استقبل الشارع في اليمن إعلان الأمم المتحدة عن هدنة مدتها شهران والتي دخلت حيز التنفيذ، السبت، تشمل تسيير رحلات تجارية من مطار صنعاء، وتدفّق الوقود وفتح الطرق إلى مدينة تعز، بفرحة وابتهاج كبيرين وآمال عراض في أن تكون الهدنة تمهيداً للتوصّل إلى اتفاق سلام يوقف الحرب، وينهي معاناة الملايين، إلا أن الكثيرين أعربوا عن مخاوفهم من تلاعب ميليشيا الحوثي، وإمكانية إفساد الفرحة، التي عمّت مختلف أرجاء اليمن وانقلابها على اتفاق الهدنة على غرار ما حدث في مرات سابقة.

وقال عبد العزيز السقاف وهو موظف حكومي، إنه يأمل كثيراً بنجاح هذه الهدنة، لأنها ستسهم بشكل كبير في التخفيف من سوء الأوضاع المعيشية والصحية في اليمن، وأنها ستكون بداية لبدء حوار جدي بين أطراف الحرب التي أنهكت الناس الذين يتمنى جلهم تحقيق السلام. بدوره، أبدى مراد عبدالله وهو عامل يومي، مخاوف جدية من مغبة إقدام ميليشيا الحوثي على إفشال الهدنة، على غرار ما فعلت من قبل في اتفاق استوكهولم بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة. وأضاف عبدالله لـ«البيان»: «الهدنة خطوة جيدة، لكنني لا أثق بنجاحها، عند تطبيق الهدنة سيعمد الحوثيون إلى صنع العقبات والتفسيرات المختلفة، ما يتسبب في فشلها»، مشيراً إلى أن أكبر عقبة ستواجه الأمم المتحدة ونجاح الهدنة هو فتح الطرقات إلى تعز المحاصرة منذ سبعة أعوام، والطرق التجارية الرابطة بين محافظة إب ومحافظة عدن.

ويرى عمار عبد الله أن استقبال شهر رمضان المبارك بالهدنة وتوقف العمليات العسكرية لمدة شهرين، وفتح مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، تعتبر كلها مؤشرات جيدة وعلامات إيجابية على القناعة، التي ترسّخت بوجوب إنهاء الحرب، داعياً كل القوى والناشطين إلى مساندة الهدنة، والعمل على إنجاحها، لأنّ المستفيد هو المواطن اليمني العادي، الذي يعاني من نقص الوقود وإغلاق الطرقات، ووقف الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء.

من جهته، أكد قائد المقاومة الوطنية، رئيس المكتب السياسي، العميد طارق محمد عبدالله صالح، وقوفه مع أي إجراء يهدف إلى التخفيف من معاناة اليمنيين ويخدم مصالحهم، مضيفاً: «كل إجراء يخفف معاناة الناس ويخدم مصالح المواطنين، فإننا نقف معه ونؤيده، معركتنا مع الحوثي هي بالأساس دفاعاً عن الناس ودولتهم ومؤسسات خدمتهم الوطنية».

كما رحب علي الكثيري الناطق باسم المجلس الانتقالي بالهدنة، مردفاً: «استجابة للوضع الإنساني الملح، ودعماً لجهود مجلس التعاون الخليجي والجهود الأممية من أجل السلام والاستقرار، نرحب بإعلان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هدنة لمدة شهرين، مؤكدين وقف إطلاق النار في جميع خطوط التماس، داعين إلى انتهاز هذه الفرصة لسلام دائم».