author

 د. إنتصار البناء
د. إنتصار البناء
ماذا لو...؟

من أين أجيب الحظ؟

شخصياً.. لست محظوظة، ولا أرى نفسي من المحظوظين. لذلك اضطر للاجتهاد لتحقيق أهدافي. ولا أشارك في أي نشاط يعتمد على الحظ «خبط عشواء». فلا أعبئ أبداً بطاقات سحب الجوائز. وإن ملأتها تحت ضغط ما فإني لا أحتفظ بأرقام الأرصدة، ولا أنتظر نتائج السحب مطلقاً. ومع ذلك... فإني مؤمنة أن هناك أشخاصاً يرافقهم الحظ كظلهم. تعددت تفسيرات الحظ في...

"نوستالجيا" الأغاني القديمة

تقلب الأغاني المدرجة في جهاز التسجيل عندي في السيارة، فتتأفف وتتذمر: ما هذا يا انتصار؟!! أغانٍ قديمة!!. ماذا حصل لك؟! لماذا تعودين للوراء؟!! وتشبك هاتفها بالمسجل وتدير الجهاز على أغاني عراقية جديدة سريعة وصاخبة جداً لا أعرف مطربيها ولا هوية الفن الذي يصدحون به. في الحقيقة لم تكن تلك الأغاني أغاني قديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب، كانت...

أزمة العربي في التعبير عن ذاته

لسنوات عديدة صرت اعتبرها إنسانة مستفزة، وبدت لي أنها تضل طريقها من الفن نحو التحول إلى ظاهرة إعلامية مثيرة للجدل فقط لا غير. هكذا كانت الفنانة أحلام تتعمد أن تصدم متابعيها بالملابس والمجوهرات الفاخرة، وبالتنديد والاستهزاء والوعيد لمن يخالفها أو يختلف معها في الوسط الفني أو الإعلامي. حتى ظهرت هذا العام في أحد البرامج الفنية وقد...

لماذا نلبس الساعة في اليد اليسرى؟

كانت جالسة بجانبي على طاولة الاجتماعات تعد تقريرها. لفت انتباهي أنها تلبس الساعة في يدها اليمنى! ركزت.. هي أيضاً تكتب باليمين وليست عسراء «تكتب باليد اليسرى». قلت لها متعجبة: أنت تلبسين ساعتك في يدك اليمنى! أجابت: عادي... ألبسها في اليمين، في اليسار، ما تفرق عندي. أعجبني منطقها البسيط، وتوقفت برهة وتساءلت. لماذا نحن نلبس الساعة في...

بعض مشكلات الكيانات الثقافية الأهلية

في الأيام القليلة الماضية تابعت بعض المشكلات التي طفت على السطح لبعض الكيانات الثقافية العربية. وكان واضحاً أن المشكلات الفردية للمثقف تتكثف وتتفاعل ويعاد تشكلها في صيغة تنظيمية جماعية عبر الكيانات المختلفة. وهنا يتعين علينا أن نؤكد على أهمية وجود الكيانات الثقافية «الجماعية» في العمل على بلورة موقف ثقافي شعبي، وفي بث حيوية...

وأحتاجك ربي..

هذا الإنسان الذي طوع الكون وسخره. والذي لم يترك فيه شبراً إلا كشفه. لا فرق عنده بين قاع البحر وجوف السماء، فكلها له ممهدة. هذا الإنسان حتى وإن طوى الجبال والفضاء بين يده.. سيبقى متعلقاً بالغيب، جاهلاً لما لم يمتد إليه بصره. ما هو الغيب الذي أرهق البشرية ؟ إنه أصل كل شيء، بداية تشكل كل مكتمل، المنشأ... والشرارة الأولى التي انبعث منها...

ماركس حيًّا.. الفلسفة لا تموت

أولاً، هذا المقال ليس في مديح كارل ماركس. فعلى الذين تأهبوا، كعادتهم، لتكرار تعليقاتهم التقليدية ذاتها، عن الإيديولوجيا والدوغمائية والأفكار التي عفا عليها الزمن أن يعودوا لاسترخائهم ويحلوا تأهبهم. ثانياً، ليس من بديل اقتصادي وفلسفي عن الماركسية غير الرأسمالية التي لا يتأهب فريق الهجوم على الإيديولوجيا والدوغمائية لنقدها...

المثقف لا يمثلني!

اثنان اختارا أن ينفصلا عن بعضهما خطأ. المثقف والجماهير. ليس، فقط، في عالمنا العربي / الثالث الذي نتذرع دائماً بعدده الرتبي لنلقي عليه بلائمة خيباتنا وعجزنا، بل حتى في الغرب الذي كان المثقف فيه رائد التنوير، وصاحب المنهج، ومجدد الفلسفات. ومغير اتجاه السياسات. وليست السلطات السياسية والدينية والاجتماعية هي التي على خلاف، وحدها،...

خلف أقبية المختبرات.. الجيل الجديد من البشر

في الأسبوع الماضي تناول عمود «ماذا لو..؟!!» المستقبل المقلق لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، ومخاطر تطوير الروبوتات. الأمر يبدو شبيهاً بأفلام الخيال العلمي القديمة التي تصورت الكائن الآلي وهو يحتل الكرة الأرضية ويحكم البشر. ومن ثم ينخرط البشر في المقاومة والعمل على التحرر من قبضة الروبوتات. وفي كل تلك الأفلام والتصورات كان الحال...

الجيل الذي سيفقد ذاكرته

حين كنت طالبة في المدرسة كنت مضطرة لحفظ جدول الضرب البسيط والمتقدم لأن عمليات الحساب التي كنا نجريها في مرحلة التعليم الأساسي كانت تعتمد على الحساب الذهني. وكنت أحفظ أرقام هواتف جميع من أتصل بهم مع أرقام التحويلات للأرقام الخاصة بمواقع الأعمال أو المستشفيات أو غيرها. واليوم أنا أحفظ فقط رقم هاتفي الشخصي وبعض الأرقام السرية...

التائب عائد طرِباً

وفجأة عاد من جديد.. يعلن توبة ثانية بعد الأولى. يبدأ من حيث بدأ سابقاً، ولكن بعد أن تبدل جلده مرتين، وتغيرت هيئته مرتين، وامتلك سيرتين في عالمين مختلفين. غادر مكانه نجماً محفوفاً بحب الملايين، وعاد وقد خذل جيلاً بأكمله. لماذا عاد بعد أن أحرق أرضه؟ هل يثق في قدرته على إعادة الندى لتلك الحقول التي أزهرت على وقع صوته؟ ربما يستطيع.....

ابكِ حين تحتاج البكاء

متى بكيت آخر مرة؟ بالتأكيد سيكون ردة فعلك استنكار هذا السؤال المشؤوم. فليس منا من يحب البكاء ليسجله ضمن مذكراته، وليس منا من يحب استحضار لحظات الحزن والألم التي امتزجت بالدموع. علاقتنا نحن البشر بالبكاء علاقة ألم ونشيج وتقطع شغاف الروح. قلة هم الذين يعبرون عن فرحهم بالبكاء. ويصعب علينا أن نفهم كيف يفكك البكاء مقراته في جزر...