أكدت وزارة التربية والتعليم إعداد المعلمين وفق أحدث ما توصل إليه العلم التربوي، وإعطاء مساحة كبيرة للتدريب العملي باعتباره من أولويات كلية البحرين للمعلمين عند إعداد طلبتها مهنياً، مبيّنة أن هناك معايير لاختيار المدارس المتميزة في إعداد المعلمين. وكرّمت كلية البحرين للمعلمين 21 مدرسة متميزة في الإعداد الميداني للطلبة المعلمين وذلك بتقديم الدروع لهم تقديراً لجهودهم في توفير البيئة المناسبة والمعلمين المتعاونين المشرفين على طلبة الكلية ميدانياً، الأمر الذي يسهم في تحقيق جودة الإعداد الميداني للمعلمين قبل الخدمة. وقالت رئيس قسم التربية العملية بوزارة التربية والتعليم الشيخة منيرة آل خليفة إنه تم تشكيل لجنة من المشاركين في التدريب الميداني لطلبة كلية البحرين للمعلمين ووضعت اللجنة معايير لاختيار المدارس المتميزة في إعداد المعلمين وهي أن تتجاوب المدرسة وتسخر إمكانياتها لمتطلبات التدريب العملي لطلبة الكلية، وأن تشرك المدرسة طلبة الكلية في كل الفعاليات والأنشطة المدرسية بما يحقق لهم الاطلاع والتدريب على المهام التي يؤديها المعلم، وأن توفر المدرسة معلماً متعاوناً لديه الخبرة والدراسة، ليكون مسؤولاً عن طلبة الكلية أثناء فترة التدريب العملي بالمدرسة بحسب برنامج الإعداد الميدانية المرسلة من الكلية إلى المدارس. وأضافت “وأن تتابع المدرسة طلبة الكلية متابعة حثيثة من حيث المهام المكلفين بها من قبل الكلية وإرسال تقارير بذلك إلى إدارة الكلية، وأن تقدم المدرسة الدعم المعنوي والرعاية الأبوية لطلبة الكلية أثناء فترة التدريب العملي، وأن تتعاون مع مشرف الكلية والمنسق الأكاديمي للتدريب العملي في تنفيذ برنامج التدريب العملي لطلبة الكلية بالمدارس. من جهة أخرى، بيَّن المنسق الأكاديمي الدكتور محمود الناصف أن وزارة التربية والتعليم سعت إلى إعداد المعلمين وفق أحدث ما توصل إليه العلم التربوي، من خلال برامج المعهد السنغافوري، والتي يتم تطبيقها بكلية البحرين للمعلمين مع تكيفها لتساير البيئة المحلية، وأشار إلى أن الجديد في برنامج التدريب العملي الذي تطبقه كلية البحرين للمعلمين هو أن التدريب العملي لطلبة الكلية يبدأ من اليوم الأول لالتحاق الطالب بالكلية حتى يتعرف على البيئة ويحدد قدرته في الاستمرار أو تغير مساره الأكاديمي، كما أن التدريب يستمر في كل سنة دراسية من سنوات الدراسة بالكلية – حيث يتم في كل سنة إلحاق طلبة الكلية بالمدارس لمدة تتراوح ما بين 25 – 30 يوماً، أما السنة الرابعة يتم إلحاق الطلبة لمدة ثلاثة أشهر ليتم صقل الطلبة وإعدادهم بصفة نهائية لتولى مهام المعلم، فالجديد في برنامج التدريب العملي بالكلية هو إعطاء مساحة كبيرة للتدريب العملي، واعتباره من أولويات الكلية عند إعداد طلبتها مهنياً. وأشاد عميد الكلية البروفيسور أيان هسلم بمدى تعاون المدارس مع الكلية وبأفكار بعض مديريها بعد سؤاله لهم ما الفرق بين التدريب العملي الحالي لطلبة كلية المعلمين، والتدريب العملي السابق لإنشاء كلية البحرين للمعلمين، الذين كان جوابهم أن التدريب العملي الحالي ركز على الاستراتيجيات التربوية الحديثة التي يستخدمها طلبة الكلية، وأن الإعداد الحالي لطلبة الكلية ركز على أساليب التفكير والإبداع عند أداء مهام المعلم، وأن جودة الإعداد للمعلم رفعت من دافعتيهم نحو العمل وإبداء الآراء والأفكار. من جهتها، أكدت العميد المشارك الدكتورة هنادا طه أن الاستراتيجية الحديثة التي تتبعها كلية البحرين للمعلمين في إعداد المعلمين بالمدارس تعتمد على الربط الدائم بين النظرية (ما يتم تدريسه بالكلية) والتطبيق (التدريب العملي بالمدارس) لإعداد معلم ملم بالنظريات التربوية الحديثة وفي نفس الوقت تدريبه على استخدام هذه النظريات في الميدان أي المدارس. وقالت: الدكتورة هنادا طه “إضافة إلى ذلك تعتمد الكلية في تخريج معلم مفكر، بمعنى تدريب طلبة الكلية على التفكر والتأمل في كل ما يلاحظه أثناء التدريب العملي والخروج بإفكار ورؤى حتى يكون قادراً على الإمساك بزمام التطوير التربوي. لذا نعتقد أن طلبة الكلية هم بإذن الله قادة التغيير في الحقل التربوي”.