رب ضارة نافعة!..تنطبق هذه المقولة إلى حد بعيد على ما حدث مؤخرا في البحرين، فالتدخل الايراني في شأن المملكة وتمويل نظام طهران للإرهاب وما نتج عنه من تفجير يوم الثلاثاء الماضي، والذي استهدف رجال الشرطة واودي بحياة أثنين منهم بالإضافة الي اصابة عدد منهم بجروح بليغة، كشف العديد من الجوانب الايجابية، من بينها تقدير العالم واهتمامه بالبحرين والأخطار والتحديات التي واجهت المملكة وكيفية التعامل معها بما يضمن سلامة الوطن ومقدراته وما تحقق على اراضيه من انجازات ورفاهية مواطنيه والمقيمين على أرضه وسلامتهم.
ظهر ذلك عبر تقاطر دول عربية واسلامية وعالمية واعلان رفضها لكل ما يمس او يهدد امن وسيادة "دانة الخليج"، فانبثقت صورة المملكة الحقيقية عند العالم الخارجي ضد ما تعرضت له من محاولات التشكيك في عروبتها من قبل بعض الاطماع الاقليمية ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، كما كشفت الاحداث الاخيرة، مكانة جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة، كزعيم لما يحظى به من احترام وتقدير كبيرَين من قِبل جميع قادة ومسؤولي وشعوب دول العالم كافة، لما يتمتع به - رعاه الله - من بُعد نظر وتروٍّ وحكمة في تعامله مع الأحداث الإقليمية والدولية، نظراً لمواقفه الحيادية والعادلة حيال العديد من القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية كقائد محب للسلام داعم لثوابت الأمن والاستقرار العالميين .
لقد جسدت تلك المواقف من الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت دائماً إلى جانب البحرين في كل الأوقات، معرفة الاشقاء والأصدقاء عند الشدائد والمحن، وحملت تلك البيانات والاستنكارات في طياته تأكيدات بأن البحرين دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة تامة، شعبها جزء من الأمة العربية، وإقليمها جزء من الوطن العربي الكبير، لها دور كعضو فعال في المجتمع الدولي والإسلامي، ولا يحق لأي دولة كانت أن تتدخل في شأنها، وستظل مسيرة التنمية والنماء في المملكة تتواصل بغض النظر عن المؤثرات الخارجية وكل ما يحيط بالوطن من تحديات، وهو ما يعزز الأمل والثقة في الحاضر والتفاؤل بالمستقبل .
بجانب ذلك، كشفت الاحداث الأخيرة عن العلاقة بين القيادة والشعب كنموذج للعلاقات في الأسرة الواحدة، وعن المعدن الأصيل للمواطن البحريني، لما أبداه من موقف وطني واضح ورشيد تجاه كل ما من شأنه تهديد الوطن والاستقرار والسيادة، نابع من قيم اساسية راسخة لشعبنا، جعلت البحرين حصينة على مدى عقود من الفتنة والطائفية، كما اظهر تماسك الجبهة الداخلية في وجه كل المحاولات لزعزعة النسيج الاجتماعي أو اللحمة الوطنية، مخرسة بذلك السنة كل العابثين بأمنه وكل من يسعي الي شق الصف أو إثارة الفتنة .
أن المواقف الشجاعة التي تبرز في المنعطفات التاريخية المصيرية للشعوب والأمم تكشف نفائس القيادة الرشيدة وتقونن توجهاته نحو الأهداف والغايات والرؤى التي تتطلع لها الشعوب والأمم، وتنتشل المسارات من المآزق والانهيارات، وجلالة الملك مثال للقيادة الرشيدة والتي تسعى ليلا ونهارا من اجل الوطن والمواطن، ونظرتها الثاقبة للأمور، لذلك لم يحظى قائد بحب شعبه كما يحظى جلالته - حفظه الله – بحبهم، لأنه أعطى كل اهتمامه للوطن والمواطن، فبادلوه الحب والوفاء .
وستظل البحرين بقيادتها الحكيمة وشعبها المخلص واحة أمن تقوم بواجبها بتعزيز روح المحبة والوئام وتضميد الجراح، مثالاً يُحتذى به بين دول العالم ونموذجاً قلما يتكرر ودليلاً ملموساً في مسيرته الاصلاحية والتنمية والوئام والتعايش بين مكوناته، ويستحق دعم المجتمع الدولي برمته.