أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء "أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قدمت لشعوبها ولأوطانها الكثير من الخدمات والأمور المعيشية ما لم تقدمه الدول الكبرى، وهذا الأمر نابع من سياسة قادة دول المجلس ومتابعتهم لكل الأمور المتعلقة بمصلحة بلدانهم".

جاء ذلك لدى استقبال سموه عددا من أفراد العائلة المالكة و من كبار المسؤولين، مشددا سموه على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التنموية التي تحققت في بلدان المنطقة وعدم الانشغال ببعضنا البعض داخلياً والتصدي للمخططات التي تحاك ضد دولنا، والتي تهدف الى تدمير ما بنيناه وحققناه من منجزات.

وقال سموه "علينا ان ندين جميع التدخلات الخارجية التي تحاول ان تتدخل في شؤون دول الخليج، ويتوجب علينا ان لا ننشغل الا بالأمور التي تهم مصلحتنا، وان نكون على موقف ثابت وواضح وصريح دون مجاملة او مراوغة، وذلك من خلال السعي إلى الحفاظ على أمننا واستقرارنا مهما كانت النتائج".

وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قد استقبل صباح اليوم في قصر القضيبية عدداً من افراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين ورجال الصحافة والاعلام ورجال الاعمال، حيث بحث معهم سموه عدداً من القضايا المحلية والإقليمية والدولية.

وخلال اللقاء أكد سمو رئيس الوزراء "أن دول منطقة الخليج عليها أن تنظر الى ما هو أبعد من أي تصريحات مسيئة، وأن تبحث عن الدوافع والاهداف ومن يقف خلفها"، مشدداً على ضرورة ان تتخذ دول المنطقة قرارا موحدا تجاه مختلف القضايا التي تهدد أمنها واستقرارها، لاسيما في ظل ما أظهرته التطورات السياسية التي حدثت مؤخراً من تحركات واتفاقيات تحتاج الى متابعة وتحليل دقيقين.

وشددّ صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على ان حفظ الأمن والاستقرار هو العمل الأول الذي تعمل عليه الحكومة، ولن تحيد عن هذا التوجه وستظل تعمل عليه، وعلينا ان نطبق القانون على كل من يخالف القانون من اجل مصلحة وطننا.

وأكد سموه أن البحرين قادرة على حفظ أمن واستقرار شعبها، وقال سموه "إن بلدنا عزيزة، وستظل قوية بإذن الله، ولا تهتم بمن يحاول ان يزعزع امنها او يستغل الانفتاح الذي تعيشه، ونحن قادرون على صد كل ما يحاك ضدنا بتكاتف شعبنا وتلاحمه"، مشيدا بما أظهره شعب البحرين خلال الأيام الماضية من مشاعر وطنية صادقة، وفي ذات الوقت أكد سموه "أن هذه المشاعر والمواقف ليست بغريبة على أبناء البحرين الذين ضربوا عبر السنين أروع الأمثلة في الاخلاص للوطن والوقوف صفا واحدا في مواجهة من يريدون الاساءة إليه".

وأوضح سموه: "إننا يجب أن نكون أكثر وعيًا ويقظة لما يدور من حولنا، وأن نلتف جميعًا حول راية الوطن والدفاع عنه بالأفعال قبل الكلمات، وألا نترك المجال لمن يحاول أن يثنينا عن استكمال مسيرة تنمية الوطن وازدهاره".

واعرب سموه عن شكره وتقديره للمواقف الوطنية التي أظهرتها الصحافة البحرينية وكتاب الاعمدة والمقالات بشجبهم واستنكارهم لكل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، مؤكداً سموه ان هذه المواقف تعكس ما يتبناه شعب البحرين من موقف إيجابية تجاه من يحاول أن يسيء لبلدنا.

وأكد سموه أن ما تنشره الصحافة اليوم من تحليلات ونقل للقضايا يعتبر بمثابة "العصف الذهني" الذي يساعد الحكومة والمسؤولين في اتخاذ القرارات المناسبة التي تصب في صالح البحرين وشعبها.

ودعا سموه رجال الصحافة والاعلام الى مواصلة عملهم في الدفاع عن البحرين وممارسة دورهم في التنبيه لمختلف القضايا دون أي تردد، مؤكدا سموه لهم أن ما يطرحونه من رؤى وأفكار هي على الدوام محل الاهتمام والمتابعة والتقدير.