أكد خبراء في شؤون النفط أن المخاوف بشأن تراجع الأسعار دون الخمسين دولاراً مازالت غير واقعية، خاصة أن البعض يشير إلى اقتراب عودة الإنتاج الإيراني إلى السوق مع ارتفاع الفائض، ما يسهم في ضعف الأسعار.
وذكر الخبير محمد الشطي في اتصال مع "العربية.نت" أن هذه الأجواء تزيد من نشاط المضاربين، وقد تنعكس بدعم الأسعار مع زيادة الشراء لتعزيز مراكزهم المالية في الأسواق، مضيفا أن سوق النفط عموما يميل إلى التوازن في ظل غياب أي مستجد على الساحة الإيرانية. وقال "إن الأسعار قد تتجه للتعافي مع تأخر النفط الإيراني إلى النصف الأول من عام 2016 وهو يتزامن مع زيادة الطلب العالمي على النفط.
وقال الشطي "إن مبعث التفاؤل حول رفع العقوبات وعودة ماكينة الإنتاج في إيران، إلا أن المنشآت النفطية غير مؤهلة تقنيا بعد الحصار الطويل الذي فرض على إيران، وإذا استطاعت الحكومة الإيرانية تأهيل حقول الإنتاج فإن التوقيت سيأتي مع ارتفاع الطلب العالمي، ما سيوفر كميات جديدة يستوعبها السوق".
وقال الشطي "إن سوق النفط يتابع التطورات، وهناك صعوبة في هبوط الأسعار عن 50 دولارا قبل بلوغ النفط الإيراني بشكل واقعي قمة الإنتاج، وحين ذاك يتم دراسة تأثيره وتداعياته". وذكر أن "تأثير عودة إيران سيكون تدريجيا ومتوافقا مع حاجة السوق".
أما حول المخاوف بشأن بيع إيران للنفط العائم فقد أكد خبراء لـ"العربية.نت" أن المخزون في البحار قد لا يغري المشترين، بسبب نوعية النفط الذي قد يصيب المصافي بأعطال، فضلاً عن ان هذه الكميات تبقى محدودة ولن يكون لها تأثير في السوق.
إلى ذلك، هبطت أسعار النفط في بداية التعامل بالأسواق الآسيوية اليوم الاثنين بعد إغلاقه في جلسة التعامل السابقة على أدنى مستوى له منذ مارس، بسبب تجدد القلق من وفرة المعروض من النفط في أعقاب إظهار بيانات زيادة أنشطة الحفر للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وقالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة إن منتجي النفط الأميركيين أضافوا21 حفارا نفطيا الأسبوع الماضي في أكبر زيادة منذ أبريل 2014.
وجاء هذا رغم هبوط بنسبة 21% في أسعار النفط الخام الأميركي منذ منتصف يونيو عندما وصلت الأسعار إلى 61 دولارا للبرميل في 23 يونيو، مما أدى إلى دخول أسعار النفط الأميركي سوقا هابطة. ويعتبر تجار كثيرون أي هبوط بنسبة 20% يمثل سوقا هابطة.
وهبطت أسعار النفط الخام الأميركي تسليم سبتمبر 14 سنتا إلى 48 دولارا بحلول الساعة 0024 بتوقيت غرينتش بعد هبوطه عند الإغلاق في جلسة التعامل السابقة 31 سنتا إلى 48.14 دولار وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 31 مارس وبتراجع 5.5% خلال الأسبوع.
وهبطت أسعار خام برنت تسليم سبتمبر أربعة سنتات إلى 54.58 دولار بعد أن هبط 65 سنتا عند الإغلاق في الجلسة السابقة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 19 مارس وبتراجع 4.3% خلال الأسبوع.