أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عبدالله بن حويل على استنكار مجلس النواب بالتصريحات الأخيرة التي تطرقت للشؤون الداخلية لمملكة البحرين، مطالبا وزارة الخارجية بالتحرك لرفع الأمر إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وسحب السفير البحريني من العاصمة الإيرانية طهران.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته لجنة الشؤون الخارجية ظهر اليوم بمجلس النواب ، حيث قال:" لقد حرصت البحرين منذ زمن على تطوير العلاقات الثنائية مع إيران، كما أن كجلس النواب قد دأب على إرسال الوفود إلى مجلس الشورى الإيراني من منطق التعاون المشترك، إلا أن مجلس الشورى الإيراني قد أصدر بيانات فيها إساءة لمملكة البحرين. لدينا سفير في العاصمة الإيرانية طهران منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولاتزال خطوط الطيران والرحلات الجوية مفتوحة بين البحرين وإيران، وأيدينا ممدودة للتعاون مع إيران ولكن البيانات الصحفية والقنوات الإعلامية استمرت في الإساءة لمملكتنا الغالية. ونطالب وزارة الخارجية بإرسال رسالة احتجاجية إلى الأمم المتحدة لتوضيح التصريحات الأخيرة والسابقة الصادرة من المسؤولين الإيرانيين".
وفي رده على سؤال وكالة أنباء البحرين عن إجراءات مطالبة وزارة الخارجية بتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة، أجاب النائب عبدالله بن حويل :" هناك تعاون بين مجلس النواب ووزارة الخارجية وبيننا تنسيق مستمر، وبخصوص ماصدر من تصريحات أخيرة فسنقوم خلال الأيام القادمة برفع خطاب إلى وزارة الخارجية والتنسيق فيما يتعلق بذلك.
من جانبه، أوضح النائب جمال بوحسن بأن مجلس النواب يرفض التدخل في الشؤون الداخلية سواء كانت موجهة ضد البحرين أو غيرها من الدول.
وقال:" نطالب الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية ووزارة العدل باتخاذ الإجراءات الصارمة لردع مزدوجي الولاء الذين خانوا أمانة وشرف الوطنية وخانوا أهلهم ومجتمعهم، واتخاذ الإجراءات الرادعة لهم هو مطلب شعبي وكطلب وطني".
وعن موقف مجلس النواب من التصريحات العراقية الأخيرة ذد المملكة العربية السعودية، أوضح بوحسن بأن:" التصريحات الصادرة من نوري المالكي ضد المملكة العربية السعودية هي تصريحات مردود عليها ومرفوضة ونحن كأعضاء مجلس النواب نقف مع المملكة العربية السعودية ونرفض هذه التصريحات التي تعبر عن التدخل السافر في الشأن الداخلي للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية. لايحق لأي مسؤول التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة ويجب على المالكي احترام حسن الجوار لاسيما وأن العراق دولة عربية تجمعنا وإياها منظومة جامعة الدول العربية، وبالتالي تعتبر التصريحات انتهاكا واضحا لميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة وكذلك ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي ونعتبر هذه التصريحات غير مسؤولة وتسيء للعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية".
وقد عقدت لجنة الشؤون الخارجية و الدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب اليوم السبت الموافق 25 يوليو 2015 م اجتماع ومؤتمر صحفي بشأن التدخلات الايرانية في شؤون مملكة البحرين ،وأصدرت بيان جاء فيه :
يستنكر مجلس النواب ويندد بأقوى الألفاظ التصريحات الاخيرة التي أطلقها كبار مسئولي النظام الايراني تجاه البحرين وشعبها، والتي تمثل انتهاكا صارخا للأعراف السياسية والدبلوماسية، وتدخلا بالشئون الداخلية، وتعديا على ثوابت الوحدة والصف الوطني.
وانطلاقاً من واجبنا الوطني ومسئوليتنا النيابية، وتأكيداً لوحدتنا الوطنية، وحماية لمشروعنا الإصلاحي ومسيرتنا الديمقراطية، وتعزيزا لانتمائنا الأصيل لهذه الأرض الخليجية العربية الإسلامية؛ نعلن عن استنكارنا البالغ ورفضنا القاطع للتدخلات الإيرانية السافرة، المتكررة، في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، الأمر الذي يعد تعديا سافرا على السيادة الوطنية، وخرقاً لمبادئ الأمم المتحدة، وكافة الأعراف والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وتتنافى مع مبدأ احترام علاقات حسن الجوار، واستقلالية مملكة البحرين، وتتعارض مع كل المبادئ والقيم الإنسانية والحضارية والدولية والإسلامية.
إننا وإذ نرفض التصريحات الإيرانية المعادية لمملكة البحرين، والحملات الإعلامية المضللة والمستمرة، ودعم العمليات الإرهابية من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتدريب العناصر الإرهابية، وإيواء المجرمين الفارين من وجه العدالة، فإننا نؤكد بأن مملكة البحرين، قيادة وشعبا، قادرة على التصدي لكافة الأعمال والممارسات والتجاوزات، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبتلاحم الشعب الوفي، ووقفته الوطنية والولاء الخالص، وبقوة العزيمة والإرادة والتضحية، وبانتمائنا للمنظومة الخليجية والأمة العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي الذي يحارب الأعمال الإرهابية ومن يدعمها ويقف وراءها ويحرض عليها.
ونطالب قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالإسراع في إعلان "الإتحاد الخليجي"، الذي أصبح مطلبا استراتيجيا في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، والتهديدات المستمرة من النظام الإيراني، كما ونطالب الحكومة الموقرة باتخاذ إجراءاتها الدبلوماسية الرادعة، من خلال سحب السفير البحريني من طهران، في ظل التصعيد السافر الصادر من أعلى سلطة في النظام الإيراني، والذي يؤكد أن هذا النظام العدائي لا يزال مواصلا في تهديده لسيادة مملكة البحرين، وإشعال الفتنة بين مكونات المجتمع، والإضرار بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، وعليه ندعو الحكومة الموقرة للتحرك بتقديم شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد التدخلات الايرانية المتكررة والمستمرة في الشأن البحريني، كما ونطالب بعقد قمة عربية طارئة بجامعة الدول العربية لبحث التصريحات الخطيرة والعدائية ضد مملكة البحرين خاصة والدول العربية عامة.
ونؤكد بأن تلك التصريحات العدائية لن تزيد الشعب البحريني إلا إصراراً وتماسكا، والوقوف صفاً واحداً في وجه من يحاول إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، كما ونؤكد دعمنا لتصريح معالي وزير الداخلية، والذي ترجمه الشعب البحريني بكافة قطاعاته وفئاته ومؤسساته وأفراده، للالتفاف حول القيادة الرشيدة، والدفاع عن منجزات ومقدرات الوطن.. ولتظل البحرين أولا.. والبحرين أملا.. والبحرين وطنا للجميع.
حفظ الله مملكة البحرين من كل سوء وشر، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار .... رئيس وأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب.