استنكرت فعاليات وطنية التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن الوطني الداخلي، معتبرين ذلك انتهاكا لمبادئ الأمم المتحدة والأعراف والاتفاقيات والمواثيق الدولية كافة، وبعيدا عن نطاق العلاقات الدولية ذات النوايا الحسنة، مؤكدين أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تحمل في طياتها لغة إثارة الفتنة والبلبلة والتحريض في المملكة، مطالبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضرورة مراعاة مبادئ حسن الجوار واحترام سيادة مملكة البحرين وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
جاء ذلك خلال التجمع الشعبي الذي نظمته محافظة العاصمة بالتعاون مع اتحاد الجاليات الأجنبية تحت عنوان " لا للتدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي البحريني" الذي أقيم اليوم في نادي الخريجين بالمنامة، بحضور عدد كبير من الفعاليات الوطنية والجمهور، مؤكدين أن التجمع حمل عدة رسائل مباشرة أولها تجديد البيعة والولاء الكامل للقيادة الرشيدة، ورفض سياسة إيران الرامية لتصدير الإرهاب للبحرين وغيها وطمعها المستمر .
وأكدوا في ذات الوقت أن موقفهم إزاء التدخلات الإيرانية السافرة لن يكسبهم إلا اصراراً وتمسكاً بثوابتهم وقيمهم الوطنية والوقوف صفاً واحداً في وجه من يحاول إثارة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، منوهين بأن هذا التجمع جاء متماشياً مع مشاعر جميع المواطنين الذين يكنون الحب والولاء للوطن والقيادة الرشيدة وما تطلبه المصلحة الوطنية وانطلاقا من مسؤوليتهم الوطنية المخلصة لتراب الوطن الغالي، مشيدين بالتصريح الصادر عن الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الخاص برفض هذه التدخلات ومنوهين بجهود منتسبي وزارة الداخلية في إجهاض عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات القادمة من ايران.
وقال نائب محافظ محافظة العاصمة الأستاذ حسن عبدالله المدني في كلمة ألقاها امام الحضور "يأتي هذا التجمع الوطني لأهالي محافظة العاصمة تجديدا للبيعة وتأكيدا للولاء والحب للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وانطلاقا من حس المسئولية الوطنية تجاه مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا، وإعلانا بأننا جميعا وكل المخلصين من أبناء وبنات هذا الوطن الغالي نقف بنيانا مرصوصا خلف مليكنا المفدى، ورئيس وزرائه وولي عهده".
وأضاف "نرفض بشكل بات وقاطع التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني، ونقف ضد الإساءات المتكررة والتصريحات المستفزة والتحريض المتواصل الذي تعتمده إيران ضد مملكة البحرين، ونرفض الإرهاب الذي تحاول إيران أن تصدره إلينا، ونذكرها أن ذلك يتنافى مع مبادئ حسن الجوار والأخوة الإسلامية".
وأردف بالقول "ونذكرها أيضا أن أي تدخل أجنبي في مملكة البحرين سوف يتكسر على صخرة صمود وإباء أهلها والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة، ودونهم التاريخ إن كانوا يحسنون استقراءه؛ فقد أثبتت البحرين على مر التاريخ أنها عصية على الأجنبي، وأن أبناءها أكبر وأكثر وعيا من أن ينخدعوا بشعاراته الزائفة التي ما انفك يتستر وراءها لخداع الشعوب".
وأضاف في كلمته "وليعلم الجميع أننا نؤيد ما تتخذه حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المحنك من إجراءات لحفظ أمن الوطن والمواطن وحماية مكتسباتنا، وإننا نذود بالروح والدم عن استقلال مملكة البحرين ونصون عروبتها ونفدي بأرواحنا وحدة أرضها وشعبها وتوحده خلف قيادته الرشيدة، وإننا على العهد باقون، وعلى النهج البحريني العربي الأصيل ماضون رغم كيد الحاقدين الذين ما انفكوا يضمرون لنا السوء ويحيكون لنا المؤامرات، المؤامرة تلو الأخرى".
واختتم المدني قائلا: "ومن باب إرجاع الفضل لأهله؛ فإننا نوجه الشكر المستحق للفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الموقر ونشيد بيقظة رجال الأمن البواسل في كشف المؤامرات وإحباط المخططات التي تستهدف الوطن والمواطن".
بعدها، القى رجل الأعمال السيد يوسف صلاح الدين كلمة استهل فيها بالقول "يشرفني إن اكون متحدثا في هذا الحشد الشعبي الذى يجمع جميع مكونات المواطنين الشرفاء الذين تعايشوا مع بعضهم البعض في السراء والضراء لا يفرق بينهم اختلاف فى الاصل او الدين او المذهب في اطار أنساني وحضاري راق ونسيج متناغم تجمعهم أخوة ودين ودم ومصاهرة ونسب".
وأضاف "انه شرف لنا جميعا الاجتماع في هذا اليوم وفى هذا المكان لنعلن جميعا بصوت واحد مسموع لجميع دول العالم استنكارنا وشجبنا التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لمملكة البحرين العزيزة على قلوبنا والتي ظهرت من خلال تصريحات المسئولين الايرانيين والتي تحمل الكثير من لغة التحريض واشاعة أجواء التوتر فى مملكتنا الحبيبة، وهو ما يتعارض مع مبادى حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومبادى منظمة التعاون الإسلامي".
وواصل صلاح الدين "إن البحرين لها علينا حق ومن واجبنا الوقوف والتصدي للتدخلات الايرانية المستفزة في الشأن الداخلي وأن نعبر عن مشاعرنا بصوت مسموع يسمعه العالم بأن عموم شعب مملكة البحرين الأوفياء يشجبون هذه التدخلات الايرانية ويرفضونها رفضا باتا مؤكدين وقوفهم صفا واحدا خلف قيادتنا الحكيمة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم".
وتابع "إن عموم شعب مملكة البحرين يشيد ويعتز بما جاء فى كلمة معالى الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله ال خليفة وزير الداخلية بخصوص وحدة الصف لشعب مملكة البحرين بأكمله تجاه ما تتعرض له مملكة البحرين من مؤامرات تستهدف وجودها وشعبها الأبي وما حققته من انجازات ونؤكد مساندتنا لكل ما جاء في تلك الكلمة، مشيدين بجهود معاليه وكافة منتسبي الوزارة في اجهاض عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات القادمة من إيران".
والقت الإعلامية فوزية زينل كلمة بدأتها بالقول " لا للتدخلات الإيرانية في شؤون مملكة البحرين. ولا للعبث بأمننا وحريتنا واستقلالنا.. ولا للهيمنة والاستبداد والتسلط الذي تسعى إيران لممارسته علينا.. ولا لاستعبادنا وإذلالنا من قبل إيران أو غيرها من الدول التي تسعى لتحقيق مصالحها على حسابنا، وتغيير هويتنا العربية الإسلامية، وسرقة ثرواتنا".
واستطردت "إن أعداءنا إنما استضعفونا وتطاولوا علينا بالأقوال والأفعال حينما وجدونا دولا متفرقة، تفصل بينها حدود مصطنعة، برغم ما يجمع بيننا من مصير مشترك وعروبة ودين وثقافة ولغة واحدة وتاريخ عريق، وهذا مما يدعونا لرفع صوتنا عاليا مطالبين دولنا الخليجية العربية بإقامة الاتحاد العربي الخليجي الذي دعا إليه المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله . فهذا الاتحاد هو الضمانة المؤكدة لأمننا واستقرارنا وازدهار وتقدم بلداننا. ولنتذكر في هذا المقام قول الحق سبحانه وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) صدق الله العظيم ".
وأضافت "إن اجتماعنا في هذا اليوم وفي هذا المكان إنما هو للتأكيد على ولائنا لبحرينينا الحبيبة ولقيادتها الحكيمة، وتمسكنا بمبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام والمحبة، وإصرارنا على مواصلة الطريق خلف ملكنا وقائدنا حمد بن عيسى آل خليفة لتحقيق المزيد من التقدم والرخاء والاستقرار والبناء، سعيا نحو مستقبل ينعم فيه أبناؤنا بالحياة الحرة الكريمة وبالأمن والسلام".
وقالت زينل "وإننا من هذا المنطلق على أتم الاستعداد للتوقيع على أية وثيقة يتم طرحها للتأكيد على ولائنا لوطننا وقيادتنا الحكيمة، ورفضنا لأية تدخلات في شؤون بلادنا سواء جاءت من إيران أو من غيرها، وإننا ولأجل أن يعلم العالم بأسره مدى إصرارنا وتمسكنا بحرية بلدنا واستقلاله وعزته وكرامته، ووقوفنا خلف قيادتنا الحكيمة، فإننا على أتم الاستعداد للتوقيع على وثيقة الولاء لوطننا وقيادتنا، ليس بالحبر فقط وإنما بدمائنا، فما قيمة دم لا يبذل في سبيل الحرية والعزة والكرامة".
واختتمت كلمتها "وإنني من موقعي هذا أدعو جميع أبناء الشعب البحريني لتنظيم مثل هذه الوقفات المُؤكدة على الولاء للوطن والقيادة، ورفض التدخلات الإيرانية في شؤون بلدنا في كافة مدن وقرى البحرين، والتوقيع على الوثيقة التي أشرت إليها، ليعلم الجميع أننا في هذا الوطن نقف يدا واحدة وصفا واحدا خلف قيادتنا، حماية لوطننا ودفاعا عن حريتنا واستقلالنا وكرامتنا، مجسدين بوحدتنا قول الحق سبحانه وتعالى : "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص ) صدق الله العظيم".