ماذا حين يجتمع عدد بارز من نجوم السينما العالمية وأغلبهم يحملون الأوسكار وتاريخ حافل بالإنجازات السينما.
عندها سنكون حتما أمام إنجاز سينمائي رفيع المستوى، وهذا ما تحقق فعلا مع فيلم "المشي في الغابات" الذي يؤكد أن اجتماع الكبار حصد فيلما بسيطا لكنه في حقيقة الأمر فيلم عميق وثري بالمضامين التي تدهشنا في كل لحظة من لحظات هذا العمل السينمائي المرتقب.
يعتمد فيلم "المشي في الغابات" على نص روائي هو في الحقيقة مذكرات كتبها بيل بريسون الذي يعود إلى أميركا بعد عقدين من الزمان قضاهما في المملكة المتحدة. ومن أجل تعويض ذلك الغياب واكتشاف أميركا بالشكل الحقيقي يقرر أن يقوم برحلة في غابات أميركا. ونظرا لصعوبة التجربة تقترح عليه زوجته أن يرافقه أحد في تلك الرحلة الشاقة. فيكون ذلك الشخص أحد أصدقائه أيام الشباب .
هكذا هو النص الروائي الذي التزم به الفيلم، حيث قام المخرج كين كويباس بمشاركة بيل هولدرمان في كتابة السيناريو ومنحه مساحة من الكوميديا الساخرة من أجل التخفيف من التقريرية في تفاصيل الرحلة التي أرادها بيل بريسون الذي يقوم بدوره النجم القدير روبرت ردفورد ضمن أداء رفيع المستوى، شذى بالخبرة والعمق في منح الشخصية تفاصيل إضافية ذات بعد إنساني ثري.
ويحوي الفيلم أيضا إضافة إلى روبرت ردفورد، هناك نيك نولتي الذي يقوم بدور الصديق السمين رفيق الرحلة، أيضا إيما تومسون بدور الزوجة بالإضافة إلى ماري ستينبرجن. ونشير هنا إلى أن جميع تلك الأسماء فائزة أو مرشحة للأوسكار، وهذا يعني اقتدارا عاي المستوى على صعيد حرفة التمثيل.
ويدعونا الفيلم لأن نكتشف ذواتنا. حتى وإن لم نقم بتلك الرحلة. فحياتنا اليومية دائما رحلة مليئة باللحظات والمواقف والشخصيات والأحداث الصغيرة منها و الكبيرة.
ويأخذنا الفيلم بالسفر إلى الذات قبل أن يكون السفر إلى الغابات والطبيعة والمواقف الحرجة مع الدببة والأمطار والبرد والثلوج.
من أجل التخفيف من صعوبة المشاهد في الغابات. قام المخرج كين كويباس بتصميم مواقع من الغابات في الاستديو لتصوير المشاهد هناك، إضافة طبعا إلى المشاهد الخارجية التي تجعل المشاهد يعيش مغامرات تلك الرحلة وحكاياتها ليخلص إلى أهمية أن نعيش الاكتشاف لنعرف حقيقة العلاقة مع المكان والزمان والأشخاص.
ويؤكد فيلم "المشي في الغابات" أن الكبار يمتلكون المقدرة على منحنا الدهشة ببساطة ما يقدمون من سينما ثرية بالعمق والمضامين.