإعلامي فواز العبدالله بموقف جاد وموحد من كافة الدول العربية والإسلامية لمجابهة مثل هذه التدخلات الإيرانية «الرعناء»، مشدداً على ضرورة «تكاتف الشعوب، وخاصة الشعب البحريني، والمحافظة على نسيجه الاجتماعي المترابط منذ قديم الأزل، وعدم الالتفات إلى خطابات الكراهية المستوردة من الخارج، وخاصة من إيران».
وبينما دعت الفنانة والإعلامية سناء يونس وزراء خارجية دول التعاون الخليجي بـ«اتخاذ القرار السليم ناحية إيران حتى تتوقف عن ممارساتها»، أشار الملحن عارف عامر إلى ضرورة أن «تمضي البحرين قدماً على نهج التواصل والتآخي والترابط حتى يمكن القضاء على الطائفية والتطرف»، مبيناً «أن البحرين ستظل كما عهدها الجميع بلد الأمن والأمان
ولن نسمح لأي جهة خارجية أو منبر متطرف بزرع الفتن بين هذا الشعب الطيب».