يوسف البنخليل
نظرات
سيسجل العام الحالي 2016 بأنه عام سيادة القانون بامتياز في البحرين، فهو العام الذي فشلت فيه كل محاولات تجاوز القانون، والتطاول على الدستور باسم الحريات المدنية وحقوق الإنسان ومطالبات الإصلاح السياسي. مضى على سيادة القانون في البحرين 15 عاماً، تفاوتت فيه قيم الأفراد وقناعاتهم تجاه هذا المبدأ الديمقراطي، فمنهم من كفر به، ومنهم من...
أحداث الانقلاب الدراماتيكي في تركيا كانت مفاجئة للغاية، ولكن النتيجة لن تكون مفاجئة مادام الدرس الذي يمكن استخلاصه من هذا الانقلاب طبيعياً، وتؤكد لنا أهمية ما حدث في انقلاب البحرين 2011.البحرين شهدت في ذلك العام محاولة انقلابية، ومن أنهاها خلال أيام هو الشعب الذي تجمع بمئات الآلاف من مختلف المكونات ووقف مع الشرعية السياسية،...
رقم هاتف مجهول يظهر في وقت من الصباح الباكر، يرد مهنئاً:ـ ألف مبروك.ـ مبروك على ماذا؟ـ على إسقاط جنسية عيسى قاسم. ـ من المتحدث؟ـ ليس مهماً أن تعرف من أنا، ولكن المهم أن تستمع لما سأقول. ـ تفضل..ـ حكومة البحرين اتخذت قراراً مهماً بإسقاط جنسية عيسى قاسم لإيقاف جرائمه في البلاد. والمشكلة أن الحديث حول قاسم دائماً ما يتركز على تحريضه...
تفصلنا عن أكتوبر المقبل نحو 3 شهور، ولسنا بحاجة لأزمة سياسية جديدة كما عانينا كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية. فالأزمة المحتملة المقبلة ليس سببها محاولة انقلابية، أو موجة إرهاب جديدة، بل سببها المحتمل هو مشروع الميزانية الجديدة للعامين 2017 ـ 2018، وهي آخر ميزانية عامة للدولة سيناقشها مجلس النواب الحالي. لنتذكر قليلاً ما حدث...
اعتادت دول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيس المنظومة الخليجية على مطلع ثمانينات القرن العشرين التعامل مع التحديات الخارجية التي تواجهها بدبلوماسية مفرطة، وكان لهذا التعامل مبرراته وأسبابه التي ارتبطت بحجم القوة السياسية التي تملكها هذه الدول، وانشغالها الكبير بالتزامات التنمية طوال العقود الماضية، وتخوفها من المجازفة بتغيير...
تركت الدولة البحرينية على مدى عقود طويلة فكرة بناء هوية وطنية للقوى السياسية المختلفة، كان التعويل فيها على أن البحرينيين سيتعايشون تلقائياً مع بعضهم بعضاً. وبعد أزمة الخمسينات الدامية والمرة تغيرت هذه الفكرة وصار لزاماً التحالف مع القوى السياسية لبناء الهوية الوطنية، وهو تحالف لم يكن حقيقة لتحقيق هذا الهدف، بل تركز على إحداث...
منذ بواكير القرن العشرين، حيث بدايات التعليم النظامي، وبدايات المجتمع المدني الحديث في البحرين، عوّلت الدولة دائماً على ضرورة التحالف مع إحدى القوى السياسية المحلية في إطار إحداث التوازن السياسي الداخلي، هذا التعويل لم تكن نتائجه إيجابية في الغالب، فهو يفيد كثيراً أوقات الأزمات لا أكثر، لكنه يساعد على تكوين بيئة خصبة داخلية...
أوروبا التي تسمى القارة العجوز تضم نحو 23% من دول العالم، وتمثل رمز الديمقراطية العريقة في العالم، وطلاق بريطانيا منها مؤخراً فتح الباب لمناقشة الحركات الانفصالية الموجودة في هذه القارة والتي تطالب إما بالانفصال عن الدول الأوروبية، أو تطالب بحكم ذاتي، أو الانضمام لدولة مجاورة.هذا المشهد يعود بنا إلى إعادة النظر في اتفاقية...
بالفعل شهد العالم الخميس الماضي زلزالاً عالمياً عندما اختار البريطانيون قرارهم التاريخي بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ما أثار تساؤلات مفتوحة عن مستقبل التكتلات الدولية في النظام الدولي. منظرو العلاقات الدولية كانوا على موعد مع مفاجأة ثقيلة بعد بدء تفكك الاتحاد الأوروبي، وخروج العملاق البريطاني منه، وهم الذين انشغلوا...
الهوية البحرينية تتبدل الآن، ولن نشهد آثار تبدلها إلا بعد سنين طويلة، وقد لا يشهد الجيل الحالي هذه الآثار ويراها أبناؤنا خلال 30 عاماً مقبلة من الآن إن لم تكن أقل. الهوية التي تلاعبت بها عوامل متعددة كان للمشاريع الإسكانية المختلفة دور هام فيها، والتطور العمراني اللافت منذ نحو عقد من الزمن ساهم كثيراً في تغيير التوزيع الديمغرافي...
رغم الأزمة الإسكانية التي تعاني منها البلاد منذ تسعينات القرن العشرين إلا أن مسألة علاقة الجغرافيا بالهوية الوطنية مسألة مهمة وحساسة لأنها تعطي مؤشراً عن مستقبل المجتمع البحريني وطبيعة العلاقات التي ستكون بين مختلف مكوناته.التوزع الديمغرافي في البحرين يقوم على مجموعة معايير يقوم بعضها على الامتداد العمراني لبعض المدن...
في نظر المواطن العادي فإن البحرين تضم سنة وشيعة و»مجنسين»، وقليلاً من المسيحيين وأقل منهم بكثير من اليهود، إضافة إلى أقليات أخرى أقل حجماً.مع المسيحيين الذين يتوقع أن يشكلوا أغلبية سكان البحرين خلال العقود المقبلة، لا توجد مشكلة، وكذلك مع الأقلية اليهودية، لأن الجميع لديهم قابلية مرتفعة للتعايش مع هاتين الجاليتين الأصيلتين...