عدسات تلفزيونية، صحافيّون، هواتف الإذاعة المباشرة، الكل تجنّد من سترة حيث أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار النسخة السابعة من مهرجان صيف البحرين، معلنة المكان صرحاً للفرح طيلة شهر كامل وفعل مقاومة تصنعها الثقافة من حديقة نخّول التي دشّنتها الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار مساء اليوم الخميس الموافق 30 يوليو 2015، في موقعها بجانب مجمع سترة التجاري، بحضور العديد من المهتمّين بالأنشطة الثّقافيّة والتّرفيهيّة، العائلات والإعلاميّين.
"الثّقافة فعلُ محبّة وسلام، وصيف البحرين، بشمسه يضيء من البحرين محطّاتها الجميلة والحالمة والتي نؤمن أنّها قريبة من القلب وأنّها مكانٌ آمنٌ للجمال والثّقافةِ والمعايشة في كل شبر من مملكتنا الغالية". هذا ما صرّحت به رئيسة هيئة البحرين للثّقافة والآثار الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة في إطلاق حديقة نخّول بمدينة سترة، مشيرةً إلى أنّ هذا الوطن يسعُ الجميع، ويراهن على أبنائه وناسه، وقالت: "إنّها الثّقافة اليوم تراهنُ على سترة باعتبارها مساحةً إنسانيّة جميلة وغنيّة تستحقّ أن نقترب منها وأن نعيش يوميّات الفرح والفنّ في جميع تفاصيلها. يجب أن ننفي أيّة فكرةٍ تُروّج لمفاهيم مضّادة للأمن والسّلام، نحن الموطن الواحدُ بكلّ ما نملك، بكلّ ما نريد، وها هو صيف البحرين الذي انتصر للفرح قبلاً وينتصر للسّلام والأمان اليوم". وواصلت: "في حديقة نّخول في سترة العالم يلتقي، بفنّانين ومثقّفين من مختلف الدّول والقّارات، الذين يجرّبون مع العائلات البحرينيّة روائع النّتاجات والتّجارب. عميق الشّكر لكلّ هؤلاء، الذين لا زالوا يؤمنون بالثّقافة وبالجمال لغةً للمحبّة والرّقيّ".
اليوم الأوّل لحديقة نخّول شهد انطلاقة أوبريت الافتتاح "تراثنا يجمعنا"، الذي يجمع بين فقراته التراث البحريني الأصيل من خلال مشاركة الفرقة الأهلية البحرينية للفنون الشعبية وكذلك التراث العربي في عرض موهبتي الغناء من أطفال مدينة نخول وبالتعاون مع فرقة العود من معهد البحرين للموسيقي. ومن التراث الآسيوي تقدم فرقة بولي وود ستيبس الهندية عرض استعراضي للرقصات الهندية.
وباشرت الحديقة أحداثها العائليّة والتّرفيهيّة اليوم، لتستمرّ حتّى أواخر شهر أغسطس 2015، حيث أعلنت عن مفاجآتها وأنشطتها لكلّ الأصدقاء والعائلات. ويتضمّن البرنامج مجموعةً واسعةً من الفعاليّات والأحداث الثّقافيّة التي تشارك فيها العديد بلدان العالم، متقاسمةً مع البحرين تجاربها ومختبراتها الثّقافيّة التي تتّخذ أشكالاً مختلفة، منها: التّجارب الفنّيّة، ورش العمل، العروض المسرحيّة، الحكايات واللّقاءات الثّقافيّة والتّفاعليّة، حفلات استعراضيّة وموسيقى وغيرها، موزعة على أربعة أسابيع ثقافية، تبدأ مع الأسبوع الخليجي، الأسبوع الآسيوي، الأسبوع الإفريقي ونهاية مع الأسبوع الأوروبي.
كذلك فإن العديد من الفنون والعروض المسليّة للأطفال تبدأ مع إطلاق حديقة نخول، وتستمرّ طيلة المهرجان. وتتضمن: مسرح مدينة نخول، مسابقة نجم نخول 2015م، مزاد اللوحات الفنية للأطفال، تلفزيون الأطفال، اللياقة البدنية للأطفال، ركن الألعاب الشعبية القديمة، استوديو المبدعين، حزاوي جدتي وركن القراءة، أرسم الآخرين/الفن التفاعلي، لوحة وفنان، ابني بيتك وفعالية رسم الوجوه من معرض "كليلة ودمنة.. حكايات عبر الزمن".
وفي سياق آخر، أطلق صيف البحرين مساء اليوم أيضا، أولى حفلاته الموسيقية من خلال حفل "سحر الشرق وعبق التاريخ في صوت أم كلثوم" الذي قدمته فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية على خشبة الصالة الثقافية، إذ أقيم الحفل بالتعاون مع سفارة جمهورية مصر العربية في مملكة البحرين، بمناسبة الذكرى الأربعين لرحيل سيدة الغناء العربي الأولى وأيقونة الطرب الشرقي الأصيل أم كلثوم. وحضرته الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وسعادة سفير مصر لدى المملكة السيد عصام صالح عواد، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الدبلوماسية والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
يذكر أنه في العام 1967، أسّس الفنّان الرّاحل عبدالحليم نويرة فرقته بألفة جميلة للموسيقى التّراثيّة والإرث اللّحنيّ العربيّ بامتداد مسافاته، متوجّهًا إلى الرّحب الأوسع من تلك السّماعيّات بهدف الحفاظ عليها وتطويرها وتقديمها بروحٍ تنسجم مع الذّوق المعاصر دونما تشويه المضمون الفنّيّ لهذا التّراث. وبرغم غياب الفنّان نويرة إلا أن الفرقة ظلّت تنسج من فكرته طريقها، تصغي بأذنه إلى روائع العالم العربيّ وتعيد تمريرها كما يفعل، حتّى ارتبطت ذكراه بهذه الفرقة، التي تحمل اليوم اسمه تكريمًا له وانتماءً إلى قارّات موسيقاه.
وتوجهت هيئة البحرين للثقافة والآثار بجزيل الشكر والامتنان لجميع داعمي مهرجان صيف البحرين بداية مع السيد خالد عبد الرحيم والآنسة نوف عبد الرحيم من شركة سيباركو – مجموعة شركات عبد الرحيم، السيد رؤوف يوسف ناصر من شركة Design Creative، مجمّع سترة التجاري، عمار بشير (الراعي الإبداعي) من شركة French House Design، السيد جميل وفا منUNITAG، السيدة لورنس رودريجاس من شركة Show tech والسيد لجور أوليفو من شركة SEPIATONE. كما وشكرت الداعمين من الفنادق كل من السيد عبد الرحمن مرشد – فندق راديسون بلو، السيد عبد الرحيم السيد – الرئيس التنفيذي لفندق جولدن توليب والسيد عقيل الريس – فندق الخليج.
وإضافة إلى ذلك، أعربت الهيئة عن شكرها للرعاة الإعلاميين لصيف البحرين وهم: Daily Tribune ، مجلة روتانا، مجلة Ohlala، مجموعة Kouponer، Bahrain This Week، مجلة Fact، الإذاعة الهندية (Your FM) وصحيفة الوسط المحلية. إضافة إلى توجهها بالشكر لسفارات مصر، فرنسا والفلبين لدى المملكة وذلك لدورهم وتعاونهم مع الهيئة في إثراء برنامج مهرجان صيف، الذي ينعكس إيجابياً على المشهد الثقافي في البحرين.